«عندما تصبح الحرية مطلبا والمواطنة مجرد رقم وطني خال من أي معنى، يجد المواطن الأردني نفسه يتيم الوطن. خالد الناطور، شاب أردني يعمل بالبرمجة، له عائلة وأصدقاء وأحبة مثلنا جميعا، لكنه اليوم ولأكثر من شهرين يقبع في مجهول يدعى السعودية، خلف القضبان أو في غرفة معزولة، ربما.. لا ندري.
على المستوى الشخصي، هو صديق تسرّك جلساته، فيلسوف على طريقته الخاصة، أسميه «شيخي» وأحب أن أستمع إلى نظرياته في السياسة وأحاديثه عن الروحانيات.
خالد، غادر ما يدعى وطنا إلى السعودية برفقة زملاء له في رحلة عمل منذ أكثر من شهرين ليغيب منذ ذلك الوقت وتنقطع أخباره، وتقف الدولة عاجزة عن معرفة أي معلومة تفيد بمكانه أو أحواله.
كنت أعلم يا خالد بأن حال هذه الدولة لن يصلح، لكن الحضيض الذي تدحرجنا إليه مخز جدا، فصاحب القرار تعلم الكتابة بالعربية مؤخرا، وأما رئيس الحكومة فيبدو أن كل ما يجيده هو رفع الأسعار و«تزبيط» الدينار، وأما مجلس النواب الجديد فلن يجعلك تمل من متابعته، فقد تفوق على كل ما سبقه من مجالس وبخاصة على مستوى التسلح، فهو يعجز عن حل مشاكلنا الداخلية لكنه يريد حل الصراع في سوريا بالتعاون مع البرلمانات العربية الأخرى العاجزة عن منع الظلم في بلادها أو حتى عن إعادة ابن إلى حضن أمه».
من المدونة الأردنية «نبض»