مقتل عروس طنطا.. إدانة واستنكار لجريمة عنف بشعة جديدة ضد الستات

فين دور وزارة الداخلية والنيابة العامة في السماع لشكاوى السيدات، بعد كل جريمة بنسمع وبنشوف لمحات تمهيدية للجريمة، وبالتالي اتكلمنا عن أهمية وجود تسهيل لشكاوي الستات وحمايتهم وليكن رقم مخصص لشكاوى العنف الأسري وبالتالي التدخل الفوري.
2023-05-11

شارك

- الشهر الماضي وتحديدا يوم ٢٨ أبريل، صحينا على خبر مفجع، وهو مقتل عروس في إحدى قرى مدينة طنطا محافظة الغربية، على إيد زوجها بعد ٤٨ ساعة من زفافهم.

- الضحية آية، اتعرضت للقتل من زوجها بعدة طعنات في مناطق متفرقة من جسدها، وبعدها الأمن قبض على الجاني وأحاله للنيابة للتحقيق، وقرر قاضي التحقيق حبسه ١٥ يوم على ذمة التحقيق يوم ١ مايو.

- المواقع الصحفية نشرت اعترافات الجاني واسمه محمد (٢٩ سنة)، واللي اعترف بالجريمة وقال مبررات واهية زي إنها رفضت منحه "حقه الشرعي"، لكن والدة الضحية قالت إنها قالتلها تاني يوم الزواج إنه كان عايز منها ممارسات غير شرعية، وإن كان إحنا هنا مش بصدد السماع لمبرر جاني لأنه الطبيعي مفيش أي حاجة ممكن تبرر الجرائم.

- بنعزي والدة الضحية آية وعائلتها، ربنا يرحمها ويحسن إليها، وبنتمنى العدالة الناجزة في الجريمة البشعة اللي بندينها وبنستنكرها لأبعد حد.

- بعد الجريمة تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تدوينات سابقة، لشخص المفروض إنه أزهري بيستخدم خطاب ديني يبرر العنف الأسري ضد الزوجات، وكان فيه مطالبات بمحاسبته باعتباره عليه مسؤولية حتى ولو كانت غير جنائية.

- بالتأكيد الموضوع مش شخصي ولكنه خطاب عام، محتاج مواجهة شاملة عشان الجرائم اللي كل يوم والتاني بنشوفها في مختلف المحافظات.

- للأسف جرائم العنف ضد سيدات في مصر بقت منتشرة جدا شفنا خلال أقل من سنة العديد من الجرائم من النوع دا، وشفنا جرائم ضد ستات في محافظات مختلفة، نقدر نعدد من الأسماء دي نيرة أشرف وسلمى بهجت وأماني الجزار وخلود وغيرهم.

- بل إنه في نهاية شهر مارس وبداية شهر أبريل لوحدهم. كان فيه جريمتين عنف ضد ستات غير الجريمة اللي بنتكلم عنها حاليًا، لما شخص قتل طليقته بسلاح أبيض في مدينة ٦ أكتوبر في الجيزة، بعد ما اتعرضلها في الشارع وكان دائم الاعتداء عليها قبل وبعد الطلاق، كذلك شفنا شروع شاب في قتل بنت وأصابها إصابات مختلفة بمنطقة النزهة بالقاهرة، بعد ما اتقدملها وأهلها رفضوه.

- كل الجرائم دي فيه عامل مشترك واحد إنها كلها ضد الستات، ودا مسماها الحقيقي مش عريس قتل عروسته أو طليق قتل طليقته أو أيا كان المسمى اللي بيستخدم في الإعلام وإنما اسمها "جريمة عنف ضد المرأة"، ممكن أي حد يحط نفسه مكان أهل الضحية وهيوصل لنفس النتيجة.

- وبالتالي أي شخص يحاول يحط مبررات واهية ملهاش أي معنى للعنف بكل أشكاله سواء ضرب أو قتل أو أيًا يكن، وفي أي مكان سواء البيت والشارع، دا مشارك في انتشار الجرائم اللي من النوع دع أو على أقل تقدير متواطئ.

- بالتالي الطبيعي إن كلنا نواجه المشكلة ومنسمحش لأي حد يتلاعب بالألفاظ في تبرير الجرائم، أو ندفن راسنا في الرمل، لأنه رأي عام متصالح مع الجرائم بالبشاعة دي، ممكن يصحى على كوارث أكبر بعد كدا.

- وزي ما شايفين كل ست في مصر بقت مهددة بالعنف دا وفي خطر حقيقي، ودا بالضرورة بيقول أنه كل قرايبنا بما فيها الناس اللي بتحاول تقول كلام غريب زي دا أو تقتنع بيه.

- الشهامة والعقل والمنطق والأخلاق والدين وأي حاجة في مصر المفروض إنها ترفض التعدي على أي ست بأي شكل من الأشكال، وكلنا سمعنا أو استخدمنا قبل كدا جمل "دي زي أختي أو أمي أو بنتي"، وبالتالي أي حد بيبرر أو بيحاول يتناول اعترافات الجناة على إنها مبررات كان أولى بيه يحط نفسه محل أقارب الضحايا، وقتها هيكون موقفه مختلف تمامًا ويقول لا ويدين اللي بيحصل. بل وإن اللي بيقول إنه أهله بعيد عن القصص اللي بالشكل دا، أهله نفسهم بقوا في دايرة الخطر وإنكاره لدا بيمثل تهديد لهم.

- الجرائم من النوع دا مش هتنتهي للأسف إلا لما نلاقي رأي عام رافض وبيدين اللي بيحصل بأشد العبارات، بل ويكون فيه توجه حقيقي لحماية أي ست يشوفها في أي مكان بتتعرض لأي نوع من العنف الجسدي أو اللفظي.

- وبمزيد من التوضيح مع إن القصة واضحة زي الشمس، فاللي بيقول إنه فيه جرائم بتحصل ضد رجالة، مش واخد باله إنها مش بنفس الحجم وأكيد واخد باله إنه مفيش راجل اتقتل عشان مش موافق يدي الحق الشرعي، أو عشان طلق زوجته ولا عشان انفصل عن خطيبته أو أو، لذلك الجرائم من النوع دا ظاهرة في حد ذاتها، لأنها جزء من أحداث منتشرة الستات فيها بيتعرضوا لجرائم متنوعة من العنف والتحرش والاعتداء ووصلت مرات كتير للقتل، فمستنيين إيه تاني؟

- الستات بيتعرضوا للجرائم دي كلها لأنهم الفئة الأضعف في المجتمع، زي بالظبط جرائم تانية سبق وشفناها وإن كانت مش بنفس الانتشار ضد أطفال أو كاهن ماشي في حاله اتدبح في الشارع وغيرها، وبالتالي مواجهتها وفهمها لازم يكون من المنطلق دا.

- بنكرر تاني مواجهة الخطر المنتشر دا بيبدأ من كل واحد فينا، دا شئ تاني غير تطبيق القانون ومحاكمة الجاني ومعاقبته بشكل رادع، لأن الحل الأمني والقانوني مش هيقدر لوحده يحل المشكلة.

- وهنا هنكرر سؤالنا للمسؤولين إيه المطلوب يحصل تاني عشان يكون فيه تحرك حقيقي لحماية الستات؟ هنكرر سؤالنا للمؤسسات الدينية زي الأزهر والكنسية، فين دوركم الحقيقي من الجرائم اللي من النوع دا؟ أها فيه إدانات، لكنها مش كافية أبدا ودوركم أكبر من كدا بكتير في المواجهة.

- فين دور وزارة الداخلية والنيابة العامة في السماع لشكاوى السيدات، بعد كل جريمة بنسمع وبنشوف لمحات تمهيدية للجريمة، وبالتالي اتكلمنا عن أهمية وجود تسهيل لشكاوي الستات وحمايتهم وليكن رقم مخصص لشكاوى العنف الأسري وبالتالي التدخل الفوري.

- مطلوب تحرك برلماني حقيقي وإصدار تشريعات تشدد العقوبة ضد أي اعتداء من أي نوع على الستات، وبالتبعية تفعيل القوانين دي في المحاكم اللي مطلوب من قضاتها يتعاملوا مع أي حادثة عنف ولو صغيرة بحزم، لأن زي ما شايفين الكوارث الكبيرة نتجت عن تعامل غير مناسب مع آلاف الحوادث الصغيرة.

- فيه دور للمجلس القومي لحماية المرأة في مواجهة الجرائم الفظيعة دي لكن دا مش كافي أبدا، ومطلوب من الأمن يرفع إيده عن المنظمات المستقلة المختصة والتوقف عن تضييقه عليهم لأن دورهم ميقلش أهمية عن دور الأمن أو الحكومة.

- المسؤولية كذلك بتقع على أسر الستات عمومًا مش بس بإدانة اللي بيحصل، بل طبيعي يكون فيه سماع لشكواهم ومشاكلهم ودعمهم ومساعدتهم في الحصول على الحماية الكافية.

- لازم يكون فيه وقفة من داخل المؤسسات الإعلامية بمختلف أنواعها في طريقة تناول الجرائم دي، والعناوين الغريبة، ونشر نصوص التحقيقات على إنها أسباب ومبررات بدون البحث عن الدوافع الحقيقية واللي اتكلمنا عنها هنا والموضوع مش سر ولا حاجة، أو على الأقل نقل كلام المتخصصين، اللي المفروض دا دور الإعلام الأساسي.

مقالات ذات صلة

- وهنا واجب يكون فيه دور حقيقي للمجلس الأعلى للإعلام، وعليه نشر ميثاق شرف إعلامي حقيقي يكون مرتكز على النشر في المجال دا بالذات، والتأكد من تطبيقه بدل ما كل اهتمامهم مرتكز على التضييق على الإعلام المستقل والمهني.

- مجددًا بندين وبنستنكر الجريمة البشعة، وبنكرر رفضنا وإدانتنا لكل وأي مبرر بيتقال أو اتقال، ومرة تانية خالص العزاء لأسرة الضحية وعائلتها. بنتمنى الأمان الحقيقي لكل ست مصرية في أي مكان وتكون محمية بقوة القانون ورأي عام واعي.

مقالات من العالم العربي

سجون "الأسد" وسجون "صدام حسين"

ديمة ياسين 2024-12-12

لا أزال إلى اليوم لا أستطيع النظر طويلاً إلى الصور التي التُقِطتْ لوالدي في أول يوم له بعد خروجه من المعتقل، وهو يجلس تاركاً مسافة بيننا وبينه، وتلك النظرة في...