اليمن: حرّاس الانتهاكات وتعويم المسؤولية عنها

يتصدّى البعض بشراسة لكل نقد لانتهاكات الطرف الذي يواليه من خلال التقليل من جسامة تلك الانتهاكات واختلاق التبريرات والأعذار لمرتكبيها، ومقارنتها بانتهاكات الطرف المقابل، ومهاجمة من يتناول وينتقد تلك الانتهاكات. وعندما فشل هؤلاء في إخفاء انتهاكات الطرف الذي يوالونه تجاوز الأمر عندهم مسألة التبرير واختلاق الأعذار للتباهي بانتهاكات مخجلة ومروعة باعتبارها فعلاً طبيعياً ومحاولة شرعنتها، بل ذهبوا لأبعد من ذلك بإطلاق الدعوات لارتكاب المزيد منها. يُحوِّل مثل هؤلاء الذين شذوا عن السوية الإنسانية كل خطأ وانتهاك، من خطأ عارض يفترض إدانته والاعتذار عنه والعمل على عدم تكراره، إلى ممارسات منهجية لدى الأطراف المختلفة وتكريس القبح لدرجة تصويره وإعلانه والتباهي به، محاولين تعويم مسؤولية تلك الأفعال الشائنة من خلال الاحتماء باللافتة المناطقية والجهوية، هروباً من حقيقة أن الأمر ممارسة لأطراف حرب معلومة وواضحة
2016-12-15

شارك

يتصدّى البعض بشراسة لكل نقد لانتهاكات الطرف الذي يواليه من خلال التقليل من جسامة تلك الانتهاكات واختلاق التبريرات والأعذار لمرتكبيها، ومقارنتها بانتهاكات الطرف المقابل، ومهاجمة من يتناول وينتقد تلك الانتهاكات. وعندما فشل هؤلاء في إخفاء انتهاكات الطرف الذي يوالونه تجاوز الأمر عندهم مسألة التبرير واختلاق الأعذار للتباهي بانتهاكات مخجلة ومروعة باعتبارها فعلاً طبيعياً ومحاولة شرعنتها، بل ذهبوا لأبعد من ذلك بإطلاق الدعوات لارتكاب المزيد منها. يُحوِّل مثل هؤلاء الذين شذوا عن السوية الإنسانية كل خطأ وانتهاك، من خطأ عارض يفترض إدانته والاعتذار عنه والعمل على عدم تكراره، إلى ممارسات منهجية لدى الأطراف المختلفة وتكريس القبح لدرجة تصويره وإعلانه والتباهي به، محاولين تعويم مسؤولية تلك الأفعال الشائنة من خلال الاحتماء باللافتة المناطقية والجهوية، هروباً من حقيقة أن الأمر ممارسة لأطراف حرب معلومة وواضحة.
يرتعب مثل هؤلاء من كل تناول للانتهاكات والأخطاء، حراسة لها من أي معالجة أو منع لتكرارها أو خلق ثقافة تدين تلك الممارسات المخجلة في الوعي العام. وأقرب نموذج لهذه المحاولات العبثية التي تتعامل مع الشأن العام بخفة وتهريج ولا مسؤولية التعاطي مع وقائع إعدام الأسرى والتمثيل بالجثث في سياق اشتداد المواجهات شرق مدينة تعز خلال الأيام الماضية...

من صفحة Abdulrasheed Alfaqih (فايسبوك)

 

مقالات من اليمن

تحوُّلات العاصمة في اليمن

يُعدّ الإعلان الرئاسي عن نقل العاصمة الى "عدن"، في معناه القانوني، إجراءً رمزيّاً، لأن نقل العاصمة يقتضي إجراء تعديلات في الدستور اليمني، الذي لا يزال ينص على أن مدينة "صنعاء"...