يتحضّر «معهد دراسات المرأة» التابع لجامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة لإحياء العيد 20 لتأسيسه، ليحافظ بذلك على مكانته كأبرز المعاهد الأكاديمية المتخصصة بالدراسات الجندرية وحقوق المرأة وشؤون المساواة في العالم العربي. تاريخ طويل من النشاط يعبر عنه العدد الكبير لمنشورات المعهد التي، وإن لم تكن محصورة بالمرأة الفلسطينية، إلا أنها تخصص لها المكانةً الكبيرة التي تستحقها. يدير المعهد عدد من الأكاديميين والناشطين والناشطات، من بينهم إصلاح جاد وسوسن مروة وإيلين كتّاب، ويؤدّي دوراً لافتاً في مجال اختصاصه، وهو ما يلاحظه زائر الموقع الالكتروني (المحصور باللغة الانكليزية)، إذ لا يبخل القيّمون عليه في نشر معظم أو كل إنتاج معهدهم على الفضاء الافتراضي، من دراسات وكتب وتقارير ومقالات. ويظهر جانب من أهمية الموقع في اتفاقية الشراكة SHEMERA التي يعقدها المعهد مع الاتحاد الأوروبي تحت عنوان «مشروع التعاون الأورو متوسطي حول الجندر والعلوم». قيمة مضافة أخرى تجسدها نشاطات المعهد في المِنَح الجامعية السنوية المقدمة للطالبات باسم «صندوق منح هالة عبد الله». وقد بدأ العمل بِمنَح الراحلة د. هالة عبد الله (أستاذة كوّنت شهرة أكاديمية في جامعة بيرزيت) منذ العام 1996، وهي مخصصة للجامعيات الإناث، خصوصاً أولئك القادمات من الريف ومن القرى الفقيرة، أو اللواتي يعشنَ في ظروف خاصة جداً (مطلقات، أرامل، فقر شديد...) ليدرسنَ علم النفس. وبحسب تعريف المنحة، فإنّ هدفها التأكيد على أنه «ممنوع حرمان أيّ تلميذة من الدراسة في جامعة بيرزيت لأسباب مادية».
أما مكتبة المعهد، فقد تكون بدورها الأشمل عربياً كونها تجمع للمهتمين، من باحثين وطلاب جامعيين وأساتذة وناشطي المجتمع المدني، عدداً هائلاً من الدراسات التاريخية والمعاصرة المتخصصة بالمرأة.
يؤدي المعهد أدواراً عديدة، بداية بالتعليم والأبحاث، وصولاً إلى بلورة سياسات لمشاركة المرأة في المجتمع، واقتراح تطبيقها على السلطات، مروراً بتقديم الاستشارات والدراسات لصالح المنظمات غير الحكومية المعنية بشؤون المرأة. ومنذ خمس سنوات، ينظّم المعهد ندوة سنوية في حرم جامعة بيرزيت، ستعقد نسختها المقبلة في 13 من الشهر الجاري بعنوان «التعليم من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية». ورش العمل التي ينظمها المعهد عادةً ما تكون مميزة، إذ يحرص القيمون على استضافة أبرز الأسماء العالمية في ميدان الجندرة، وآخر ضيف كانت البروفيسور آن ستولر، الخبيرة في الثقافة الاستعمارية.
لا بدّ من أن يكون الموقع الالكتروني للمعهد بصورة أفضل مقارنة بأهمية هذا الصرح الأكاديمي، من ناحية تقديم المادة المتوفرة بالعربية (إلى جانب الانكليزية)، ولناحية شكل الموقع وتصميمه من جهة ثانية. أما المضمون، فجيد جداً، خصوصاً لوضعه عدداً كبيرً من الكتب والمنشورات على الانترنت، وعدم الاكتفاء بوضع موجز عنها، ليستفيد منها العدد الأكبر من القراء المهتمين.
مراكز أبحاث
«معهد دراسات المرأة»: ريادة تتجاوز الحيّز الفلسطيني
يتحضّر «معهد دراسات المرأة» التابع لجامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة لإحياء العيد 20 لتأسيسه، ليحافظ بذلك على مكانته كأبرز المعاهد الأكاديمية المتخصصة بالدراسات الجندرية وحقوق المرأة وشؤون المساواة في العالم العربي. تاريخ طويل من النشاط يعبر عنه العدد الكبير لمنشورات المعهد التي، وإن لم تكن محصورة بالمرأة الفلسطينية، إلا أنها تخصص لها المكانةً الكبيرة التي تستحقها. يدير
2013-03-06
شارك