بعد «الكبريت» و«اليورانيوم».. تحذيرات جديدة من أضرار «المطر الحمضي» على العراق

أفاد موقع IQAir المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية، في 12 أكتوبر تشرين الأول الجاري، بأن العاصمة العراقية بغداد تصدرت قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، مبينا أن مستويات التلوث ببغداد قد تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند، التي تشتهر بارتفاع نسب التلوث فيها.
2024-10-24

شارك
بغداد، العراق.

لم يحظ العراقيون،منذ أكثر من ثلاثة عقود، بأي شيء نقي في البلاد لأسباب كثيرة، بدأت بالحروب والفوضى ولم تنتهي لغاية الآن، فبعد الضجة الكبيرة على انتشار رائحة الكبريت وبصمة اليورانيوم، حذر مرصد العراق الأخضر، اليوم الأربعاء، من خطورة الأمطار الحمضية على المزروعات والماشية التي يتناولها الإنسان في العراق.

ومنذ أكثر من إسبوع هيمنت رائحة الكبريت الكريهة المصاحبة بدخان كثيف على أجواء العاصمة بغداد وضواحيها منذ الليل وحتى ساعات الفجر الأولى، مما أثار حالة من الذعر بين المواطنين حول أسبابها، فيما أكد مختصون بالشأن البيئي أن هذه الرائحة تعود لسكون الرياح واحتباس ملوثات المصانع والمولدات والسيارات والحرائق العشوائية.

وقال المرصد في بيان تلقت “العالم الجديد” نسخة منه، إن “الأمطار الحمضية في حال هطولها، فإنها ستؤثر على الأراضي الزراعية وامتصاصها من قبل الخضروات والفواكه المزروعة والتي من الممكن أن تسبب الضرر للإنسان عند تناولها على المدى البعيد”.

ووفقا للبيان، فإن “هذه الامطار ايضاً ستؤثر على الحشائش والاعشاب التي تتناولها الماشية كالاغنام والابقار والماعز ومن ثم تؤثر على الانسان عند تناول لحومها والتي قد تتسبب بأمراض غالبيتها خطرة في المستقبل.

ونبه المرصد في بيانه الى أنه وزارة البيئة في بيانها امس اعترفت بأن هذه الامطار”لاتسبب مخاطر صحية على الانسان، مع وجود بعض التأثيرات البيئية الزراعية” أي أن هنالك تأثيرا غير مباشر وهو “الأخطر” على صحة الإنسان”.
وكرر المرصد تحذيره للمواطنين من “خطورة هذه الأمطار والتي تشبه تلك التي هطلت على العراق عام 1991 وتسببت باضرار صحية للانسان في حينها منها ارتفاع حالات الاصابة بمرض السرطان والدم والتشوهات الخلقية”.

واستبعدت وزارة البيئة العراقية، أمس الثلاثاء، هطول أمطار حمضية في الفترة المقبلة.

وأوضحت الوزارة في بيان لها تلقته “العالم الجديد”، أنها “لا تتوقع هطول أمطار حمضية في الفترة المقبلة”، مضيفة “حتى في حال احتواء الأمطار على تراكيز حمضية، فإنها لا تشكل مخاطر صحية مباشرة على الإنسان”.

وأضافت الوزارة، أن “هناك بعض التأثيرات البيئية التي قد تطال القطاع الزراعي، دون أن تؤدي إلى تهديدات صحية كبيرة”.

وكانت الهيئة العامة للأنواء الجوية العراقية قد حذرت في وقت سابق، من هطول “أمطار حمضية” في العراق عموماً والعاصمة بغداد بشكل خاص، عازية السبب إلى تلوث الهواء في الآونة الأخيرة.

وأبرزت دراسة جديدة لدورية “راديشين فيزيكس آند كمستري”، في 17 أكتوبر تشرين الأول الجاري، المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب في الصراعات العسكرية في العراق، وذلك بعد تحليل مكثف لعينات الدم، إلى زيادة كبيرة في مستويات اليورانيوم لدى الأفراد الذين يعانون سرطان الدم، مقارنة بالأفراد الأصحاء، مما يلقي الضوء على العواقب الصحية طويلة الأجل للتعرض لليورانيوم المنضب في زمن الحرب.

وأقر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أفي 16 أكتوبر تشرين الأول الجاري، بالممارسات الحكومية الخاطئة في التعامل مع التلوث، كاشفا عن إجراءات شاملة لمواجهة التلوث وتحسين البيئة في العاصمة بغداد.

وكان موقع IQAir المتخصص بمراقبة جودة الهواء العالمية أفاد ، في 12 أكتوبر تشرين الأول الجاري، بأن العاصمة العراقية بغداد تصدرت قائمة المدن الأكثر تلوثاً في العالم، مبينا أن مستويات التلوث ببغداد قد تجاوزت مدن مثل لاهور في باكستان، القاهرة في مصر، ودلهي في الهند، التي تشتهر بارتفاع نسب التلوث فيها.

ويعتبر العراق ضمن الدول التي تأثرت بالتغيرات المناخية سواء كان الاحتباس الحراري أو شح الأمطار أو ارتفاع في درجات الحرارة، ويضاف لكل ما سبق قلة الواردات المائية من دول المنبع، ما أدى إلى انخفاض مستوى المياه في نهري دجلة والفرات، والتسبب بكارثة على القطاعين الزراعي والحيواني”، بحسب نائب رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، زوزان كوجر.

ورغم وجود قانون حماية وتحسين البيئة رقم 27 لسنة 2009 الذي يلزم المؤسسات المعنية كافة بالحفاظ على البيئة من المياه والتربة والهواء من الملوثات، لكن لا توجد معالجة للنفايات والمخلفات التي ترمى في الأنهار سواء كانت من مصانع أو مستشفيات أو غيرها من المصادر الأخرى التي تلوث الأنهار ما يؤثر على صحة الإنسان والكائنات الحية في الأنهر، بحسب مختصين.

مقالات من العالم العربي