مثل مريض استيقظ ذات صباح بإحساس غير مألوف بالعافية فانسكبت ذاكرة تسع سنوات من الآلام في كل مفاصله وشرايينه. كان هذا حال سكان محافظة تعز- جنوب غرب اليمن - يوم السابع من حزيران/ يونيو 2024، على إثر إعلان جماعة الحوثيين (أنصار الله) فتح طريقين من منافذ المدينة المحاصرة منذ آب/ أغسطس 2015. تفاوتت ردود الفعل الشعبية بين مصدِّق ومشكِّك، بينما ذهب الكثير من سكان المدينة إلى تذكر مرارات الحصار الطويل.
جاء هذا الإعلان على لسان القائم بأعمال محافظ تعز المعيّن من جانب الحوثيين، أحمد أمين المُساوَى، في خطوة أرجعها إلى توجيهات زعيم الجماعة، ورئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة. كان يمكن أن يكون إعلاناً عادياً مثل إعلانات سابقة لم تُفضِ إلى وجهة، لكنه نصّ على فتح المنفذ الشرقي الذي يختصر وقت الوصول إلى قلب المدينة من ست ساعات إلى أقل من نصف ساعة. سرعان ما انتشر الخبر في أوساط سكان القسمين الشرقي والغربي للمدينة وفي امتدادهما الريفي. ونشرت وسائل الإعلام التابعة لجماعة أنصار الله/ الحوثيين صوراً وتسجيلات مرئية لجرافات تزيل أكوام التراب والأشجار تمهيداً لفتح طريق الحوبان - جولة القصر - ش. الكمب - حوض الأشراف.
كيف تروي تعز المنقسمة مأساة اليمن؟
15-03-2021
تقع منطقة الحوبان وجولة القصر الجمهوري في نطاق سيطرة الحوثيين، ويقع شارع الكمب وحيّ حوض الأشراف تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. ما بين هذه الامتدادات الأربعة للطريق، تقع خطوط تماس وسيطرة نارية متفاوتة الإحكام بين الطرفين: يسيطر الحوثيون على التلال المطلة على الطريق، وتسيطر قوات الحكومة على قمة "العروس" - أعلى نقطة في جبل صَبِر الذي يحتضن المدينة من شرقها إلى غربها. كل طرف لديه مخاوفه الأمنية والعسكرية، وكلاهما يستطيع إلحاق الضرر بالآخر، لكن بعد كل هذه السنوات من تقطُّع السُّبُل، لم يكن بإمكان أيّ منهما تأجيل خطوة كهذه إلى ما لانهاية. تمّ تخصيص طريق الحوبان- جولة القصر- الكمب، لتنقّل المواطنين بوسائل النقل الخفيفة، بينما خُصّص الطريق الشمالي: شارع الستين - شارع الخمسين - مدينة النور - بئر باشا، لشاحنات النقل الثقيل والمتوسط.
مفاجأة ثقيلة
سبق أن وافق الحوثيون على فتح الطريق الشمالي، لكن موافقتهم على فتح الطريق الشرقي كانت مفاجأةً لم تستوعبها للوهلة الأولى بعض الجهات الحكومية المعترف بها دولياً، ولا سيما العسكرية منها. في يوم الإعلان نفسه، أصدرت قيادة محور تعز العسكري التابع للحكومة بياناً وصفت فيه الإعلان الحوثي عن فتح المنفذ الشرقي بالعمل "الدعائي". استند البيان إلى رفض الحوثيين المتكرر فتح هذا المنفذ، وإلى إعلان الجانب الحكومي في أواخر شباط/ فبراير 2024 فتحه من مناطق سيطرته بمناسبة شهر رمضان. في الواقع تضمنت تلك المبادرة الحكومية فتح طريق مأرب -صنعاء، وطريق في نطاق محافظة الحديدة، إضافة إلى فتح طرقات مغلقة في محافظات أخرى من جانب واحد.
تقع منطقة الحوبان وجولة القصر الجمهوري في نطاق سيطرة الحوثيين، ويقع شارع الكمب وحيّ حوض الأشراف تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دولياً. وما بينهما، تقع خطوط تماس وسيطرة نارية متفاوتة الإحكام بين الطرفين. كل طرف لديه مخاوفه الأمنية والعسكرية، وكلاهما يستطيع إلحاق الضرر بالآخر. لكن بعد كل هذه السنوات من تقطُّع السُّبُل، لم يكن بإمكان أيّ منهما تأجيل خطوة كهذه إلى ما لانهاية.
للمنفذ الشرقي القادم من منطقة الحوبان ثلاثة تفرعات، والأخير منها فقط هو الذي وافق الحوثيون على فتحه، بينما بقي التفرعان الآخران مغلقين. على امتدادهما تقع أحياء نزح منها سكانها ولم يتمكنوا من العودة إليها حتى اليوم. هؤلاء هم يتامى هذا العيد المحرومون من فرحة العودة إلى بيوتهم التي عرّشت على جدرانها الأشجار ونهب لصوص الحرب كل محتوياتها، بما في ذلك الأبواب والنوافذ.
آنذاك ردّ الحوثيون بفتح طريق فرعي بين محافظة تعز ومحافظة عدن، وهو طريق أسفلتي يخفف مشقة السفر بين الجهتين، لكنه لا يقارن بالطريق الرئيسي القديم الذي لا يستغرق السفر عبره أكثر من ساعتين. وقد تمّ الاتفاق على فتحه بين الحوثيين و"المجلس الانتقالي الجنوبي". وفي العاشر من آذار/ مارس، عقدت السلطات الحكومية في تعز اجتماعاً برئاسة المحافظ لمناقشة رفض الحوثيين دعوتها لفتح أربع طرق للمدينة. خرج الاجتماع بإدانة الحوثيين لعدم تجاوبهم مع المبادرة، ثم طغت أحداث أخرى على المشهد العام في اليمن، فتوقف سجال الطرقات المغلقة قرابة ثلاثة أشهر. هذه المرة يعود جدل فتح الطرقات، لكن بنبرة سجالية ضئيلة واحتفاء شعبي كبير بقدرة سكان المدينة وضواحيها على تبادل الزيارات في عيد الأضحى عبر المنفذ الشرقي.
فرحة ناقصة
للمنفذ الشرقي القادم من منطقة الحوبان ثلاثة تفرعات والأخير منها فقط هو الذي وافق الحوثيون على فتحه، بينما بقي التفرعان الآخران مغلقين. على امتدادهما تقع أحياء نزح منها سكانها ولم يتمكنوا من العودة إليها حتى اليوم.
أثبت الحوثيون هذه المرة أن موقفهم ليس عملاً دعائياً كما وصفه بيان المحور العسكري التابع للحكومة المعترف بها دولياً. على مدى ثلاثة أيام، استمرت جرافاتهم في إزالة ركام الرمل والمخلفات الصلبة من الطرق. وبعد أن لمس الطرف الحكومي جدية الحوثيين في فتح الطريقين، بدأ بالاستجابة في إزالة الحواجز الترابية والأشجار من شارع الكمب المرتبط مباشرة بالمنفذ الشرقي.
هؤلاء هم يتامى هذا العيد المحرومون من فرحة العودة إلى بيوتهم التي عرّشت على جدرانها الأشجار ونهب لصوص الحرب كل محتوياتها، بما في ذلك الأبواب والنوافذ. أما أكثرهم غبناً فهم سكان الشارع الممتد من جولة القصر إلى رأس عقبة منيف، إذ لا يتجاوز امتداده أكثر من مئتي متر، ومن رأس العقبة إلى جولة حوض الأشراف أقل من مئة متر. قبل الحرب، كان يمكن لأحدهم أن يقطع هذه المسافة سيراً خلال خمس عشرة دقيقة، وأقل من ذلك في حال سلك طريقاً مختصرة عبر الأزقة. غير أن ذلك لا يزال مستحيلاً بالنسبة إليهم بدون موافقة الحوثيين على فتح الطريق وإزالة الألغام ورفع القناصة من التلّ الذي تربض فوقه أنقاض القصر الجمهوري، ومن البنايات العالية المطلة على الطريق.
ليس عملًا دعائياً، لكن الطريق مفخخ
أثبت الحوثيون هذه المرة أن إبداءهم الاستعداد لرفع حصارهم الطويل عن مدينة تعز ليس عملاً دعائياً كما وصفه بيان المحور العسكري التابع للحكومة المعترف بها دولياً. على مدى ثلاثة أيام، استمرت جرافاتهم في إزالة ركام الرمل والمخلفات الصلبة من طريق جولة القصر- ش. الكمب، ومن الطريق الشمالي أيضاً. بعد أن لمس الطرف الحكومي جدية الحوثيين في فتح هذين الطريقين، بدأ بالاستجابة في إزالة الحواجز الترابية والأشجار من شارع الكمب المرتبط مباشرة بالمنفذ الشرقي.
دفعت الحاجة الإنسانية الماسة للسكان إلى الغذاء والدواء عدداً من الوسطاء المحليين لإطلاق مبادرات شعبية من أجل فتح ممرات إنسانية، كمبادرة "الممر الآمن للعون الإنساني" التي أطلقها في 2016، نشطاء مدنيون بالتنسيق مع مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن. ثم تتالت عشر مبادرات كان أبرزها مبادرة فريق "نساء تعز من أجل الحياة" في 2018، وسواها...
كان يفترض أن يبدأ دخول وخروج المواطنين من وإلى المدينة في التاسع من حزيران/ يونيو لولا أن الطريق كان بحاجة لنزع أكبر قدر ممكن من الألغام والأجسام المتفجرة من وسطه وجانبيه. تأجل فتح المنفذ إلى عشية عيد الأضحى، ولكن وما لبث المواطنون أن تدفقوا نحو المدينة ومنها، غير عابئين بتشديد التفتيش في الحواجز الأمنية للطرفين، ولا باللغم الذي انفجر في اليوم نفسه بجرافة حكومية كانت لا تزال تعمل في تعبيد الطريق. أكد المرصد اليمني للألغام إصابة ثلاثة أشخاص في الانفجار، ودعا إلى إزالة الألغام والذخائر والعبوات بصورة كاملة من الطرقات، كما حذّر المواطنين من القيادة خارج الطريق الأسفلتي أو على جنباته. هكذا بقي الطريق مفخخاً بالألغام، لم يصدر عن جماعة الحوثيين بيان نفي أو تأكيد للمعلومات عن كمية الالغام الكبيرة المزروعة في الطرقات، بحسب بيان الحكومة المعترف بها دولياً، باستثناء تصريحات مسؤوليها في القسم الشرقي لتعز عن جاهزية الطريقين المعلن عن فتحهما لمرور المواطنين.
أدوار خلف الستار
في آب/ أغسطس 2015، وبعد قرابة خمسة أشهر من معارك السيطرة على مدينة تعز، التي حُسمت لصالح الحكومة المعترف بها دولياً، ضربت جماعة أنصار الله/ الحوثيون حصاراً خانقاً على المدينة. كانت تلك بداية لإغلاق الطرقات حولها. ودفعت الحاجة الإنسانية الماسة للسكان إلى الغذاء والدواء عدداً من الوسطاء المحليين لإطلاق مبادرات شعبية من أجل فتح ممرات إنسانية. أولى تلك المبادرات كانت مبادرة "الممر الآمن للعون الإنساني" التي أطلقها في أيار/ مايو 2016، نشطاء مدنيون بالتنسيق مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن. منذ ذلك الوقت انطلقت عشر مبادرات لفتح الطرقات المغلقة كان أبرزها مبادرة فريق "نساء تعز من أجل الحياة" في تموز/ يوليو 2018، ومبادرة رجل الأعمال شوقي هائل في تشرين الأول/ أكتوبر 2019، ومبادرات متكررة للتحالف المدني للسلم والمصالحة الوطنية برئاسة أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء، حمود العودي[1].
أكد المرصد اليمني للألغام إصابة ثلاثة أشخاص في انفجار لغم، ودعا إلى إزالة الألغام والذخائر والعبوات بصورة كاملة من الطرقات، كما حذّر المواطنين من القيادة خارج الطريق الأسفلتي أو على جنباته. هكذا بقي الطريق مفخخاً فعلياً بالألغام
لطالما شدّت هذه المبادرات اهتمام مسؤولين من كلا طرفي الحرب، وانخرط هؤلاء المسؤولون في مناقشة فتح الطرقات مع القيادات السياسية والعسكرية كلّ مع الطرف الذي يتبعه. لكن في كل مرة كانت مبررات الساسة والعسكريين أو تعديلاتهم على المقترحات تحول دون فتح الطرقات. يقول مثل يمني: "الحبل الدائم يقطع الحجر". ومع استمرار الحرب، استمرت المبادرات الإنسانية والشعبية التي غالباً ما كان أبطالها وجهاء قبليون، ونشطاء سلام، ومسؤولون مدنيون في كلا الطرفين. أفضى هذا الجهد المستمر إلى فتح طريقين إلى مدينة تعز، وطريق بينها وبين عدن، وطريق بين البيضاء ومأرب، وطريق في الحُديدة.
لم يفوِّت الوسطاء فرصة للاستفادة من المتغيرات السياسية طيلة السنوات التسع، كاتفاق هدنة نيسان/ أبريل 2022، وجهود خفض التصعيد من خلال المفاوضات الثنائية بين السعودية والحوثيين بوساطة عمانية، ومساعي المبعوث الأممي إلى اليمن...إلخ. طريق طويل مرّ بمراحل من الإحباط والأمل المخاتل، مرّ ببندٍ عابر لم يأبه له أحد في اتفاق ستوكهولم 2018، وبثلاث جولات من التفاوض بين فريقي ملف الطرقات المغلقة في كلا الطرفين. ومؤخراً، تحدث مسؤولون في الحكومة المعترف بها دولياً عن ممارسة عُمان ضغوطاً على الحوثيين لفتح الطرقات المغلقة باعتبارها بنداً أساسياً في اتفاق هدنة نيسان/ أبريل 2022[2]. ويبقى أهم ما في هذه الرحلة الطويلة أن جهود الوسطاء تكللت بفتح المنفذ الشرقي لتعز وإن كان فتحاً جزئياً.
إجراءات مشددة
بمجرد فتح المنفذ الشرقي تدفقت آلاف السيارات عبر شارع الكمب، وبدا الفارق كبيراً بين حركة الخروج والدخول من وإلى المدينة. اكتظت المدينة بالزائرين من مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما دفع السلطات الحكومية في المدينة إلى التوجس من هذا التدفق، ففرضت إجراءات أمنية مشددة، بدأت بتحديد وقت الدخول والخروج بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً. كما أصدرت الإدارة العامة للشرطة تعميماً إلى "عُقّال الحارات" و"عقّال العقّال"، أي المشرفين على أدائهم، برفع تقارير يومية عن "الوافدين" إلى الأحياء السكنية، شاملة بياناتهم وبيانات مستضيفيهم.
بمجرد فتح المنفذ الشرقي تدفقت آلاف السيارات إلى المدينة التي اكتظت بالزائرين من مناطق سيطرة الحوثيين، وهو ما دفع السلطات فيها إلى التوجس، ففرضت إجراءات أمنية مشددة، بدأت بتحديد وقت الدخول والخروج بين الساعة السادسة صباحاً والسادسة مساءً. كما أصدرت الإدارة العامة للشرطة تعميماً إلى "عُقّال الحارات"، برفع تقارير يومية عن "الوافدين" إلى الأحياء السكنية، شاملة بياناتهم وبيانات مستضيفيهم.
وصف المبعوث الأممي الخاص الى اليمن الحالة الراهنة بأنها عودة إلى "المعادلات ذات المحصلة الصفرية"، وعبّر عن إصراره على ضرورة جمع الأطراف في لقاء مباشر "دون شروط مسبقة" لمناقشة قضايا الاقتصاد، وفتح المزيد من الطرقات، وإطلاق سراح المحتجزين. وهذه ليست جميع القضايا الخلافية بين طرفي الحرب، لكن التوصل إلى حلول توافقية بشأنها، يشير إلى ما سيأتي بعده.
قوبلت هذه الإجراءات بانتقادات من قبل نشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي، لكن إدارة الشرطة مستمرة في تشديدها. وعلى الجانب الآخر، كتب بعض النشطاء المقيمين داخل المدينة على صفحاتهم أن السلطات الأمنية ضبطت بعض الزائرين للمدينة بعد أن اتّضح لها أن لديهم صلات عسكرية أو أمنية في صفوف جماعة أنصار الله/ الحوثيين. بطبيعة الحال، يمكن أن تؤدي مثل هذه الأحداث إلى توتر قد يفضي تراكمه لدى أحد الطرفين أو كليهما إلى إغلاق الطريق مرة أخرى، لكن المزاج الشعبي المحتفي بفتحه ما زال حتى الآن يشكل ضماناً لاستمرار حركة المرور فيه.
تفاؤل أممي قلق
في إحاطته إلى مجلس الأمن لشهر حزيران/ يونيو 2024، اعتبر المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، "هانس غروندبرج"، فتح طريق مأرب – البيضاء - صنعاء، والمنفذ الشرقي لمدينة تعز، تطوراً إيجابياً في مسار التسوية السياسية في البلاد. غير أنه عَبّر عن قلقه من "الخطاب التصعيدي والتدابير التصعيدية التي تتخذها الأطراف" في المرحلة الراهنة. تحدث "غروندبرج" في إحاطته عن استمرار التصعيد في المعركة الاقتصادية بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة أنصار الله/ الحوثيين، معتبراً أن ذلك يعني أن العودة إلى جولة جديدة من الحرب هي مسألة وقت لا أكثر.
جاءت إحاطة "غروندبرج" لمجلس الأمن هذا الشهر متزامنة مع إصرار الحكومة على تنفيذ ما تصفها بالإصلاحات الاقتصادية، وأبرزها قرارات البنك المركزي اليمني بإلزام البنوك العاملة في مناطق سيطرة الحوثيين بنقل مقراتها الرئيسية إلى عدن. شملت القرارات الحكومية أيضاً حصر استقبال التحويلات الخارجية على البنوك وشركات الصرافة المرخصة في مناطق سيطرة الحكومة، وإلغاء التعامل بالطبعة القديمة من العملة الوطنية التي ما زال التعامل بها سارياً في مناطق سيطرة الحوثيين.
أمام هذه "الإصلاحات" التي يبدو أن المجتمع الإقليمي والدولي يدعمها، إضافة إلى "الخطاب التصعيدي" للطرفين، وصف "غروندبرج" الحالة الراهنة في اليمن بأنها عودة إلى "المعادلات ذات المحصلة الصفرية". ولتفادي نتائج هذه التدابير التصعيدية، عبّر المبعوث عن إصراره على ضرورة جمع الأطراف في لقاء مباشر "دون شروط مسبقة" لمناقشة قضايا الاقتصاد وفتح المزيد من الطرقات وإطلاق سراح المحتجزين. وهذه ليست جميع القضايا الخلافية بين طرفي الحرب، لكن التوصل إلى حلول توافقية بشأنها، يشير إلى ما سيأتي بعده.