ما تقدّمه فلسطين إلى العالم

يأمل القيّمون أنّ المتحف سينتقل يوماً ما إلى داخل القدس ويكون متحفاً وطنياً لكل فلسطين وفيها. وتدعو الفعالية الحضور إلى تخيّل ما سيكون عليه هذا المتحف المستقبلي في زاوية "ابنِ متحفك الخاص"، بوضع اقتراحات وتركيبات وتصاميم بأنفسهم، في تحفيز للمخيّلة المتحررة من نير الاحتلال لما نتمنى أن نكونه وما نرى فلسطين عليه في المستقبل.
2023-08-17

شارك
ملصق المعرض في معهد العالم العربي باريس
إعداد وتحرير: صباح جلّول

في الذكرى الـ75 للنكبة، يتابع "معهد العالم العربي" في باريس إقامة فعاليات ممتدّة لستة أشهر – بدأت منذ 31 أيّار / مايو وتستمرّ حتى 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 - تحت عنوان "ما تقدّمه فلسطين إلى العالَم"، والتي تتنوع بين معارض وورش عمل ورواية قصص للصغار والكبار، بالإضافة إلى عروض أفلام وندوات ونقاشات أدبية وسياسية...

تعيد الفعالية طرح فكرة "مجموعة المتحف الفلسطيني للفن الحديث والمعاصر"، وقوامها حتى الآن نحو 400 قطعة فنية، بحيث تكون هذه نواة متحف فلسطيني وطني على أساس تضامني، فيُدْعى الفنانون الفلسطينيون وغير الفلسطينيين من حول العالم، الداعمين لنضال الشعب الفلسطيني وقضيته، للمساهمة بوهب عملٍ من أعمالهم إلى المتحف. هو مبدأ له سابقة في تشيلي حيث بادر الفنانون المناهضون للديكتاتورية والمتضامنين مع الشعب التشيلي إلى إهداء أعمالهم لمتحف وطني تضامني باسم "سلفادور ألليندي"، وهو متحف موجود الآن. كما كانت هناك تجربة أخرى في جنوب أفريقيا، حيث سلّم الفنانون نحو ألف عمل فني ل"نيلسون مانديلا" من أجل متحف وطني في "جوهانسبرغ".

يأمل القيّمون أنّ المتحف سينتقل يوماً ما إلى داخل القدس ويكون متحفاً وطنياً لكل فلسطين وفيها. وتدعو الفعالية الحضور إلى تخيّل ما سيكون عليه هذا المتحف المستقبلي في زاوية "ابنِ متحفك الخاص"، بوضع اقتراحات وتركيبات وتصاميم بأنفسهم، في تحفيز للمخيّلة المتحررة من نير الاحتلال لما نتمنى أن نكونه وما نرى فلسطين عليه في المستقبل.

تضمّ المعروضات أعمالاً حديثة ومعاصرة من مجموعتي "متحف فلسطين الوطني" و"متحف معهد العالم العربي، بالإضافة إلى مجموعة افتراضية لمشروع "متحف السحاب" بقيادة مجموعة من الفنانين مع المقيمين في غزة. لكن قد يكون أهمّ معارض الفعالية "حقائب جان جينيه"، الذي يَعرض لأول مرة للجمهور الواسع ما كانت تحتويه الحقيبتان اللتان لم تكونا تفارقان "جينيه" في سنوات عمره الأخيرة التي أمضاها رحّالة لا بيت له. قبل وفاته بفترة وجيزة، سلّم الكاتب "جان جينيه" إلى محاميه "رولان دوما" تلك الحقيبتين اللتين تحتويان على مخطوطات خاصة وكتابات من مراحل مختلفة من حياته، مسودات وأفكار وملاحظات، مراجعات عن السينما ودفاتر من السجن، والكثير من الحضور الفلسطيني والهواجس النضالية عموماً. في تلك الحقائب، يمكن تتبع خطى "جينيه" الذي كان من أوائل الداخلين إلى المخيم بعد مجزرة "صبرا وشاتيلا" الشنيعة، دخله مع الفلسطينيين وبقي بينهم، إلى جانب ذكرياته مع الفدائيين والفهود السود.

مارك تريفييه - صورة جان جينيه 1985

"لقد ساعدني الفلسطينيون على العيش"، يكتب "جينيه" في دفاتره، ويسطر نصوصاً ملؤها الحبّ لبلد وأهلٍ ليسوا بلده وأهله بالمعنى التقني للكلمة، لكنّه وقع في غرامهم حتى صاروا موضوع كتابه "أسيرٌ عاشق". لعلّ في جملته تلك على بساطتها جوابُ ما قدمته فلسطين إلى العالم. مقاومةٌ وشعر وفنّ بالطبع، أكثر وأبعد مما تحويه المعارض، لكن ما هو أهمّ، معنىً لحياة تستحق أن يُقاتَل من أجلها، رغبةً بحياة جديدة.

_________________

* للاطلاع على برنامج المعرض بالكامل: موقع معهد العالم العربي في باريس
** جميع الصور إهداء من الفنانين ل"المتحف الوطني الفلسطيني" بعهدة المعهد. 

مقالات من العالم العربي

تحوُّلات العاصمة في اليمن

يُعدّ الإعلان الرئاسي عن نقل العاصمة الى "عدن"، في معناه القانوني، إجراءً رمزيّاً، لأن نقل العاصمة يقتضي إجراء تعديلات في الدستور اليمني، الذي لا يزال ينص على أن مدينة "صنعاء"...