- سؤال: هل من المسموح في زماننا لجندي في "جيش الدفاع الإسرائيلي"، أن يقوم مثلاً باغتصاب فتيات الأعداء خلال حرب أو معركة ما، أم أن هذا أمر محرّ
هذا كان جواب الحاخام الإسرائيلي إيال كريم عام 2002 على سؤال من أحد روّاد موقع "كيبا" الإسرائيلي حول مشروعية الاغتصاب في أوقات الحرب. والحاخام هذا هو المنتخب حديثاً "حاخاماً عسكرياً رئيساً" للجيش الإسرائيلي، برتبة كولونيل. وقد عادت تعليقاته لتظهر في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، تذكيراً بمواقفه التي تحتقر النساء وتبيح الممارسات غير الأخلاقية بحجة ظروف الحرب.
أثارت أقوال كريم ضجة كبيرة لأول مرة عام 2012، أي بعد نحو 10 أعوام من إجابته تلك، حين لسبب ما وقتها، تنبهت وسائل الإعلام لتعليقاته تلك فأعادت نشرها. اتُّهم كريم حينها بالتشجيع على فعل الاغتصاب عبر إباحته للجنود - شرط أن تكون الضحية من نساء الأعداء غير اليهوديات - وعبر ما هو أخطر من الإباحة، بالتلميح لأن "نجاح المشروع الإسرائيلي" يتطلب ذلك وبالتالي فهو أمر محمود، بما أن الانتصار على الأعداء هو الغاية (التي تبرر كل وسيلة!)
وصفت المنظمات الحقوقية ترشيح كريم، ومن ثمّ تعيينه بالـ "سقطة الأخلاقية" للجيش الإسرائيلي، الذي حاول التغطية على موقف الحاخام والادّعاء أن كلامه "أُخرج من سياقه". كما دفع كريم التهمة عن نفسه بالقول إنه لم يشجع على الاغتصاب يوماً، لكن الأمر لم ينطلِ على المعترضين الذين اعتبروا أنها ليست المرة الأولى التي يطلق فيها الحاخام هذا النوع من الآراء في الشريعة اليهودية، حيث سبق له أن حرّم على النساء العمل في الجيش.. (فهل سيخرجهن منه، وهن يقمن بالخدمة الإجبارية؟). وهو معروف كذلك بآرائه العنصرية الفجة تجاه غير اليهود، فقد سبق أن قال: "إن مفهوم أن غير اليهود يتمتعون بالحقوق نفسها التي يتمتع بها اليهود في إسرائيل هو مخالف لما ينصّ عليه التوراة، وما من سلطة يحقّ لها التصرف عكس إرادة التوراة".
أطلقت منظمات نسائية إسرائيلية عدة حملة ضد الحاخام بهدف الضغط لإلغاء التعيين الذي أخذ حيز التنفيذ، حتى أن إحدى النائبات في البرلمان الإسرائيلي اقترحت إرسال كريم إلى "دورة تأهيل لعلاجه من ميله للتحرش الجنسي".
حرب إسرائيل "مقدسة" إذاً، مهما كان. صحيح أن إسرائيل لم توفر أصلاً فرصة لاستعراض إباحتها للمحظورات الأخلاقية (والشرائع والقوانين الدولية بالطبع).. وربما يكفي أن نستعيد صورة أولاد بكر الأربعة في العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2014، في مثل هذه الأيام تماماً، يلعبون على الشاطئ بالكرة، لتصطادهم الطائرات الإسرائيلية بلا تردد.. وغير ذلك آلاف الأمثلة، ولكن أن يُرسَّم في أعلى منصب مفتيا دينيا للجيش الإسرائيلي يقول صراحة إن "كلّه" (بما فيه الاغتصاب) مباح في سبيل "المشروع"، أمرٌ له دلالته في سياق الصعود المتعاظِم للأجنحة الأكثر تطرفاً وعنفاً في إسرائيل.