ملحمة الرصيف

من أجل حل أزمة الباعة الجائلين، والمتسولين النائمين على الرصيف، قامت الحكومة بهدم الرصيف، واكتشفت أن تحته ترقد جثث بشرية. أناس ناموا على الرصيف ملتحفين ببطاطينهم الوسخة، وناموا وسط البرد، وماتوا وهم نائمون. ثم بُني الرصيف.تم هدم الرصيف وخرجت الجثث البشرية، لتثأر لموتها، معاً مع من لا يزالون نائمين فوق الرصيف، ممن تقرر هدم بيتهم الموقت الآن. التحم الاثنان، ساكنو الرصيف الموتى وساكنو
2013-04-17

شارك

من أجل حل أزمة الباعة الجائلين، والمتسولين النائمين على الرصيف، قامت الحكومة بهدم الرصيف، واكتشفت أن تحته ترقد جثث بشرية. أناس ناموا على الرصيف ملتحفين ببطاطينهم الوسخة، وناموا وسط البرد، وماتوا وهم نائمون. ثم بُني الرصيف.
تم هدم الرصيف وخرجت الجثث البشرية، لتثأر لموتها، معاً مع من لا يزالون نائمين فوق الرصيف، ممن تقرر هدم بيتهم الموقت الآن. التحم الاثنان، ساكنو الرصيف الموتى وساكنو الرصيف الأحياء، في ملحمة عملاقة تهدف لإصلاح التاريخ. استمد الأحياء من الموتى قوتهم.
التاريخ لن ينصلح، قالت الحكومة، لنبدأ صفحة جديدة. سعت الحكومة للتواصل. قال ساكنو الرصيف الأحياء، لا يمكننا اتخاذ القرار بدون رفاقنا الموتى. هم شركاؤنا في القرار. قالت الحكومة لتسألوهم إذاً. قالوا الموتى لا يردون. الموتى لا يتحدثون. الموتى ينتقمون فقط. وانتقام الموتى ليس بالسلاح، الموتى لا سلاح لهم. ما يقدر عليه الموتى هو قذف الرعب في قلوبكم. وما العمل يا سيادة ساكني الرصيف؟ لا عمل لدينا، أنتم فتحتم أبواب التاريخ، والتاريخ سيلتهمكم. كنا نتمنى لو ظل كل شيء على حاله، لكن لم يعد هذا بمقدورنا الآن. انتهى. نثمّن غالياً كل مقترحاتكم العقلانية، ولكن لا شيء صار نافعاً الآن.