جنوب لبنان: أكثر من 200 يوم من الصمود

يودّ الاحتلال لو يفني غزّة بمن وما فيها، ثمّ يتخذها عِبرة يستعرضها على جميع من يتجرأ على التفكير بمقاومته، في جنين أو طولكرم أو جنوب لبنان... بأن "هذا ما ينتظركم"، فلا يجد الاحتلال إلّا معاندة وصموداً.
2024-05-02

شارك
من تشييع حسين علي حمدان وزوجته منار أحمد عبادي السبعينيّين اللذين استشهدا في قصف طال منزلهما بين بلدتي كفرا وصدّيقين في جنوب لبنان (عن صفحة "عين على جنوب لبنان" – انستغرام)
إعداد وتحرير: صباح جلّول

عيتا الشعب، بليدا، العديسة، عيترون، طيرحرفا، مارون الراس، بنت جبيل، ميس الجبل، الضهيرة، مروحين، والخيام - حيث كان معتقل التعذيب الإسرائيلي سيء الذكر - وغيرها من أسماء القرى الجميلة في الجنوب اللبناني الصامد. هي أسماء ألفتها المسامع على مرّ السنين لأنها ارتبطت بقصفٍ إسرائيلي هنا ومجزرة هناك ودمار وفقد هنالك، بمعتقل وتعذيبٍ وتنكيل، بباص مدرسة وسيارة إسعاف مقصوفين... ولكن أيضاً لأنها عاندت الامّحاء وقلبت في وديانها دبابات الميركافا - "فخر الصناعة الإسرائيلية" - على ظهورها فصار لها "مقابر ميركافا" يعرفها الأهالي ويتفاخرون بها، ولأنها سجّلت في أزقتها وساحاتها أبهى مشاهد التحرير في العام 2000، ولأنها الآن مجدداً، ونيابة عن لبنان بأكمله تدفع ثمن مواجهة احتلالٍ هو الأحقر على وجه المعمورة في يومنا هذا. يودّ الاحتلال لو يفني غزّة بمن وما فيها، ثمّ يتخذها عِبرة يستعرضها على جميع من يتجرأ على التفكير بمقاومته، في جنين أو طولكرم أو جنوب لبنان... بأن "هذا ما ينتظركم"، فلا يجد الاحتلال إلّا معاندة وصموداً.

مقالات ذات صلة

هذه حصيلة أكثر من 200 يوم من القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان، حسب أرقام "المجلس الوطني للبحوث العلمية" و"الدولية للمعلومات"، وبناء على أرقام نُشرت آخر نيسان /أبريل 2024. وهي تقديرات أولية قد تتغير بناء على المسوح الميدانية التي تنتظر فترة من الهدوء أو وقفاً لإطلاق النار، لكنها معبِّرة عن امتداد رقعة هذه الحرب وتأثيراتها الهائلة وحجم ما يقاسيه أهل الجنوب اللبناني من خسائر في أنفسهم وأرزاقهم ومزارعهم منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

***

سُجّل من الثامن من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى تاريخه:

أكثر من 4440 اعتداء على الأراضي اللبنانية

356 شهيداً وشهيدة

8 منهم أطفال

3 منهم صحافيون

18 منهم مسعفون

1200 جريحة وجريح

92 ألف مواطن نازح

3200 عدد المنازل المدمرة كلياً أو جزئياً

350 مليون دولار القيمة المقدّرة للخسائر الاقتصادية في الجنوب

مليونان و200 ألف متر مربع من الأراضي الزراعية احترقت (حسب وزراة الزراعة اللبنانية)

60 ألف شجرة زيتون احترقت

75 في المئة من المزارعين في جنوب لبنان فقدوا مصدر دخلهم

ويجدر الذكر أن مناطق أخرى طالها القصف الإسرائيلي، منها مدينة بعلبك وجوارها وعمق الأراضي اللبنانية في البقاع الغربي وشرق لبنان...

***

بعيداً عن الحدود الجنوبية، أعلنت مجموعات طلابية بدء تنظيم تحركات دعماً لغزة وجنوب لبنان ابتداء من 30 نيسان/ أبريل في جميع جامعات لبنان، وعلى وجه الخصوص في الجامعة الأميركية في بيروت التي يطالبها الطلاب بقطع فوري لجميع العلاقات مع أية شركات داعمة لإسرائيل أو أي أشخاص وأكاديميين داعمين لدولة الاحتلال. على الرغم من المطر، وعلى الرغم من تخوف عدد من الطلاب من خسارة منحهم الجامعية بحال المشاركة في الاحتجاج الطلابي، حضر مئات الطلاب في باحة الجامعة الأميركية، وفي شارع "بلِس" أمام البوابة الرئيسية رافعين الشعارات وأعلام فلسطين. كما شهدت الجامعة اللبنانية-الأميركية اعتصاماً وكذلك عدة فروع للجامعة اللبنانية في صيدا وطرابلس وبيروت.