خطط الـ5 سنوات المقبلة
عادت خطط الدولة لتنمية سيناء للذاكرة مرة أخرى خلال الحرب على غزة، بعدما طالبت وزيرة إسرائيلية بتوطين فلسطيني غزة في شبه الجزيرة المصرية. وأفاد رئيس الوزراء مصطفى مدبولي أن الحكومة تستهدف توطين 8 ملايين مصري فيها بحلول 2050، وقد نفذت الدولة مشروعات بـ600 مليار جنيه، بينما خلال العملية التنموية الجديدة سيتم إنفاق 363 مليار جنيه خلال 5 سنوات.
لماذا تطوير سيناء؟
تمتلك سيناء موقعا جغرافيا هاما، وقدرات سياحية ترفيهية وعلاجية وثقافية ودينية لمحاذاة أجزاء منها للبحرين الأحمر والمتوسط، ووجود منتجعات سياحية في الشمال والجنوب، بالإضافة لـ7 محميات طبيعية، كذلك ثروة معدنية منها جبال الجرانيت ومعادن أخرى، ووديان تحتفظ بمياه الأمطار للزراعة، وموانئ تجارية مثل العريش ونويبع.
سيناء... شبه جزيرة الغموض
14-05-2014
وتعتبر محافظة السويس نموذجا ناجحا لتأثير التنمية في زيادة معدل توطين البشر، حيث قامت الحكومة بإعادة بناء المدينة وأقامت فيها مشروعات صناعية أدت إلى توافر فرص العمل، بالإضافة إلى توفير خدمات السكن والنقل والصحة فزادت الهجرة الداخلية إليها، وارتفع عدد السكان بالسويس أربع مرات بين 1947 و1996.
خطط تنموية لم تكتمل
تحررت سيناء بشكل كامل في 25 أبريل 1982، لتبدأ الحكومات في وضع خطط تنميتها، فأعلن عن مشروع تنمية سيناء الجديد عام 1994، ووصل تعثر الزراعة فيه لـ70%، أما مشروع ترعة السلام (86 كم في شمال سيناء) فبدأ العمل فيه عام 1979 إلا أنه لم يكتمل حتى الآن، وفي عام 2000 كانت خطة جديدة هدفها توطين 3 ملايين بسيناء، لكن لم يزد عدد سكان الشمال والجنوب عن قرابة 600 ألف في أغلب السنوات. ثم صدر قرار 915 لسنة 2012 الخاص بالجهاز الوطني لتنمية سيناء، لكنه لم يقم بدوره المطلوب، وأطلق المشروع القومي لتنمية سيناء في 2014، وبناء عليه قامت بعض المشروعات الأخيرة.
صعوبات التنمية
في نوفمبر2023 أعلن مجلس الوزراء أن 6363 مشروعا في كل المجالات تم تنفيذها في سيناء ومدن القناة من 2014 حتى 2022، وتعتبر ثلاثية "الإرهاب والانفلات الأمني ونقص التمويل" أهم ما يعرقل تطوير تطوير سيناء، خاصة أن التوطين يتطلب حياة مستقرة ومتكاملة من حيث الخدمات. كما اعترف مدبولي أن تنمية سيناء منذ 2014 قامت على الملف الأمني فقط.
سيناء أرض خلاء؟
06-11-2023
وتلخص بعض الدراسات المشكلات التي تواجهها التنمية الزراعية بسيناء في "الحيازة الزراعية للأراضي، وقصور الميكنة، ونقص العمالة، وملوحة مياه الري"، في حين يشتكي مواطنون سيناء أيضا من قرارات مصادرة أراضيهم بعد استصلاحها. وتواجه التنمية الصناعية مشكلات نقص المواد الخام لارتفاع أسعارها أو زيادة تكلفتها نتيجة النقل، وهو ما ينطبق على وقود المصانع، وصعوبة المواصلات سواء لعدم توافرها أو لارتفاع رسوم الطرق.
ما الحل؟
بالإضافة إلى ما ورد في خطة الدولة الجديدة، يرى بعض الخبراء أن هناك عناصر أساسية لتنمية سيناء تشمل تمهيد البنية التحتية لجميع الأنشطة الاقتصادية، والعمل على توطين الأفراد بتمليكهم الأراضي وتوفير فرص عمل لهم، واستئناف مشروع ترعة السلام مما يؤدي لزيادة المساحات الزراعية، وإشراك البدو في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، والتنشيط السياحي للمناطق الساحلية.
