وظـائـــف خـالـيــــة

ـ1ـفي إطار جهودنا المضنية لإقناع أصدقائنا الأوروبيين بأن ثورتنا جميلة وأنيقة وصحية، تتحدث الإنكليزية وتتوافق مع المعايير الأوروبية العالمية، نعلن عن حاجتنا لـ«مواطن ممتاز». يشترط التمتع بصفات أساسية: -1 أن يملك المواطن الممتاز حساباً على تويتر، -2 أن يجيد التحدث باللغات الأجنبية حتى يمكنه شرح قضيتنا أمام العالم، -3 أن يكون منطقه قوياً وقادراً على الإقناع، ولا حرج من استعمال
2013-02-06

شارك

ـ1ـ
في إطار جهودنا المضنية لإقناع أصدقائنا الأوروبيين بأن ثورتنا جميلة وأنيقة وصحية، تتحدث الإنكليزية وتتوافق مع المعايير الأوروبية العالمية، نعلن عن حاجتنا لـ«مواطن ممتاز». يشترط التمتع بصفات أساسية: -1 أن يملك المواطن الممتاز حساباً على تويتر، -2 أن يجيد التحدث باللغات الأجنبية حتى يمكنه شرح قضيتنا أمام العالم، -3 أن يكون منطقه قوياً وقادراً على الإقناع، ولا حرج من استعمال كلمات غير مفهومة، فجمهوره هو الأجانب من ذوي التعليم الجيد. هو سفيرنا بالخارج، -4 يمكن لـ«المواطن الممتاز» أن يُحبس، أو أن يتم تعذيبه، أو أن يصاب في أحد أعضاء جسمه، ويفضل طبعا أن يحدث العنف ضده لأنه صوّر حالة عنف ضد مواطن عادي، (بمعنى آخر، يفضل أن يكون العنف الحاصل ضد «المواطن الممتاز» قد حدث بسبب كونه مواطناً ممتازاً وليس بسبب كونه مواطناً عادياً، مواطن ممتاز يوّثق الحقيقة ولا يشارك فيها) 5- ممنوع على «المواطن الممتاز» أن يموت. إذا مات «المواطن الممتاز» فمن سيمكنه شرح قضيتنا للأجانب؟! لدينا نقص في المواطنين الممتازين المدرّبين.
ـ2ـ
كما نعلن عن حاجتنا لـ«مواطن شبه عادي» لكي يقوم بدور وقود المعركة. يشترط التمتع بالصفات التالية: -1 أن يكون صاحب قضية، -2 ألا يمتلك حساباً على تويتر أو الفيسبوك، -3 أن يتحدث بلهجة بسيطة، بدون كلمات معقدة، وأن يقوم بترجمة قضيته التي يؤمن بها إلى لغة بسيطة. هذا المواطن هو سفيرنا إلى عالم «المواطنين العاديين»، -4 أن يكون قد تعرض للتعذيب أو الحبس أو الاعتقال، ويفضل أن يكون هذا بسبب اشتراكه في المظاهرات. على «المواطن شبه العادي» ألا ينكر واقعة تعذيبه، وعليه أيضاً ألا ينكر السبب الذي تم تعذيبه لأجله، أي، دفاعه عن قضيته. من يحاولون طول الوقت، وبدافع الخوف، دفع تهمة النضال عن أنفسهم، هم المواطنون العاديون. المواطنون العاديون محبطون للجميع، -5 عليه ألا يكون مثيراً للسخرية، وألا يكون في ملامحه شيء مثير للسخرية. المثيرون للسخرية هم أيضاً المواطنون العاديون، -6 يُفضل أن يموت «المواطن شبه العادي» أثناء المعركة، دعونا لا ننسى أنه يقوم أصلاً بدور وقود المعركة. وعندما يموت يمكننا أن نتحدث عنه نحن. هذا يجنّبنا خطر أن يتحول «المواطن شبه العادي»، في حديثه للصحافة، إلى «مواطن عادي». نحن لا نثق في أنه يعي هذا الفارق الدقيق في الدور المطلوب منه.
ـ3ـ
مطلوب «مواطن عادي» لكي يعد لنا القهوة التي سنشربها ونحن نعد تقريرنا الصحفي عن المواطنَيْن السابقَين.