«...الفنانون السعوديون يقبعون بجدارة في أدنى طبقة من طبقات الأغاني الوطنية، أغانيهم تقوم على تمجيد الشخصيات وليس الأرض. لذا لن تجد، في الأغلب، أية أغنية خالدة بعقل أي سعودي إلا تلك النادرة جداً الخالية من المديح والتزلف، وترتقي لمرحلة الحب الوطني الصادق.
نحن مبهورون بتمجيد الأشخاص ونسب الإنجازات لهم، مسكونون بالتقديس والتعظيم منذ نشأتنا، تعودنا أن نقدس كل شيء لا نفهمه أو لا نستطيع التغلب عليه، لذا فمن الطبيعي أن نقدس الشخصيات، الأفكار، المعتقدات...
هل تذكرون أغنية قيلت في الملك سعود أو خالد أو فيصل أو فهد؟ بالطبع لا، فالجميع الآن يغني باسم الملك عبد الله وغداً يُغني باسم آخر. ليس في الموضوع انتقاص من أحد، المسألة بسيطة، الخلود للأرض والبقية للفناء. وللأمانة، هناك بضع أغاني سجلت حضورها لأنها غنت الوطن، مثل «ما لحد منة»، «الله البادي»، و«وطني الحبيب»، التي تغنّى بها محمد عبده وطلال مداح في الثمانينيات والتسعينيات الميلادية. الأغنية الوطنية الخليجية (وخصوصاً الكويتية) أفضل قليلاً، فأغانيهم تمجد الشخصية والأرض، الحاكم والدولة، وترافق الأغنية كثيراً مفردة «الأمير» المجردة من الهتاف لشخصية بعينها وإنما الهتاف لمنصب الأمير، لكنها تظل عموماً مرحلة ليست مثالية للغناء الوطني، ويمكن قبولها على مضض بالنظر للإرث الثقافي الخاطئ الذي تحدثتُ عنه أعلاه....»
من المدونة السعودية « شطحات»