النجف اليسارية

ربما ليس من الغريب أن نتحدّث عن ماضي النجف الديني الزّاهر يوم كانت تلك المدينة تزخر بأسماء لها وزن وفعل (...) فهي بالنهاية مدينة دينية. لكن من غير المعروف للكثيرين والمثير للدهشة أنّ عاصمة التشيع كانت مدينة اليسار الكبيرة أيضاً
2016-12-01

شارك
ربما ليس من الغريب أن نتحدّث عن ماضي النجف الديني الزّاهر يوم كانت تلك المدينة تزخر بأسماء لها وزن وفعل (...) فهي بالنهاية مدينة دينية. لكن من غير المعروف للكثيرين والمثير للدهشة أنّ عاصمة التشيع كانت مدينة اليسار الكبيرة أيضاً، فقد عرفت النجف تياراً يسارياً وماركسياً مهماً ساهم مساهمة فعالة في الحركة الوطنية والسياسية العراقية كلها، وقد أنجبت المدينة أسماء بارزة في تاريخ اليسار العراقي رجالية بل وحتى نسائية.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر سكرتير الحزب الشيوعي العراقي حسين الرضي (سلام عادل) الذي أُعدم عام 1963 وحسن عوينه ابن النجف الذي أُعدم (...) (وغيرهم) أما النساء فمنهنّ نرجس الصّفار وأخواتها، ومليحة الحكيم وزهوري الحكيم (وغيرهنّ)، بل إن الأجمل هو أن في "الحويش" تلك الحارة النجفية العريقة كانت تتجاور كتب الفقه والأصول مع كتب ماركس وإنجلز مثلما تتجاور دور العلماء مع دار "مانينة أبو العرك" بائع الخمر الشهير من دون أي إنكار أو خلاف على الوجود أومطالبات بالجلد والحرق كتلك المستعرة الآن..
وبعد كل هذا أليس من سوء حظ النجف اليوم أن يرثها مدّع وخامل ومغمور، أليس غمط لحقّها أن يعتلي منابرها الفارغون الذين لا يملكون إلا الصوت، وأليس نكراناً للنجف كذلك أن يسودها كل ضيق للأفق يحجب عن المدينة جوهرها المحبّ للثراء الفكري وروحها التي تتسع للمتضادات..

عن صفحة Foraty Alhoa (عن فايسبوك)

 

وسوم: العدد 219

مقالات من العراق

فتاة كقصبة ال"بامبو"

فؤاد الحسن 2024-09-29

"فاطمة" لم تستطع نيل موتها، على الرغم من دنو الموت، وتنفسه الثقيل الملتصق بتراب الأرض. فقد اختُطِفت مِن قِبل عناصر تنظيم "داعش"، على الرغم من سنواتها التسع، التي لم تنضج...