بالصور: جنازة الشهيد ماهر الجازي

صلى حوالي 3000 مشيّع على جثمان الشهيد في مسجد الحسينية الكبير، وهتفوا للشهيد وضد الاحتلال ودعمًا للمقاومة وكتائب القسام، فيما شهد التشييع حضور شخصيات حزبية وعشائرية من الجنوب والوسط، كما شارك مرشحون في انتخابات مجلس النواب الأخيرة.
2024-09-19

شارك
من جنازة الشهيد ماهر الجازي، تصوير مؤمن ملكاوي. الأردن

رغم ضيق الوقت بين ساعة إعلان عائلة الشهيد ماهر الجازي استلام جثمانه قرابة العاشرة صباحًا، وتحديد موعد الدفن بعد صلاة الظهر في مسقط رأسه ببلدة الحسينية جنوبيّ الأردن في معان، إلا أن عدة آلاف من المشاركين من مختلف مناطق المملكة استطاعوا حضور الجنازة والتشييع ومن ثم تهنئة عائلة الحويطات باستشهاد ابنها.

كان الاحتلال قد احتجز جثمان ماهر منذ نفذ عمليته على معبر الكرامة الأحد قبل الماضي، بعد إطلاق الرصاص عليه واستشهاده، على إثر قتله ثلاثة إسرائيليين، واحتجزَ معه سائقي شاحنتين أردنيين كانا في المكان نفسه بسبب وجود حمولتهما في البيان الجمركي نفسه مع حمولة ماهر الجازي.

قبل صلاة الظهر، على الطريق الصحراوي باتجاه الجنوب، كانت طوابير طويلة من السيارات القادمة من شمال المملكة ووسطها تتجه نحو الحسينية للمشاركة في التشييع. يتحدث موظف حكومي جاء من إربد عن رحلته من الدائرة الحكومية التي يعمل بها، فور سماعه بخبر استلام جثمان الشهيد، وهو الخبر الذي كان ينتظره منذ أيّام ليشارك في التشييع، خرج من عمله عند العاشرة صباحًا واتصل بصديق يملك سيارة ليلحق بالجنازة.

في الحسينية كان من الصعب على السيارة التحرك بسهولة، فيما اختار الكثير من الناس المشي باتجاه المسجد الذي وصله الجثمان، وتصادف التشييع مع خروج الطلبة من مدارسهم، ليشاركوا هم أيضًا بالتشييع وهم يحملون حقائبهم المدرسية.

صلى حوالي 3000 مشيّع على جثمان الشهيد في مسجد الحسينية الكبير، وهتفوا للشهيد وضد الاحتلال ودعمًا للمقاومة وكتائب القسام، فيما شهد التشييع حضور شخصيات حزبية وعشائرية من الجنوب والوسط، كما شارك مرشحون في انتخابات مجلس النواب الأخيرة.

مقالات ذات صلة

وفقًا لشقيق الشهيد ماهر، كساب الحويطات فقد تبلغت العائلة باستلام جثمان ابنها بين الساعة التاسعة والنصف والعاشرة صباح اليوم من قبل المحافظ، وقد استلمت العائلة جثمان الشهيد من منطقة الحسا بواسطة سيارة إسعاف، ويؤكد شقيقه أن الجثمان لم يتعرض للتنكيل، «الحمدلله تمت فرحتنا الآن واندفن في البلدة اللي طلع منها».

وكانت وفود من عشائر من مختلف مناطق المملكة قد أمّت بيت العزاء في الحسينية، بالإضافة إلى نقابات وأحزاب وهيئات ثقافية.

اللافت هذه المرة أن المشاركة العشائرية التي تواصلت في الأسبوع الماضي كان يعلن عنها بصفتها رسالة من العشيرة، إذ حملت كل قبيلة مشاركة يافطة كتبت عليها عبارات داعمة للفعل الذي قام به ماهر الحويطات، وإدانة الاحتلال وجرائمه في غزة. علقّت قبيلة الحويطات هذه اللافتات على جدران بيت الشهيد.

يعتبر كاسب الحويطات، شقيق الشهيد، أن مشاركة الوفود العشائرية من مختلف مناطق المملكة هي رسالة تعتبر أن ماهر ليس ابنها وحدها وإنما ابن جميع المسلمين، «نحن نعتبر قضية فلسطين قضية المسلمين جميعًا ولازم كلنا نضحي لأجل المسجد الأقصى». فيما يضيف شقيقه الآخر شادي أن مشاركة هذا الكمّ الكبير من العشائر والأحزاب والهيئات المحلية في الحسينية هو رسالة سياسية في نهاية المطاف تعبر عن أن المزاج العام في الأردن ضد هذا الكيان، وأن مشاركة هذه الوفود خلال الأسبوع الماضي كان له دور غير مباشر في الضغط على دولة الاحتلال لإعادة الجثمان من خلال إيصال رسالة أن الشارع لن يقبل بأن يبقى الجثمان لدى الاحتلال.

يقول شادي الحويطات، ردًا على سؤال حبر فيما إذا كان هناك أي اشتراطات حول عملية التشييع أو دفن الشهيد، إن هذا الحضور الكبير اليوم دليل على أنه لم تفرض عليهم أي اشتراطات على عملية تشييع ودفن الشهيد. وهو ما يؤكدّه كاسب، شقيق الشهيد «لو فيه شروط كان سلمونا إياه بالليل، الناس أجت من الشمال والجنوب وإحنا نشرنا عن موعد ومكان الدفن».

وحول تأخير تسليم الجثمان للأردن، يقرأ شقيق الشهيد أنها سياسة دنيئة من الاحتلال تهدف إلى محاولة تنسية الناس عملية الشهيد والتأثير على حجم مشاركة الأردنيين في الجنازة، لمنع تحويل الشهيد إلى رمز في الأردن، وهو ما لم يحصل.

شهد التشييع حضور شخصيات سياسيّة يسارية وإسلامية منها همام سعيد، المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وقد ألقت هذه الشخصيات كلمات داخل بيت الشهيد. وقال سعيد إن عملية الشهيد ماهر الحويطات تؤكد شعور الاحتلال أنه جسم غير مقبول لدى أبناء المنطقة.

حتى بعد دفن جثمانه لم يتوقف توافد الناس إلى الحسينية، يقول موفق الراشد من نقابة أصحاب المقالع والكسارات والمناجم والتعدين، الذي جاء من عمان فور سماعه بخبر استلام جثمان الشهيد، إنه أصر على الحضور رغم يقينه أنه لن يلحق صلاة الجنازة، لأنه يرى في حضوره لتشييع الشهيد «دعمًا لأهل فلسطين وموقفًا ضد المشروع الصهيوني في فلسطين».

يطالب شادي الحويطات السلطات الأردنية بتكثيف العمل على إعادة السائقيْن حسين النعيمات ومصلح الحويطات اللذين كانا في نفس مكان تنفيذ العملية، إذ ما زالا محتجزين لدى الاحتلال. ويفيد مروان، ابن السائق حسين النعيمات، لحبر بأن الجهات الرسمية طمأنتهم بأنها ما زالت تتفاوض للإفراج عن أبيه، وبأن مسألة الإفراج عنه صارت قريبة وإنها ربما تتم خلال أيام قليلة.

وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت اليوم إنها وبالتنسيق مع الجهات المعنية في المملكة تواصل جهودها للإفراج عن المواطنين الأردنيين مصلح العودات وحسين النعيمات.

في عزاء الشهيد، ألقيت كلمات سياسية عبّرت عن أهمية العملية التي نفذها، فيما تحدثت أخرى شعرًا، ومن بينها ما قاله الشيخ أبو جراد الحويطات: «يسلم يمينك ماهر شلّهم شلِّ، بثلاث [طلقات] في معبر الكرامة والعالم شهودي، قهر موسادهم وبلّهم بلّهِ».

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...