algeria watch... أو «مرصد الجزائر»: رصد وتوثيق من أجل العدالة

لا يعكس التصميم البسيط للموقع جودة وكثرة المعلومات التي يقدّمها حول الجزائر أساساً، ودول المغرب العربي عموماً وإن بشكل ثانوي. يتبع الموقع الجمعية التي تحمل الاسم نفسه، وقد تأسست في ألمانيا في العام 1997، أي بعد خمس سنوات من اندلاع الحرب الأهلية التي ضربت البلاد، لتوسّع من نشاطاتها سريعاً بعد ذلك وتصبح صاحبة مقرّ ونشاط في فرنسا. وتشير الجمعية، التي تقوم «بالكامل» على العمل التطوّعي لأفرادها، إلى أن أحد أهدافها الرئيسة يتمثل بجمع وتوثيق كافة المعلومات المتعلقة بالجزائر، اقتصادياً واجتماعياً، وخصوصاً تلك المتصلة بقضايا حقوق الإنسان الجزائري، في الداخل وفي المنفى، بما أنّ حرب التسعينيات أدّت إلى نفي نصف مليون مواطن، بحسب تأكيد الجمعية. هدف حدّده القيمون على الجمعية على اعتبار أنه قد يشكّل مساهمةً في إصلاح ما أمكن من آثار الاقتتال الأهلي في بلد المليون شهيد، وإرساء «السلام فيه وإحلال الحقيقة والعدالة». ويجسّد عمل الجمعية ذاك، تحدّياً مباشراً للسلطات الجزائرية وقوانينها، إذ منح قانون 27 شباط/فبراير 2006 العفو لجميع أعضاء الأجهزة الأمنية الذين ارتكبوا مجازر أعوام التسعينيات، وهدّد بإنزال عقوبة السجن بحق كل من يعيد فتح ملف انقلاب العام 1992 والجرائم التي تلته.
وكما هي مشكلة عدد كبير من مواقع ووسائل إعلام ومراكز دراسات دول المغرب العربي، فإنّ الموقع متوفر باللغة الفرنسية طبعاً، فضلاً عن الانكليزية والألمانية، من دون... العربية.
في وسائل عمل Algeria Watch، لا يكتفي ناشطو الجمعية والموقع برصد كل ما تتطرّق إليه الصحف الجزائرية والعالمية حول الجزائر، إنما تعتمد سياسة تحرير الموقع أيضاً صياغة مقالات ودراسات موثقة، باللغتين الألمانية والفرنسية، حول ملفات آنيّة، وهي تتعلق من قريب أو بعيد بذيول انقلاب 1992، والآثار التي ترتّبت عليه ولا تزال حتى اليوم. ونتيجةً لذلك الجهد، بات الموقع يضمّ عشرات آلاف العناوين، من دراسات ومقالات ووثائق، مع وتيرة تحديث يومية أو شبه يومية للمحتوى. ما جعله مصدراً لا بدّ من زيارته بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان، والمهتمين الأكاديميين والصحافيين المتابعين لقضايا الجزائر والجزائريين.
عناوين الملفات التي يمكن العثور عليها على الموقع الالكتروني، تعطي فكرة واضحة عن ضخامة المشروع: قضية ان أميناس، النضالات الاجتماعية في الجزائر، الانتفاضات الشعبية، تدهور الوضع الاجتماعي، الفساد، أزمة منطقة الساحل الأفريقي، انقلاب 11 كانون الثاني/يناير 1992، الدعاوى المقدمة ضد جنرالات الجيش، انتخابات 2012 في الجزائر، ملف معتقل غوانتانامو...
ومن الزوايا اللافتة المتوفرة على الموقع، والتي تشير إلى حجم الجهد المبذول، نجد لائحة مفصَّلة بأسماء ضحايا الاختفاء القسري في الجزائر، مع تفاصيل تتعلق بمكان الاختطاف والجهة المنفذة والتاريخ.
أما المقالات والمتابعات الحدثية للموقع، فهي من حجم وعدد ونوعية تلزم جميع المهتمّين بزيارة الموقع للاطلاع عليها.

http://www.algeria-watch.org/francais.htm