يوماً ما سنحتفل بالتعادل

فجأة قام الإسلاميون باغتيال طفل لنا، ثم تلاه طفل، ثم طفل آخر، ثم طفل أخير.الفاعل مجهول. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا الانتقام لدماء أطفالنا. ماذا يمكننا أن نفعل؟ بالظبط. زرعنا عبوة ناسفة في إحدى حضانات الأطفال الإسلامية. انفجرت العبوة. قتلت خمسا وعشرين طفلاً.أقمنا حفلاً كبيراً تحت عنوان «تحقق العدل الإلهي»، ولكن أحد الكتّاب الإسلاميين عارض الحفل بشدة، قال لنا إننا،
2013-03-27

شارك

فجأة قام الإسلاميون باغتيال طفل لنا، ثم تلاه طفل، ثم طفل آخر، ثم طفل أخير.
الفاعل مجهول. ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكننا الانتقام لدماء أطفالنا. ماذا يمكننا أن نفعل؟ بالظبط. زرعنا عبوة ناسفة في إحدى حضانات الأطفال الإسلامية. انفجرت العبوة. قتلت خمسا وعشرين طفلاً.
أقمنا حفلاً كبيراً تحت عنوان «تحقق العدل الإلهي»، ولكن أحد الكتّاب الإسلاميين عارض الحفل بشدة، قال لنا إننا، كعلمانيين محترمين، لا يمكننا الاحتفال بتحقق العدل الإلهي. قال غاضباً: «علمانيون ملحدون يحتفلون بالعدل الإلهي. أية مسخرة هذه!» ولأنه لا تنقصنا فضيلة الاعتراف بالخطأ، فقد قررنا تغيير اسم الحفل إلى «تحقق العدل الدنيوي». ودعونا هذا الكاتب الإسلامي للحفل لكي نظهر أننا لا نخشى المناظرة ولا مواجهة الرأي بالرأي الآخر. حضر الكاتب الحفل وكانت لديه أشياء أخرى يقولها.
بدأ ادعاءه بأن الإسلاميين قتلوا لنا أربعة أطفال فحسب، ونحن قتلنا خمساً وعشرين، وبالتالي فهناك تسعة عشر طفلاً مازلنا مدينين بهم للإسلاميين. اقتنعنا بهذا أيضاً، سألنا الموجودين إن كان أحدهم لديه أطفال زيادة يمكنه التبرع بهم للإسلاميين. وجدنا طفلين عند واحد، وطفلاً عند آخر، وأربعة عند آخر، وهكذا. تم ضبط الموضوع، مع عجز تبقى لدينا في أربعة أطفال.
احترنا قليلاً في كيفية تدبير أمر هذا العجز، وذلك حتى خرج واحد من عندنا ليقول إن ثلاثين طفلاً أصيب من عندنا على يد الإسلاميين، وإن سبعة منهم حالتهم حرجة. وإن هذا يجعل الإسلاميون هم المدينون لنا، لا نحن المدينين لهم. مدينون لنا بكم طفل؟ هذا سؤال جيد، قدرنا الإصابات، وقررنا أنهم مدينون لنا بطفلين مقتولين، مقتولين لا مصابين، التمييز ضروري. وافقنا الكاتب الإسلامي على هذا، وفي لمسة صدق نادرة اعترف إنه كان واحداً ممن قتلوا طفلاً لنا، ولذلك فهو سيمتثل للقصاص، هو بذاته، لكي يثبت لنا أن الشريعة الإسلامية هي شريعة الحق. قال إن أطفاله مشغولون في الاستعداد لامتحانات الابتدائية، ونظراً لظروفهم الصعبة، أي الامتحانات وما إلى ذلك، فهم غير مستعدين للموت حالياً، ولكن أخاه لديه طفلان جاهزان ومستعدان لأن يُقتلا. كلّم أخاه في التلفون وسأله إن كان مستعداً لهذا. وانتظر دقيقة حتى يسأل أخوه طفليه إن كانا مستعدين. واضح أن الطفلين كانا مستعدين تماماً لأن يثبتا للعلمانيين إنه ليس لديهم، كإسلاميين، ما يخشونه، وإنهم لا يخافون أبداً الاعتراف بالحق.
وهكذا، عندما تم ضبط الحسبة، استطعنا أن نكمل حفلنا بهدوء، شربنا الويسكي مخلوطاً باليانسون. حفل توافقي بين العلمانيين والإسلاميين حمل اسم «تحقق العدل الإلهي والدنيوي للجميع»، أو، بالأحرف الأولى، حفلة الـ«تعادل».