"كلمة أخيرة للسيد الرئيس، يعني ليه مقولة بيقول فيها لما حدّ يوجعني يا مصريين ما تردّوش. اشتغلو. عظيم. المصريين بيشتغلو لكن معظم القيادات في الدولة ويمكن كلّهم همّ اللي ما بيشتغلوش، وسيادتك كمان ما بتشتغلش الحقيقة. ما فيش ملف حليتو لغاية دلوقتي، من يوم ما جيت ومن يوم ما توليت حكم مصر، وبقي على انتهاء العامين من فترة ولاية سيادتك شهور قليلة، وسيادتك وعدت الشعب المصري بعد سنتين يشوفو دنيا جديدة. منتظرين". هذا ما قالته المذيعة المصرية عزّة الحناوي في شهر آذار/ مارس الماضي، وهي تختم إحدى حلقات برنامجها "أخبار القاهرة" على التلفزيون المصري. أوقفت عن العمل وحقق معها في ماسبيرو (مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون) ومنعت بعد ذلك من دخوله، وقطع مرتبها بقرار من رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون وقتها. ومنذ أيام (السبت 27 آب/أغسطس) أحيلت إلى المحكمة التأديبية مع مُعدّ برنامجها، بتهم من بينها تشويه صورة الرئيس أمام الرأي العام.
هذه ليست المرة الأولى التي تُوقف فيها الحناوي عن العمل بسبب آرائها، إذ كانت قد أُوقفت في عهدَي مبارك ومرسي. وهي ترى أنّ هذه المرّة هي الأسوأ إذ إنّها كانت على الأقل تتلقى نصف مرتبها في المرتَين السابقتَين! وقد علقت الحناوي على قرار الإحالة للمحكمة بالقول للسيسي إنّ نظامه أكثر فاشية من نظامَي مرسي ومبارك، إنها مستعدة للشنق إذا كانت مبادئها على المحكّ، وطرحت تساؤلاً حول المرأة المصرية التي يريدها السيسي: تلك التي تنهض بالمجتمع أم التي تطيع بشكل أعمى؟
في إحدى حلقاتها السابقة، قالت الحناوي إنّ التلفزيون المصري في عهد مرسي كان يحتمل الرأي والرأي الآخر، أما الآن فقد "أصبح للمطبلاتية". وتحدّثت عن الفساد داخل هذا الجهاز الذي تحوّل من خدمة للمجتمع إلى أداة لتلميع صورة النظام. الحكومة رأت أنّ هذا التلميع لم يكن يجري على ما يرام في زمن المدير السابق عصام الأمير فأقالته وعينت مكانه صفاء حجازي التي عرفت وظيفتها جيداً فأصدرت مؤخراً قراراً بمنع 8 مذيعات من الظهور على شاشة التلفزيون قبل أن يخسرن من وزنهن. إذاً أصبح على المرأة المصرية أن تطيع بشكل أعمى وأن تكون في الوقت نفسه ممشوقة القوام!
في يوم إحالة عزة إلى المحكمة، كان وزير الإسكان يقوم بجولة على أهالي المنطقة التي يقع فيها ماسبيرو، للتفاوض بشأن تعويضهم عن منازلهم التي سيخسرونها مع مشروع بناء مثلث جديد للمبنى الذي تقرر العمل عليه العام الماضي. إذاً سيكون هناك مبنى جديد غير ذلك الذي انقطعت الكهرباء عن غرف الأخبار فيه في فضيحة لم يمضِ عليها سنتان. ومع الوقت لن يعود المصريون يسمعون من شاشات تلفزيوناتهم أيّ كلامٍ يحبط الهمم، كذلك الذي كانت تقوله عزّة، أو ليليان داوود التي رُحّلت (كانت في بي بي سي!)، أو باسم يوسف، أو يسري فودة، أو القائمون على برنامج "ثوار لآخر مدى" الذين أوقفوا بدعوى التحريض على التظاهر.
تجديد وتنظيف!