كيف تصبح زبوناً دائماً لصندوق النقد الدولي؟

"مفيش ديون لا ترد، ولا تمويلات ببلاش، ولا ينفع تفضل تقترض مدى الحياة بدون ما تسدد اللي عليك."
2024-04-11

شارك

- الأسبوع ده هتوصل الدفعة الأولى من قرض صندوق النقد بعد إتمام المراجعة الثانية للاتفاق اللي كان في بداية 2023، الدفعة هتكون في حدود 820 مليون دولار.

- مع زيادة مبلغ القرض خلال الشهر اللي فات من صندوق النقد الدولي لمصر، كان في كثير من التفاؤل في الأوساط الرسمية، وطبعا الكلام المتكرر عن أنه ده شهادة ثقة في الاقتصاد.

- زيادة القرض من 3 مليار دولار لـ 8 مليار دولار بالإضافة لـ1.2 مليار دولار تمويل من صندوق الصلابة والاستدامة للمشروعات المتعلقة بالتغير المناخي.

- كل ده كلام كويس، لكن الشيطان اللي يكمن في التفاصيل هو أنه مصر هتحصل السنة دي على 2.94 مليار دولار على ثلاث دفعات في حين هتقوم بسداد 4.59 مليار من حقوق السحب الخاصة.

- حقوق السحب الخاصة هي العملة الخاصة بالصندوق وبتساوي تقريبا 1.32 دولار يعني مصر هتسدد حوالي 6.08 مليار دولار يعني أكثر من ضعف الرقم اللي هناخده من الصندوق السنة دي.

**

- ده طبعا نتيجة الاقتراض المكثف من كل حته بما فيهم صندوق النقد الدولي، مصر حصلت من 2016 لحد النهاردة في خلال أقل من 8 سنين على 4 قروض من صندوق النقد الدولي بقيمة تتجاوز 28 مليار دولار.

- في 2016 حصلت على قرض 12 مليار دولار على ثلاث سنوات
- في 2020 حصلت علي قرض بقيمة 5.7 مليار دولار عبر آلية الاستعداد الائتماني وعشان تأثيرات كورونا.
- وفي نفس العام 2020 حصلت على 2.7 مليار دولار عبر آلية التمويل السريع.
- وفي 2023 حصلت على 3 مليار دولار في برنامج جديد شبيه بـ 2016 قبل ما يزيد القرض لـ 8 مليار دولار الشهر اللي فات.

- مفيش ديون لا ترد، ولا تمويلات ببلاش، ولا ينفع تفضل تقترض مدى الحياة بدون ما تسدد اللي عليك.

- عشان كده كان طبيعي أنه دلوقتي نوصل لمرحلة أننا بناخد من موارد دولارية أخرى عشان نسدد قروض الصندوق.

- لكن حتى بعيدا عن الاقتراض من الصندوق، يبقى السؤال فين إستراتيجية إدارة الدين العام سواء الداخلي أو الخارجي؟

- والأهم هو كل القروض والتمويلات دي راحت فين؟ استخدمت في إيه؟ هل كان استخدامها في المشاريع القومية هو الأفضل؟

- ده السؤال اللي لازم الحكومة اللي هي صانع السياسات الاقتصادية في البلد تجاوب عليه؟ هل هتستمر في نفس الطريق اللي مشينا فيه 10 سنوات ولا هنشوف تغيير في المسار ده في السنوات القادمة؟

- لو محصلش تغيير في مسار السياسات الاقتصادية الأزمة القادمة هتكون أعنف من الأزمة الحالية.

مقالات ذات صلة

- دا الدرس الأهم للاقتصادات الناشئة في العالم، تأخير الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية لصالح استمرار نفس السياسات والاقتراض بكثافة هو وصفة سهلة وسريعة للإنهيار، مهما خرجت الأبواق الموالية عشان تقول عكس كده.