مرآة البحرين: إعلام معارِض محترف

موقع «مرآة البحرين» مشروع ضخم، فهو في آن موقع وصحيفة إلكترونية ودار نشر، يشغّله كادر إعلامي بحريني معارِض، وعربي، محترف أو شبه محترف. أُنشئ الموقع في بيروت غداة انطلاق الانتفاضة البحرينية عام 2011، ولا يزال الناشطون العاملون فيه يشغّلونه من بيروت ولندن. والجزء الأكبر من العاملين في الموقع منفيون قسريون أو طوعيون. حاول القيمون على المشروع تحويل موقعهم، الذي يتابعه 6,652 شخصاً على
2013-03-20

شارك

موقع «مرآة البحرين» مشروع ضخم، فهو في آن موقع وصحيفة إلكترونية ودار نشر، يشغّله كادر إعلامي بحريني معارِض، وعربي، محترف أو شبه محترف. أُنشئ الموقع في بيروت غداة انطلاق الانتفاضة البحرينية عام 2011، ولا يزال الناشطون العاملون فيه يشغّلونه من بيروت ولندن. والجزء الأكبر من العاملين في الموقع منفيون قسريون أو طوعيون. حاول القيمون على المشروع تحويل موقعهم، الذي يتابعه 6,652 شخصاً على «فايسبوك»، و 59,026 مغرّداً على «تويتر»، إلى صحيفة ورقية، لكن المسعى لم يتحقق. كما حاولوا تأسيس قناة فضائية تكون ناطقة باسم المعارضة البحرينية، أو جزء منها على الأقل، باسم «قناة اللؤلؤة»، من دون أن يكتب للمشروع الفضائي النجاح بما يتجاوز فترة البث التجريبية، خصوصاً بعد تعرض القيمين على «مرآة البحرين» لمضايقات من السلطات المصرية، من حيث كان يحتمل أن تبث، بحجة تعريض الأمن القومي المصري للخطر.
ينتمي عدد كبير من العاملين في «مرآة البحرين» إلى فصيلين أساسيين من فصائل المعارضة البحرينية، هما التيار الأقرب إلى اليسار، «جمعية العمل الوطني الديموقراطي» (وعد)، وجمعية «الوفاق»، كبرى التيارات المعارِضة ذات التمثيل الشيعي عموماً.
آخر ملفات الموقع مخصص للمرأة البحرينية (بمناسبة يوم المرأة) ودورها في الانتفاضة. ملف لافت بعدم تطرّقه إلى النساء البحرينيات البارزات أو «المعروفات»، وباقتصاره على «المرأة البحرينية (المغمورة) التي تمثل سواد هذا المجتمع المحافظ، لكنها بالمقابل تمثّل شكلاً مختلفاً لحراك المرأة في الربيع العربي». تتسم ملفات «مرآة البحرين»، بالجدية وبالوفرة. هموم الموقع بحرينية صرفة، ويصعب إيجاد مواد أو مقالات أو تحقيقات تعالج موضوعاً غير بحريني. حتى زاوية «جولة عربية»، فهي محصورة بموضوعات تخص البحرين. إلى جانب الطابع الصحافي لـ«مرآة البحرين»، يقوم الموقع بعمل جيد على صعيد الأرشفة والتوثيق. تحديث الموقع يجري بوتيرة جيدة، ونوعية الخدمات التي يقدمها (الترجمات، خدمة الـ RSS، القائمة البريدية، خدمة ترجمة المضمون إلى الانكليزية...)، تشير إلى أن المشروع يدخل غمار العمل الصحافي المحترف أكثر فأكثر. احتراف لا يحول دون مجاهرة الموقع بهويته السياسية المعارضة بوضوح.
من بين المنشورات الكثيرة لـ«مرأة البحرين»، كتُب «حصاد الساحات»، و«جداريات»، وأخيراً «شوكة الأطباء.. محنة الكادر الطبي في ثورة البحرين». والكتاب الأخير الذي صدر في بيروت قبل أيام، يروي قصص التنكيل التي لقيها الأطباء بعد «احتلال» الجيش البحريني لمجمّع السلمانية الطبي، على ألسنة أطباء عايشوا الحدث، وزُجّوا في المعتقلات. وهو أول عمل توثيقي يقدّم باللغتين العربية والإنكليزية سيناريو الأحداث الدامية التي عايشها الكادر الطبي منذ لحظة بدء الثورة البحرينية في 14 شباط/فبراير 2011.

http://bahrainmirror.com/