عبد الله النديم، ثائر لا يهدأ

أشهرت البعثة البريطانية إفلاس مصر فى السادس من نيسان/ إبريل عام 1879. وفي أعقاب ذلك الإعلان، قام السلطان العثماني بعزل الخديوي إسماعيل وتولية ابنه "محمد توفيق باشا" على مصر بدلاً منه. كانت مصر ساعتها تغلي فوق مراجل الغضب، وقد بلغ الفقر بأهلها حداً مريعاً؛ نتيجة السياسات الأجنبية التى لم تجد أمامها إلا الشعب، لتحصيل ديونها من الخديوي.
2024-04-18

ممدوح عبد المنعم

كاتب، من مصر


شارك
عبد الله النديم (1842 - 1896)

لا يوجد ثمة ما يشير إلى أن البدايات الأولى فى نشأة عبد الله النديم، يمكن أن تصنع ذلك الرجل الذى سيصبح علامة فارقة فى سجل نضالات مصر، وأحد أؤلئك الذين أخذوا على عاتقهم استنبات الهمم وبث بذور الوعي في عقول الناس، ناهيك عن احتلال مكانة كبيرة متميزة في الوعي الجمعي للمصريين، كمناضل عزّ نظيره في الصبر والتحمل .

ولد عبد الله ونشأ في حي الجمرك بمدينة الإسكندرية، لأب يمتلك مخبزاً صغيراً يدر عليه ما يكفي بالكاد، لكي يعول أسرته كثيرة العدد. وعندما بلغ سن التعلم أرسله أبوه إلى الكُتّاب، ليتعلم شيئاً من القرآن الكريم. وقد أظهر عبد الله بعض النجابة في الحفظ مما شجع أباه على إلحاقه بمسجد الشيخ إبراهيم القريب من الحي، ليتعلم مبادئ اللغة العربية والدين. لكن الفتى سرعان ما انصرف عن التعلم، بعد أن رأى جفاف المناهج الدراسية ووعورتها، وبدأ في ارتياد مجالس الأدباء والحكائين ورواة السير الشعبية والشعراء والزجالين.

كان النديم يجد نفسه في تلك المجالس التي احتلت روحه، والتى كان يعود منها كل يوم إلى بيته وقد تضاعفت حصيلته من القوافي والسخريات، والأزجال اللاذعة، والنكات الحادة والمفردات التي نحتها أولاد البلد من لغتهم الخاصة.

تلك هى الحاضنة الشعبية التى أنبتت عبد الله النديم، وجعلته يتعلم منذ وقت مبكر للغاية كيف يتواصل مع الناس، وكأنه يعد نفسه لتلك اللحظة، التي سوف يعود إليهم فيها مخاطباً إياهم بلغتهم التي يفهمونها، وهو الذى صار ممتلئاً بالمعرفة العميقة بهذا الشعب، مدركاً لنقاط قوته ومكامن ضعفه.

ولكن والده يضيق به ارتياده تلك المجالس وامتناعه عن التعليم، فيأمره بمغادرة منزله ليكسب قوته. يغادر عبد الله الإسكندرية ليلتحق عاملاً بالتلغراف في قصر والدة الخديوي إسماعيل بغاردن سيتي. وهناك، وفي ومضة زمن خاطفة يعاين الفروق الهائلة بين حياة الحكام شديدة البذخ وحياة أهله في تلك الأحياء الفقيرة التي تركها وراءه. وسرعان ما يغادر القصر مطروداً إثر وشاية من أحد العاملين، ليعود من جديد إلى حياة الصعلكة والبطالة، ويجرّب طرقاً وأعمالاً جديدة، لكسب العيش الذي ظل عسيراً ومستعصياً عليه.

خلال تلك السنوات، كانت مصر تتخبط تحت وطأة ديونها الفاحشة، التي استدانها الخديوي إسماعيل من أوروبا، والتي كانت قد بلغتْ حداً يفوق قدرة البلاد على السداد، وسمحت لهؤلاء الدائنين بالتدخل في إدارة شؤون البلاد والتشهير بسوء إدارة الخديوي.

تلك هي المرحلة التى كان من الممكن أن تذهب بالنديم إلى متاهات العدم والضياع، وتجعله في النهاية مجرد رقم في جموع غفيرة، عاشت بلا هدف، وماتت من دون أن يسمع عنها أحد.

ولكن قدميه تقودانه ذات يوم إلى "مقهى متاتيا" في ميدان العتبة، وهناك كان يتشكل جزء من ضمير مصرالحي وعقلها المضيء، فيتعرف إلى جمال الدين الأفغاني، ومحمود سامي البارودي، والشيخ محمد عبده، وسعد زغلول، والسوريان: أديب إسحق، وسليم نقاش، وغيرهم من أولئك الذين ستعقد عليهم الآمال، وسيكون لكل واحد منهم دورٌ بارزٌ في تاريخ مصر الحديث.

يصل النديم إلى هناك كابن بلد جرى عليه كل ما جرى على المصريين من الفقر والمكابدة والجوع، ولكنه عاين الصبر والجلد، وأخذ نصيباً من حظوظ الثقافة والفن، واستعد للتلقي الذي جعله يتطلع إلى ما يقوله هؤلاء الكبار، الذين جمعهم الهم العام على ما آلت إليه أحوال البلاد، التي لم يكن النديم منفصلاً عنها بل واحداً من ضحاياها، كشأن كثيرين من أبناء طبقته التي سحقها الفقر وقهرها الظلم.

هناك يستمع النديم إلى الأفغاني وهو يردد: "وأنت أيها الفلاح المسكين تشق قلب الأرض، لتستنبت ما يسد الرمق ويقوم بأود أولادك. لماذا لا تشق قلب ظالمك؟ لماذا لا تشق قلب الذين يأكلون أتعابك؟!"[1].

فخلال تلك السنوات، كانت مصر تتخبط تحت وطأة ديونها الفاحشة، التي استدانها الخديوي إسماعيل من أوروبا، والتي كانت قد بلغت حداً فادحاً يفوق قدرة البلاد على السداد، وسمحت لهؤلاء الدائنين بالتدخل في إدارة شؤون البلاد والتشهير بسوء إدارة الخديوي.

وبلغ التدخل الأجنبي ذروته، عندما قامت إنجلترا بإرسال بعثتها التي ترأسها السير "ريفرز ويلسون"، لإجبار الخديوي على تشكيل وزراة يرأسها "نوبار باشا"، ويتولى السير "ويلسون" منصب وزير المالية فيها، بحجة مراقبة حقوق الدائنين. تلك الوزارة لم يكن يعنيها في المقام الأول إلا الاستيلاء على أموال المصريين، وحرمان الموظفين ــ وعلى رأسهم ضباط الجيش والجنود ــ من رواتبهم، علاوة على حشد الموظفين الأجانب في الوظائف البارزة في الحكومة.

إعلان إفلاس مصر

أشهرت اللجنة إفلاس مصر في السادس من نيسان/ إبريل عام 1879. وفي أعقاب ذلك الإعلان، قام السلطان العثماني بعزل الخديوي إسماعيل وتولية ابنه "محمد توفيق باشا" والياً على مصر بدلاً منه.

كانت مصر ساعتها تغلي فوق مراجل الغضب، وقد بلغ الفقر بأهلها حداً مريعاً، نتيجة السياسات الأجنبية، التي لم تجد أمامها إلا الشعب لتحصيل ديونها من الخديوي.

قادتْه قدماه ذات يوم إلى "مقهى متاتيا" في ميدان العتبة. وهناك كان يتشكل جزء من ضمير مصر الحي وعقلها المُضيء، فتعرف إلى جمال الدين الأفغاني، ومحمود سامي البارودي، والشيخ محمد عبده، وسعد زغلول، والسوريان: أديب إسحق، وسليم نقاش، وغيرهم من أولئك الذين ستُعقد عليهم الآمال، وسيكون لكل واحد منهم دورٌ بارزٌ في تاريخ مصر الحديث.

كما بلغ غضب ضباط الجيش مداه لتأخر رواتبهم، وسوء أوضاعهم، والعجرفة التى ظل يعاملهم بها عثمان رفقي وزير الحربية الشركسي، الذي دأب على وصف الضباط المصريين بأنهم مجرد "فلاحين".

احتج الضابط "أحمد عرابي" على تلك المعاملة، وأرسل عرائض الشكاوى من أوضاع الضباط المزرية، فنجح في الإطاحة بوزير الحربية، وجرى تعيين محمود سامي البارودي، زميل عرابي، فتحول بعدها ــ هذا الأخير ــ إلى زعيم شعبي، ترسل إليه عرائض المظلومين من كل أنحاء مصر، يشكون فيها أحوالهم السيئة ويطلبون معونته. وجد عرابي نفسه في القلب من الفلاحين وأولاد البلد، الذين التمسوا فيه وسيلة النجاة، وبدأ في استقبال الأعيان، ليطلع على مظالمهم ويحاول أن يلتمس سبيلاً لحلها.

لكن عيون الخديوي توفيق وجواسيسه يحذرونه مما يفعله عرابي ورفاقه، فيسارع الخديوي إلى إقالة محمود سامي البارودي من وزارة الحربية، والتحرك لقمع شرارة التمرد الوشيكة. فيحرك عرابي قواته إلى قصر عابدين ويطالب الخديوى بإقالة الوزارة وتعيين وزارة وطنية، وتشكيل مجلس نواب على النسق الأوروبي، وزيادة عدد أفراد الجيش طبقاً للفرمانات السلطانية... فرضخ الخديوي مجدداً لمطالب الضباط .

في ذلك الحين كان النديم قد عرف أبواب الصحافة، حتى أن كبار الأزاهرة كانوا يقدمونه ليتصدر الخطابة، لِما كان يملكه من مواهب بلاغية وقدرة مذهلة على التأثير فى الناس. وأنشأ النديم جريدته "التنكيت والتبكيت"، التي دأبت على السخرية من الجهل والظلم واستسلام البلاد لمصيرها المظلم.

وصارت خطب النديم فقرة دائمة فى أفراح المصريين فى ذلك الحين، فكان من المألوف بعد أن يستمع الناس إلى أغاني الزفاف فى الأعراس أن يستمعوا بعدها إلى خطبة من خطب النديم.

صار النديم نجماً شعبياً معروفاً، مما حدا بعلي فهمي ــ وهو أحد رجال الثورة المقربين من عرابي ــ للاتصال به، ليعرض عليه أن يدعو المصريين بشكل علني لدعم حركة الجيش، التي تركزت في المطالبة بالحرية والمساواة بين المصريين والأتراك، ليرتبط منذ ذلك الحين مصير النديم بالثورة ارتباطاً لم ينفصم قط.

كان النديم يجوب مدن مصر طولاً وعرضاً، فيغادر إحدى مدنها ويصيح من شباك القطار في الجماهير الغفيرة التى كانت في وداعه قائلاً: "أخوكم الحر يودعكم ويسير بإخوانكم إلى دمياط اجعلوا عروة الود وثيقة، ولا تحلوا حبل الاتحاد الذى جاهدتم في إحكامه". ثم يجند نفسه بالكامل لخدمة الثورة، التي تقاطعت خيوطها مع مبادئه وآماله، فلم يهدأ لحظة واحدة، وهو لا يكف عن الحركة لينبه المصريين إلى ضرورة دعم الثورة، ويحرضهم على أن هذه فرصتهم الوحيدة لنيل حريتهم المرجوة، ويستخدم في خطبه ومقالاته كل ما تعلمه من الشارع وحياة الصعلكة ولغة أولاد البلد بعد أن صهرتها التجربة وهذَّبتها الثقافة.

احتج الضابط "أحمد عرابي" على تلك المعاملة، وأرسل عرائض الشكاوى من أوضاع الضباط المزرية، فنجح في الإطاحة بوزير الحربية، وجرى تعيين محمود سامي البارودي، زميل عرابي، فتحول بعدها ــ هذا الأخير ــ إلى زعيم شعبي ترسَل إليه عرائض المظلومين من كل أنحاء مصر، يشكون فيها من أحوالهم السيئة ويطلبون معونته.

أخلص النديم لمهمته تماماً، وشعر طوال الوقت بالامتنان لهذا الشعب، الذى استدعاه ورفعه من مقاعد الصعاليك إلى واجهة الثورة، ليصبح خطيبها ولسان حالها، كما عبر عن ذلك الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي"، وهو يقول على لسان النديم مخاطباً وطنه:

وصحيت لقيتنى أعرفك وإنتي عارفانى

واخداني من مجلس الضايعيي وحطاني

على أعلى منبر يهزك صوتي وأداني

لم يترك النديم في تلك الأشهر الحاسمة من سنوات 1881 و1882 حادثاً إلا واستغلّه لصالح الثورة. وفي ذلك يقول: "أخذتُ أتقلّب في البلاد، وجاهرتُ بالتضاد، ولبستُ ثوب الجَلَد، وتابعت الخُطب في كل بلد، وحرّكتُ الأفكار حركة لا سكون لها، ونشرتُ مظالم الحكّام وأعمالها، وناديتُ بهدم دعامة الاستبداد".

الدائِن المستعمِر

كانت مصر تتمرد وتثور على حكم الأسرة العلوية، وعلى تدخل الإنجليز، وعلى انتشار الجهل والظلم الذى خسف بالبلاد، وكانت تتطلع إلى بشائر الحرية بدستور جديد يضمن المساواة والعدل. ولكن فرنسا أوعزت إلى إنجلترا بالتدخل العسكري في مصر، لدعم الخديوي واستعادة سلطاته التى كان يتمتع بها والده وضمان حقوق الدائنين. وفي تموز/ يوليو عام 1882 وصلت السفن الإنجليزية إلى الإسكندرية مدينة النديم، و"انطلقت مدافع الأسطول الإنجليزي تدك كل عزيز عليه، تمزق جماهيره الهاتفة، وتحطِّم البيوت التي طاف بها، وتشعل النيران في الحواري التي لعب في ترابها"[2].

كان النديم قد عرف أبواب الصحافة، حتى أن كبار الأزاهرة كانوا يقدمونه ليتصدر الخَطابة، لِما كان يملكه من مواهب بلاغية وقدرة مذهلة على التأثير فى الناس. وأنشأ النديم جريدته "التنكيت والتبكيت"، التي دأبت على السخرية من الجهل والظلم واستسلام البلاد لمصيرها المظلم.

تفشل الثورة العرابية في منع الإنجليز من دخول مصر. وأياً كانت الأسباب ــ التي أدت إلى فشل الثورة واحتلال البلاد والتى استفاض الكتاب والمؤرخون في ذكرها، وتنوعت تحليلاتهم في تناول ضعف كفاءة عرابي العسكرية والسياسية وتواطؤ الخديوي الغاضب ورجاله في تميكن الإنجليز من احتلال البلاد ــ فإن الثورة ساعتها كانت قد صارت جزءاً من الماضي، وفعلاً مؤثماً صار لزاماً على كل من اشترك فيه أن يدفع الثمن عاجلاً.

مقالات ذات صلة

قام الخديوي بنفي عرابي، ومحمود سامي البارودي، وعبد العال حلمي، وطلبة عصمت، ومحمود فهمي، ويعقوب سامي إلى جزيرة سيلان، إحدى جزر المحيط الهندي، كإحدى أقسى العقوبات، ولكن الأقسى منها كان حجم الخلافات التي دبت بين الرفاق هناك، وهم يتقاذفون اللوم والمسؤولية عما جرى.

أما النديم فقد اختفى داخل ذلك الجسد الضخم المهول الذي يعرف سراديبه ويتقن لغته، عاد إلى رحم الوطن طفلاً كبيراً هارباً من بطش الخديوي. وساعدته في الاختفاء والتخفي مهاراته العديدة، وقدرته على التمثيل وبراعته في نسج الحيل ووسائل التنكر. حتى لجأ في النهاية، بعد أن استبد به التعب، إلى قرية "العتوة" في مديرية الغربية، وذهب إلى عمدتها الشيخ "محمد الهمشري"، وعرّفه إلى نفسه، فكتم الرجل سره وأكرم وفادته واستضافه أكثر من ثلاث سنوات آمناً لا يعرفه أحد.

ثم رحل من القرية بعد رحيل عمدتها، مواصلاً اختباءه وتنكره حتى قُبض عليه بعد تسع سنوات في قرية الجميزة في مديرية الغربية. وأصدر الخديوى قراراً قضى بنفيه إلى مدينة يافا الفلسطينية، لكن الخديوي توفيق سرعان ما توفي، وأصدر الخديوي عباس قراراً بالعفو عن النديم وعودته الى أرض الوطن.

في تموز/ يوليو عام 1882 وصلت السفن الإنجليزية إلى الإسكندرية، مدينة النديم، و"انطلقت مدافع الأسطول الإنجليزي تدك كل عزيز عليه، تمزق جماهيره الهاتفة، وتحطِّم البيوت التي طاف بها، وتشعل النيران في الحواري التي لعب في ترابها".

لجأ النديم في النهاية، بعد أن استبد به التعب، إلى قرية "العتوة" في مديرية الغربية، وذهب إلى عمدتها الشيخ "محمد الهمشري"، وعرّفه إلى نفسه فكتم الرجل سره، وأكرم وفادته واستضافه أكثر من ثلاث سنوات آمناً لا يعرفه أحد. لكنه رحل من القرية بعد رحيل عمدتها، مواصلاً اختباءه وتنكره حتى قُبض عليه بعد تسع سنوات في قرية "الجميزة" في مديرية الغربية.

عاد الرجل ليسترد النديم القديم مجدداً، الثائر المتمرد الذى لا يعرف المهادنة أو الصمت، وانطلق في مهاجمة الاحتلال، من خلال مجلته الجديدة "الأستاذ"، وكشف للمصريين عمّا يحاك ضدهم من مؤامرات، والتهم العنصرية الاستعلائية التي كان يروج لها الأجانب. وتحولت جريدته إلى ثورة تحاول أن تسترد الحياة في جثة الوطن الهامدة، فصرخ أحد محرري جريدة "التايمز" البريطانية: "كيف تتركون هذا الرجل؟ إنه سيشعل لكم في مصر ثورة أخرى. هذا العنيد الذى لا يزال يقاوم وقد استسلم الجميع. لو تركتموه فسوف يتشجع الآخرون وتشتعل النار"[3].

ضغط اللورد "كرومر" على الخديوي عباس فأصدر قراراً بإغلاق "الأستاذ"، ونفى النديم من جديد قبل مرور أقل من عام على عودته إلى الوطن.

ودّع النديم قراءه ومحبيه فى آخر أعداد "الأستاذ" قائلاً:

أودعكم، والله يعلم أنني .. أحب لقـــــــــــاكم، والخلـــود إليكمُ

دواع تبَدّتْ، فالسلام عليكمُ وما عن قِلَىً كان الرحيل، وإنما ..

وكان قبل أن يرحل قد طرق بابه ذات ليلة شاب نحيل اسمه "مصطفى كامل"، كان طالباً في مدرسة الحقوق. جاء يسأل الثائر القديم عن القصة الحقيقية للثورة، القصة التى لم يكن قد عرفها الناس بعد"[4].

رحل النديم هذه المرة رحيلاً لا رجوع بعده، لكنه ظل في ذاكرة المصريين عقلاً مضيئاً، وضميراً يقظاً، وثائراً عظيماً، لم تمنعه مكابدة المحن، من أن يظل قابضاً على جمر مبادئه.

______________________

  1. أيام لها تاريخ، أحمد بهاء الدين، دار الشروق، القاهرة - الطبعة الثالثة -1991.
  2. المصدر السابق نفسه.
  3. المصدر السابق نفسه.
  4. المصدر السابق نفسه.

مقالات من مصر

العاصمة المصرية في مفترق طرق..

رباب عزام 2024-11-21

على الرغم من الأهمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، بالنسبة إلى المواطنين، للمنشآت والمباني المقامة حالياً على أراضي "طرح النهر"، خاصة في العاصمة القاهرة، إذ يشمل أغلبها كثيراً من الأندية الاجتماعية التابعة...

للكاتب نفسه

عمْ "سيِّد"

هو أحد أقارب والدي، لا أراه إلا نادراً. عرفتُ قصته بالصدفة في حوار عائلي عابر، ولكن الرجل – بعد تردد - أطلعني على بقية التفاصيل المؤلمة، التى لايعرفها إلا قلة...