ينمو عدد مريدي الزوايا في هياكل المؤسسات السياسية في المغرب، بشكلٍ لم يكن ممكناً قبل عقود. يؤطّر أهمُّهم الجانب الديني، مثل وزير الأوقاف والشّؤون الإسلامية أحمد التوفيق، أحد أتباع الطريقة البودْشيشيّة، الذي يتولّى هذه الوزارة منذ 2002. "التصوف السّني" هو عماد الهوية الدينية الرسمية في المغرب، حيث يبلغ دعم الدولة السنوي للزّوايا ما يفوق 15 مليون دولار. ويمتد نفوذ الطرق الصّوفية إلى المجال السياسي الخارجي، ففي المولد النبوي، يحج إلى الزاوية البودشيشيّة، قرابة نصف مليون مريد من أتباع الطريقة، يأتون من المغرب ومن أوروبا وأفريقيا. مع الإشارة إلى أن البودْشيشيّة هي الزاوية الأقوى في المغرب.
بعد سنة من تعيين أحمد التوفيق، وهو مؤرخ وكاتب وروائي معروف، حدثت هجمات 16 أيار/ مايو 2003 الإرهابية في الدار البيضاء، فاضطرت الدولة، عبر الجهاز المشرف على الشؤون الإسلامية، إلى مراجعة سياستها الدينية، حيث وجدت وصفتها المثالية من خلال التخلّي عن دعم التيارات السّلفية، وفتح الأبواب أكثر أمام التوجهات الصّوفية التي تشجع الإسلام الشّعبي المسالم، الذي ينأى بالأفراد من الطبقة الشعبية بعيداً عن السياسة والطموح إلى السلطة. يتجاوز عدد مجموعات الطرق الصوفية الـ 140 طريقة، فيما يبلغ مجمل عدد الزوايا والأضرحة، حسب إحصاء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة 2019، سبعة آلاف زاوية وضريح، وغالبيتها أضرحة لأولياء صالحين يُعتبر بعضهم أقطاباً أو رموزاً للطرق الصوفية.
من الظل إلى الواجهة
يمكن تصنيف الزّوايا في المغرب في خانة التصوّف المؤسساتي، الذي يُعدّ أكثر تنظيماً وتأثيراً من التصوّف الفردي. تمزج هذه المؤسسات الصّوفية الخطاب الذي يجمع بين النّسب الشريف لآل البيت، والكرامات، والعلاقة بالسّلطة، والأدوار الاجتماعية. لم يؤد دخول تيارات دينية مختلفة إلى المغرب، إلى تراجع جذري لمكانة الزوايا كما كان متوقعاً، بل حدث العكس وقوي حضورها بعد فترة من الكمون في الظل. "السر" في ذلك سياسي، حيث تولت مهمة صمّام الأمان للتدين الرسمي.
نموذج التدين المغربي يتعرض لقصف التشدد
07-01-2016
تمدّدت هذه الطرق الصوفية داخل تشعّبات المجتمع لتضم أطيافاً لم يكن يُتوقّع انخراطها في التدين الصّوفي التقليدي، مثل النخب الحداثية أو الفئات الشابة. لم تعد خفية في نسيج الأحياء الشعبية، مكتفية ببعض العوائل التي توارثت الولاء لها. كما أن شيوخ الطرق الصوفية تجاوزوا البعد الديني لحضورهم الخاطف في المشهد العام في مناسبات خاصة، وداخل الزوايا نفسها.
يتجاوز عدد مجموعات الطرق الصوفية الـ 140 طريقة، فيما يبلغ مجمل عدد الزوايا والأضرحة، حسب إحصاء وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لسنة 2019، سبعة آلاف زاوية وضريح، غالبيتها أضرحة لأولياء صالحين يُعتبر بعضهم أقطاباً أو رموزاً للطرق الصوفية.
منذ فترة، ألقى محمد فوزي الكركري، شيخ الزاوية "الكركرية" (1)، محاضرة حول "التصوف الحي والذكاء الاصطناعي". ووصفت الدّعوة إلى هذا الحدث بأنه يجمع بين "التراث الإسلامي الروحي والذكاء الصناعي المعاصر"، وقالت في شيخ الزاوية الكركرية أنه متخصّص وناشط وكاتب حاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة فرنسية، وأنه معترَف بعمله الإحساني من الأمم المتحدة، وسّاعٍ إلى "إحياء تقليد علوم الإحسان".
تثير هذه الطريقة حديثة النشأة، كثيرا من ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، بسبب ملابس مريديها المكونة من جلباب مُرقع بكل الألوان. كما تحاول مظاهر حياة الشيخ ومريديه، التي تتميز بالبهرجة ولفت الانتباه و"الحداثة"، جلب ولاء الفئات الشابة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يظهر الشيخ مثلاً مستلقياً على يخت سياحي... وسرعان ما وجدت الطريقة أتباعاً لها في الجزائر القريبة من موطن الطريقة شرق المغرب، وفي تونس أيضاً.
هل تستعيد الزوايا سلطتها القديمة؟
لعبت الزوايا دوراً كبيراً في المجتمع التقليدي، باعتبارها سلطة دينية وأخلاقية ومرجعية لها دور أساسي في حل المشاكل وتأطير النخب المحلية وتوجيهها، كما لعبت إلى حد ما بعض الأدوار السياسية في دعم السلطة المركزية، إلى غير ذلك من الوظائف (2). في العصر الحديث تمّ اعتماد التصوّف كمحدد مركزي لإعادة هيكلة الحقل الديني في البلاد عبر حضور التصوف الطُّرقي في المشهد العمومي والإعلامي، وتوسيع مساحات نشاط واشتغال التصوف، ليشمل مجالات ثقافية أوسع مثل الموسيقى والبحث الأكاديمي. ومثّلت سنة 2004 ذروة هذا الحضور الرمزي، باحتضان البلاد الملتقى العالمي الأول للتصوف بمدينة مراكش. ونجد من بين مريدي الزاوية البودشيشية شخصيات كبيرة، على المستوى الفكري، من قبيل المفكر المغربي طه عبد الرحمن وعدداً كبيراً من الأكاديميين المغاربة.
وكانت أبرز محطات الدور السياسي المعاصر للصوفية حين دعت إلى التصويت بـ"نعم" لمقترح دستور 2011، والإعلان المستمر عن دعم السلطة الملكية ببعديها السياسي والديني، خاصة أمام شعارات "حركة 20 فبراير" المطالبة بملكية دستورية لا تنفيذية. كما حضرت الطرق الصوفية في خرجات للتنديد بالإساءة للقرآن في أوروبا، والتضامن مع فلسطين خلال العدوان على غزة في المسيرة المليونية. ولا تتوانى الزوايا في مناسباتها عن تأييد ومباركة كل مبادرات العاهل المغربي، ومساندة مواقفه السياسية في قضية الصحراء، وغيرها من القضايا السياسية بالمغرب.
الزاوية في المغرب: المؤسسة التي تدر ذهباً
30-11-2017
كما أن الشيخ حمزة (شيخ الطريقة البودشيشيّة الراحل وأبو شيخها الحالي جمال) كان يحبذ انخراط الأتباع في المشهد السياسي، لكن دون المبادرة لتأسيس حزب سياسي. وجل الزوايا تفرض على مريديها تجنب الدخول في أي نزاع سياسي مفترض، لأنها تعتبر ذلك خروجاً عن اختياراتها الاستراتيجية بالبقاء خارج معترك السياسة. تجلّى الحضور القوي للطريقة، في جنازة الشيخ حمزة الحاشدة بالآلاف من مريدي الزاوية من كل أنحاء العالم، كما حضور القصر، الذي مثله في الجنازة مستشارو الملك وعدد من الوزراء.
ظل الجانب الاجتماعي للزوايا حاضراً (دعم وإيواء المحتاجين، التعليم الديني، التحكيم بين المختلِفين من القبائل والأطياف المتصارعة...) ولو أن قوة هذا الحضور خفتت، خاصة في مجال التحكيم الذي صار حكراً على المؤسسة الملكية، مع إحكامها السيطرة على الأبعاد الاجتماعية ذات الطابع السياسي، ما جعل المحاكم السبيل الوحيد لحل الخلافات بين الأفراد، فيما ينفرد الملك بالتحكيم في النزاعات الكبرى بين التيارات.
من جهتها، ترعى الدولة الزوايا والطرق الصوفية من خلال عدة مظاهر رسمية، لعل أهمها تقديم هبات ملكية خاصة إلى مجموعة من الزوايا، إما لتمثيليتها وقوتها داخل المشهد الصوفي والديني للبلاد، وإما لدعم أنشطتها ووظائفها الدينية والسياسية المتنوعة. ومن مظاهر الرعاية الرسمية للزوايا الصوفية، قيام الدولة بإصلاح العديد من الأضرحة من أجل الإبقاء عليها وتطوير أنشطتها. كما تبرز رعاية الدولة للزوايا أيضاً في تقديم الدعم اللازم لتنظيم العديد من اللقاءات ومواسم الطرق الصوفية، ومن بينها اللقاء الصوفي العالمي "سيدي شيكر" بنواحي مدينة آسفي، الذي يستقبل مئات المنتسبين إلى الطرق الصوفية، ويعد رباطاً يضم عشرات الزوايا من أزيد من 50 بلداً في العالم.
وبدوره، يرى يوسف الكتاني أحد المنتمين إلى الزاوية الكتانية أنّ "الزوايا الصوفية بالمغرب تساهم بصفة حاسمة في تشكيل السياسة الدينية للبلاد، وفق الحفاظ على هوية البلاد الأصيلة التي تتخذ من العقيدة الأشعرية وفقه المذهب المالكي وتصوف الجنيد، أو التصوف السلوكي السُني، أصولاً وركائز لا محيد عنها" (3).
التبرك بزيارة الوليات الصالحات بالمغرب
30-11-2016
وقد ظل الجانب الاجتماعي للزوايا المتمثل في دعم وإيواء المحتاجين، والتعليم الديني، والتحكيم بين المختلِفين من القبائل والأطياف المتصارعة، حاضراً على الرغم من تراجعه، خاصة في مجال التحكيم الذي صار حكراً على المؤسسة الملكية، مع إحكامها السيطرة على الأبعاد الاجتماعية ذات الطابع السياسي، ما جعل المحاكم السبيل الوحيد لحل الخلافات بين الأفراد، فيما ينفرد الملك بالتحكيم في النزاعات الكبرى بين التيارات. على سبيل المثال، التدخل في حالة الصراع الإيديولوجي المحتدم بين التيارات السلفية وباقي القوى التي تصف نفسها بالحداثية، مثل الخلاف حول مدونة الأسرة، والخلاف حول قوانين الإجهاض...
وباختصار، تعتمد السلطة الزوايا كإحدى عناصر الشبكة الوسيطة بينها وبين الناس، وهي أكثر فعالية من الأحزاب التي استطاعت المؤسسة الملكية تحجيمها حتى استنفذت كل قواها. وقد حفز ذلك نشوء زوايا جديدة.
من مرحلة الصراع مع السلطة إلى التحالف معها
لا تخلو مدينة ولا قرية من وليٍّ أو مزار شريف. فالأولياء، في المخيال الشعبي للأفراد، يعدون بمثابة ورثة للأنبياء. ولم يُنشئ كل الأولياء زوايا لكن الكثير منها مرتبط بشيخ من الأولياء. طوال تاريخ المغرب، تعددت العوامل التي تقف خلف الحاجة إلى الزوايا لأسباب مختلفة، فهي مكان للعبادة، وإيواء المقاومين زمن الاستعمار، وطلبة العلم والمحتاجين. مثلاً، اكتسبت البودشيشية لقبها من الشيخ علي بن محمد الذي حمل لقب "سيدي علي بودشيش" لأنّه كان يطعم الناس أيام المجاعة "الدشيشة" (4) داخل زاويته خلال اجتماع القبائل من أجل الصلح والتحكيم.
بعد تعثر سعي الصُّلحاء إلى تغليب منطق امتلاك صفة "الشرف السلوكي" في مقابل "الشرف السلالي، انتصر منطق التاريخ لقوة السلالة، فرابطة الدم في مجتمع قبلي هي الأقوى. لم يمثل هذا الأمر عائقاً أمام تحالف الطرفين، مع احتكار الشرفائية للسلطة وتوظيفها القوة الاجتماعية للصُّلحاء وطرقهم الصّوفية، لإحكام السيطرة على المجال الديني.
اكتسبت الزوايا دوراً كبيراً في نشر التصوف في أفريقيا، وهو ما تعتمد عليه السلطة اليوم، بما بات يُعرف بـ "الدبلوماسية الروحية الموازية"، وذلك في قضايا سياسية كبرى، لا سيما قضية الصحراء. في كانون الأول/ ديسمبر 2007 مثلاً، استدعت الرباط سفيرها بدكار إثر تصريحات لسياسي من حزب معارض. هنا تحركت الزاوية التيجانية نحو مقر الحزب الاشتراكي السنغالي لحل الأزمة لصالح المغرب.
في العصر الموحّدي، تراوحت علاقة الزّوايا بالسلطة بين معارضتها ولعب دور الملجأ للاحتماء من بطشها، أو التحالف معها. وقد عاشت الزوايا في فترة الدولة الموحدية مرحلة من الاضطهاد للمتصوفة المغاربة والأندلسيين، بسبب تخوف السلطة من منافستهم لرمزية مؤسس الفكرة الموحدية. وكانت تلك بداية الصراع، لأن السلطة السياسية رأت في تنامي قوة الزوايا الرمزية، وتزايد قوتها الاجتماعية، تهديداً لها، ولطبيعة تحركها في المجتمع التي تميزت بقوة الروابط الاجتماعية، من خلال الأدوار سابقة الذكر: التحكيم، التعليم، دعم الفئات الفقيرة، استقبال المرضى المؤمنين بالقوة الشفائية لأولياء الزاوية...
وقد استغلت بعض الزوايا ضعف السلطة السياسية عند تراجع الدولتين المرينية والوطاسية، لتتوسع داخل الدولة ثم لتلعب دوراً مهماً في الاستقرار السياسي لبعض السّلالات الحاكمة بعد ذلك، كالسعديين، حيث كانت الزاوية الجزولية تحديداً الإطار الذي نشأت على أساسه الدولة السعدية. وبالإضافة إلى النسب الشريف والجهاد، استندت الزوايا إلى الفكر الصوفي القائم على إنشاء "الرِّباطات" (الثكنات) الدعوية والجهادية. بعد ذلك ستتقوى الزوايا بتحالف الصوفية مع النسب الشريف (الانتساب إلى آل البيت)، الذي يستمر حتى الفترة الحالية مع السلالة العلوية (التي تحكم المغرب منذ القرن السابع عشر). ثم جاءت مرحلة التنظيم التي بدأت مع تصاعد تحالف القوة الروحية للشرفائية مع القوة الاجتماعية للزاوية. وقد شكلت هذه المرحلة فترة المرور إلى التنظيم الهيكلي الحالي للزاوية والطريقة.
فبعد تعثر سعي الصُّلحاء إلى تغليب منطق امتلاك صفة "الشرف السلوكي" في مقابل "الشرف السلالي، كما جسّده الشرفاء، انتصر منطق التاريخ لقوة السلالة، فرابطة الدم في مجتمع قبلي هي الأقوى. لكن هذا لم يمنع الطرفين من التحالف (5)، مع احتكار الشرفائية للسلطة وتوظيفها القوة الاجتماعية للصُّلحاء وطرقهم الصّوفية، لإحكام السيطرة على المجال الديني، بحيث يضخُّ الولاء الديني لمريدي الطرق الصّوفية، تحت قيادة الشيوخ، المزيد من الشرعية الدينية في هيكل المؤسسة الملكية القائمة.
لهذا عملت الدولة حديثاً على إحياء طرق صوفية اندثرت منذ زمن، إلا أنها تضبط نفوذها وتحركاتها وعلاقاتها بشكل يضمن تحجيم قوتها، فتقوم بتحييد المؤسسات الدينية التقليدية، لتتحكم بالحقل الديني. وهذا ما تستوعبه الزوايا جيداً فتبقي على علاقاتها بالدولة في إطار الحفاظ على المصالح والتبادل الرمزي بما يشبه تبادل الشرعية أو شرعنة الوجود والاستمرارية.
قوة حضور الزوايا في العلاقة مع القارة الإفريقية
اكتسبت الزوايا أدواراً مهمة في نشر التصوف في شمال أفريقيا، وهو أمرٌ تعتمد عليه السلطة اليوم، بما بات يُعرف بـ "الدبلوماسية الروحية الموازية"، التي تلعب دوراً مهماً في توطيد علاقاتٍ دبلوماسية مع بعض دول أفريقيا. وظّفت السلطة هذا الإرث الروحي لبناء شراكات استراتيجية حيوية مع عدد من البلدان. وكانت الطريقة القادرية من أبرز الطرق التي وصلت إلى حوض النيجر وإثيوبيا وزامبيا، كما توطدت الزاوية التيجانية في دول أفريقية أخرى خارج الجزائر والمغرب، كالسنغال، حيث تحظى بحضور قوي ومؤثر داخل الدولة، يتجاوز ما هو روحي إلى ما هو اجتماعي واقتصادي وسياسي أيضاً.
أسهم هذا الحضور في تشكيل قوة ضغط لفائدة المغرب في القضايا السياسية الكبرى، لا سيما قضية الصحراء. ففي كانون الأول/ ديسمبر 2007، ظهر سوء تفاهم بين المغرب والسنغال، إذ استدعت الرباط سفيرها بدكار إثر تصريحات لسياسي من حزب معارض في عهد حكومة رئيس الجمهورية حينها عبد الله واد. هنا تحركت الزاوية التيجانية نحو مقر الحزب الاشتراكي السنغالي، لحل الأزمة لصالح المغرب. يمنح هذا الأمر الزوايا بعداً آخر ضمن أدوارها السّياسية في المغرب ومحيطه الإقليمي.
1 - يرجع أصل اسم الطريقة "الكركرية" إلى جبل كركر بجماعة "أفسو" القروية التابعة لقبيلة آيت بويحيي الريفية الأمازيغية، في إقليم الناظور.
2 - محمد سبيلا، نشر في جريدة المساء المغربية في تاريخ 31 - 10 – 2011.
3 - http://www.jordanzad.com/print.php?id=89325
4 - عصيدة بالقمح المجروش
5 - محمد جحاح، "الزاوية بين القبيلة والدولة – في التاريخ الاجتماعي والسياسي للزاوية الخمليشية بالريف"، منشورات أفريقيا الشرق، الطبعة الأولى، 2015، الدار البيضاء.