فيلم تونسي قصير

«أمام المسرح البلدي افترشتْ الجماهير المدارج المطلّة على شارع الحبيب بورقيبة...في أقصى الشّارع انتصبت «المنقالة»، هي رمز من رموز النّظام السّابق، ونسجت حولها القصص بسبب كلفتها الخياليّة... تواجه المنقالة بناية بشعة حوائطها رماديّة داكنة تنتصب كالوحش في آخر الشّارع ، وهي لمن لا يعرفها وزارة الدّاخليّة. على غير العادة، وقف رجال الأمن في وسط الشّارع في مواجهة المسرح
2013-04-10

شارك

«أمام المسرح البلدي افترشتْ الجماهير المدارج المطلّة على شارع الحبيب بورقيبة...
في أقصى الشّارع انتصبت «المنقالة»، هي رمز من رموز النّظام السّابق، ونسجت حولها القصص بسبب كلفتها الخياليّة... تواجه المنقالة بناية بشعة حوائطها رماديّة داكنة تنتصب كالوحش في آخر الشّارع ، وهي لمن لا يعرفها وزارة الدّاخليّة. على غير العادة، وقف رجال الأمن في وسط الشّارع في مواجهة المسرح متحلّقين حول حافلة صفراء، تحسّبا لتحرّكات أو احتجاجات تنطلق في أيّة لحظة دون سابق تحذير. فجأة دوّت صرخات شاب من أمام المدارج، ضمّخ نفسه بالدليون السّريع الإلتهاب رافعا ولاّعة: «أنظروا، لقد تعبتُ من الخبزة الكلبة سوف أحرق نفسي»... كلمات أخرى مبهمة وقدح الولاّعة ليضحي كرة من اللّهب .
بهت الجميع، الجالسون على المدارج، المارّة الجالسون في المقاهي القريبة المقابلة، ورجال البوليس... هرع أحدهم إلى قارورة الإطفاء الموجودة في حافلة الأمن، ورشّ الشّاب الذي كانت النار قد التهمت كلّ جسمه تقريباً. في اليوم الثاني توجّهت مسيرة إلى مكان الحريق ليعتلي أفرادها مدرج المسرح، ورفعوا شعارات معادية للنظام، تمحور مطلبهم حول تأمين فضاء لهم في قرطاج بيرصا ليزاولوا فيه نشاطهم دون تضييق ومشاكل.

من المدونة التونسية "من بلد القيظ"

http://chiheb.nasr.me/2013/04/blog-post_2.html