أسواق الكتب في المدن العراقية، كالمتنبي ببغداد والفراهيدي في البصرة، ظواهر ثقافية مثلما تساهم في انتشار المنتوجات الثقافية ـ قد ـ تساهم أيضاً في تحويل نفسها إلى بورصة نشر وتوزيع!
في "غيتو" المثقفين وشوارع الثقافة تلك تتحول الكتب والروايات، الدواوين والدوريات.. إلى بطيخ يُنادى عليه ويتغنى بائعه بطزاجته وحلاوته! وكل بطيخة لها حسناتها، لا وجود لبطيخة غير صالحة، ما دامت تحظى بدعاية جيدة فهي البطيخة الأكثر مبيعاً.
الفارق بين البطيخة الجيدة والبطيخة غير الجيدة هو أنّ الأولى محفوفة بالدعاية والترويج.
"بيست سلر" البقالين هذا شيء مشروع جداً، والمشكلة بأنه مشروع جداً لكنه ليس أمراً يتصل بالمعرفة ولا بالثقافة ولا بالتنوير، إنّه موضوع اقتصادي أو تجاري يخصّ مؤشرات البورصة أو نشرة أخبار الأسعار. حينما لا تخضع أسواق الكتب إلى دراسات وخطط ومنهجيات معقولة تتحول هذه الأسواق إلى أسواق! وحينما تنمو هذه النشاطات تحت كذبة "العراق يقرأ" أو القراءة للجميع أو تعالوا نقرأ، فالناتج هو سلسلة كذبات جديدة عن صورة القارئ واستهلاك الكتاب الفعلي.