عن الاحتجاج والسياسة وحركة 6 أبريل

نشأت حركة 6 أبريل في مناخ سياسي خال تقريبًا من الممارسة السياسية التقليدية بتعريفها البسيط، أي قيام السياسة عن طريق وجود مجموعة أشخاص ذوي رؤية معينة ومشروع سياسي يرون أنه الأنسب لإدارة البلاد فيتقدمون به للشعب ليقتنع به أغلبيته فتختارهم أو تختار غيرهم للحكم
2016-10-31

شارك
من مظاهرة لحركة 6 أبريل في 2014

من مواقع صديقة: مدى مصر

من حق جيلنا أن يجرب، فإما أن ينجح أو أن يقدم تجربة للأجيال القادمة.

بهذه العبارة بدأت الحركة بيانها التأسيسي في 2008، وهي جملة شكلت ملامح عمل الحركة وطريقة تناولها للأمور على مدار أكثر من ثماني سنوات. إن محاولتنا أن «نجرب»، مع اعتماد طريقة التجربة والخطأ، هو حق إنساني، ولكنه كان الطريق الأصعب والذي لم نملك سواه. لم تنقصنا الشجاعة، وأحيانًا لم ينقصنا الحظ أيضًا، ولكن كثيرًا ما كان ينقصنا الوعي. ولا يمكن بأي حال فصل هذه التجربة عن سياقها التاريخي والاجتماعي والثقافي والسياسي، فنحن أبناء عصرنا بامتياز، حيث بدأت خطواتنا من الفراغ الكامل تقريبًا والتجريف المتعمد في كل مناحي الحياة. أزمة هويتنا هي انعكاس لأزمة الهوية في المجتمع، ويمكن القول بسهولة أيضًا إن الحركة هي شريحة عرضية من المجتمع المصري بتناقضاته وأزماته ومشاكله، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك على طريقة رؤيتنا للعالم ولأنفسنا وأفكارنا وتنظيمنا ومواقفنا.

الوجود قبل الماهية، أو (اركب وبعدين نشوف)

نشأت الحركة في مناخ سياسي خال تقريبًا من الممارسة السياسية التقليدية بتعريفها البسيط، أي قيام السياسة عن طريق وجود مجموعة أشخاص ذوي رؤية معينة ومشروع سياسي يرون أنه الأنسب لإدارة البلاد فيتقدمون به للشعب ليقتنع به أغلبيته فتختارهم أو تختار غيرهم للحكم. ونتيجة لظروف القمع والفساد لم تكن هذه هي الطريقة في الواقع، وإن كان هناك ديكور ديموقراطي من أحزاب وبرلمان. كان بحر السياسة خاليًا تقريبًا وكان ظهور حركة كفاية في نهاية 2004 إيذانًا بتطور مهم في الحياة السياسية المصرية وبزوغ عصر الحركات الاحتجاجية وتصدرها للمشهد السياسي.

نشأت 6 أبريل كحركة احتجاجية جديدة تعتمد على الشباب، لم تهتم بتحديد ماهيتها أو وظيفتها الأساسية بشكل واضح مفهوم للجميع، وإن كانت هناك محاولات بدائية لوضع إطار عام يجمع أعضاء الحركة عرف بـ«الأيديولوجيا الأبريلية»، وهي أقرب لمانيفستو منها لرؤية واضحة متكاملة. كان الاهتمام الأكبر دائمًا بالوجود والظهور كحركة احتجاجية، لا كأيديولوجيا، وهو المصطح الذي لم تقدم له الحركة شرحًا وافيًا، وإن كنا نفهم أن الغرض هو تجميع أكبر عدد ممكن من التيارات الفكرية والسياسية تحت مظلة سياسية واحدة وتجاوز صراعات الماضي الفكرية التقليدية التي لا تحرز أي تقدم واضح، بل لا تزيد عن كونها وسيلة للتفريق والتشرذم، والحقيقة أن هذه الرغبة في «تجميع الكل» خلقت أزمات لاحقة في التنظيم والمواقف والخطاب السياسي، مع مشاكل أكبر في تحديد الهوية سنشرحها بشكل أكبر في جزء التنظيم. كان الأهم هو تقديم الحركة كصرخة احتجاجية أو صوت ضمير. وهنا أتذكر التعليق الساخر لمحمد حسنين هيكل الذي قاله لنا في أحد لقاءاتنا معه: «يعني إيه حركة ضمير؟ ضمير مين؟»، ولم نفلح في الإجابة عن سؤاله حتى الآن.

المقال الكامل على موقع مدى مصر

مقالات من مصر

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.