«حينما تدفعك أعمال السلطة للكتابة والتدوين، لا تدري ما شكل النص الذي سننتهي إليه. حينما يصبح التاريخ مقيتاً لدرجة تكرار نفس أعمال القمع والتدمير الممنهجة للذاكرة الوطنية الشعبية الفلسطينية، لا تدري بأي سجن ستموت، وبأي مقبرة سوف تسجى عظامك. لا حاجة لنا لتكرار القصص التي سمعناها من الآباء والأجداد للشباب عن عنف ووحشية الاحتلال الصهيوني بتهمة حمل علم وخارطة فلسطين. اليوم ما تسمى السلطة الفلسطينية... قامت بإزالة خارطة فلسطين عن دوار «الكركفة» في بيت لحم، تحت مسميات وحجج واهية لا يمكن تفسيرها إلا أنها خطة لإزالة ما تبقى من فلسطين من قلوب وعقول الأجيال الحالية... لا أدري ما الذي يخيف تلك الشلة من مجسم خارطة فلسطين التي لا تحتوي على تقسيمات أوسلو ومدريد... ما الذي يخيفهم من خارطة لوطن لا بد وأن يتحرر يوماً ما، شئنا أم أبينا. أصبحنا ذاك الشعب الذي يضرب ويعتقل من أجل العلَم والخارطة. لم أدرك بعد كم هي مخيفة فكرة الخارطة الكاملة لمن باعوا الجمل بما حمل، وبرواية أخرى لمن باعوا الوطن بمواطنيه مقابل حفنة من ملايين الدولارات... اليوم يستعرضون قواهم بإزالة الخارطة، ربما غداً سنراهم يستعرضون قواهم وعضلاتهم بإزالة مخيمات كاملة عن بكرة أبيها...
من مدونة يوميات بني آدم
http://stolen-kharbshat.blogspot.com/