منع البسطات في رام الله

«خرجت يوم أمس الى وسط البلد لإجراء مقابلة مع إحدى الفلاحات اللواتي يبعن منتوجات محاصيلهنّ في الشارع المحاذي للحسبة، بعد أن علمت بقرار بلدية البيرة القاضي بمنعهنّ من البيع هناك. آلمني ذلك القرار، فلطالما اعتبرت وجودهنّ جزءاً من رام الله والبيرة، وكنت أفرح كلما اشتريت من احداهنّ، وكنت أطرب لسماع دعائهنّ بالرضا الجميل.ما يهمّ هو أنّني فُجعت ولم أجد أيّاً منهنّ. كما انّه تم تجديد
2013-02-06

شارك

«خرجت يوم أمس الى وسط البلد لإجراء مقابلة مع إحدى الفلاحات اللواتي يبعن منتوجات محاصيلهنّ في الشارع المحاذي للحسبة، بعد أن علمت بقرار بلدية البيرة القاضي بمنعهنّ من البيع هناك. آلمني ذلك القرار، فلطالما اعتبرت وجودهنّ جزءاً من رام الله والبيرة، وكنت أفرح كلما اشتريت من احداهنّ، وكنت أطرب لسماع دعائهنّ بالرضا الجميل.
ما يهمّ هو أنّني فُجعت ولم أجد أيّاً منهنّ. كما انّه تم تجديد الشارع وترميم شكله بالشكل الذي يقتلع تاريخ الفلاحات من هناك. توجهت إلى المنارة، فوجدت تجمعاً لبعض الشباب، وكان الحديث يدور بينهم بغضب وقهر واضحين على وجوههم. توقفت وأطرقت السمع أكثر، فإذ بهم أصحاب البسطات الذين منعوا من ممارسة عملهم، فقطعت أرزاقهم وأغلقت بيوتهم.
هم أشخاص بسطاء، يعجزون حتى عن اتّخاذ قرار الخروج في مسيرة أو عدمه. تراهم يتشجعون تارة ويتراجعون طوراً، حتى هتافاتهم بعد أن انطلقوا كانت بسيطة مثل يا «جبل ما يهزك ريح، ولا بسطة بدنا نزيح». وقد كتبوا على احدى اليافطات «بدنا نعيش بالحلال، بنكسب لقمة للأطفال». وهنا لا بدّ من التركيز على أصحاب البسطات فهم على بساطة حياتهم مدركون لأمور كبيرة. فمن ضمن هتافاتهم جاءت: «سحبوا الرخصة من البسطات وأعطوها للرقاصات»، «رام الله قاموا البسطات، واتعبّت مخدرات»، «نحن شعب الجبارين، مش شعب الشحادين»، «العيب على اللي بيتفرج» «يا للعار يا للعار، شعبي تحول للدمار».

من مدونة صالح دوابشة الفلسطينية

http://blog.amin.org/dawabsheh/