لابد لأي إنسان سوي أن يتصور، ولو لمرة واحدة في حياته، أن هناك أشباحاً تشاركه البيت. الأمر عادي جداً، نحن لا نعيش وحدنا في البيت، والأشباح، وهي الجن بلغتنا العربية، مذكورون في القرآن، ومن ضمن الأشباح، كما نعلم، شبح الفوضى، وهو الشبح الذي لم يتوقف من سنتين عن تهديد مصر.
لدينا قرائن عديدة تثبت أن شبح الفوضى كان الأكثر بلادة من ضمن زملائه الأشباح. وتقديرا لبلادته الشديدة، تم تعيينه في صحيفة حكومية كبيرة. من يومها وشبح الفوضى يعمل في خدمة الإعلام الحكومي، يستدعيه رئيس التحرير لتخويف الناس من أي شيء. يعمل شبح الفوضى صاغراً من أجل خمسمئة جنيه إضافية في الشهر. فلا هو يكسب جيداً، ولا هو يرضي ضميره. مسكين شبح الفوضى.
بناء عليه، نصيحة أخوية صادقة، إذا ظهر لك شبح الفوضى مرة في بيتك فلا تخف. فقط تمالك نفسك واسأله هل هو شيء حقيقي. تعلم أن البعض يشككون في وجود الأشباح، يقولون إنها تخاريف وأشياء كتلك، وقد يكون من هؤلاء البعض شبح الفوضى نفسه. قد يتمكن شبح الفوضى من إقناعك ان الأشباح وهم، وانه هو نفسه، كشبح فوضى،مجرد وهم. هنا تكون قد كسبت اليقين بأنه غير موجود، ويمكنك الرجوع لممارسة حياتك الطبيعية. الاحتمال الثاني هو أن يخبرك انه شيء حقيقي. عندها لا تتوقف، اسأله منذ متى وهو يقيم في البيت؟ سيقول لك مثلاً منذ عشر سنوات، أو خمس، أو حتى سنة واحدة، مش مهم. المهم انكما عشتما لفترة من الزمن سوياً في سلام تحت السقف نفسه، بما يعني انه، كشبح فوضى، ليس شيئاً مخيفاً لهذه الدرجة، انه شبح ضعيف وبائس. هذا سيكون صادماً أيضاً له. تذكر يا عزيزي ان الأشباح، مثلها مثل الحكومة، تعتمد على كونها مخيفة أكثر ما تعتمد على كونها قوية. هذه الصدمة قد تجعل شبح الفوضى يترك مستقبله المهني المحترم، ويفتتح مع شريكه محل عصير قصب باسم «جنة الفواكه لصاحبيها شبح الفوضى وشبح الحرب الأهلية».