إعداد وتحرير: صباح جلّول
يحتفل الأقباط في مصر في الأحد السابع من فترة الصوم الكبير – الذي صادف هذا العام في 9 نيسان / أبريل 2023 - بأحد الشعانين المعروف أيضاً بأحد السّعف أو الزعف حسب اللفظ المحلي في مصر. والسعف هو جريد النخيل وورقه الذي فرشه سكان أورشاليم القدس أرضاً للسيد المسيح ترحيباً بدخوله المدينة، وصار رمزاً يرتبط بهذا اليوم الذي يبدأ بعده أسبوع الآلام، منتهياً إلى أحد القيامة وعيد الفصح المجيد في الأحد الذي يليه، المصادف حسب التقويم الشرقي في 16 نيسان / أبريل من هذا العام.
فصح فلسطين: ماضي القدس وحاضر غزة
25-04-2019
يجتمع المؤمنون لحضور القداس يوم أحد السعف حاملين أشكالاً مختلفة مصنوعة من سعف النخيل وورقه، ومنها يلبسون تيجاناً أو حلى كالأساور والخواتم والصلبان، أو يصممون أشكالاً مختلفة مثل جراب القربان، وقد اعتاد الكبار والصغار تعلّمها وإتقانها جيلاً بعد جيل، فيضفّرون السعف ويطعّمونه أحياناً بالورود أو عناصر أخرى فتُزيّن به البيوت والكنائس والشوارع.
ففي القاهرة الفاطمية، في قلب جبل المقطّم، تتكون في أحد السعف مشهديات فريدة الجمال في دير "الأنبا سمعان الخراز"، المكان المهيب المنحوت في الصخر كأنه كهف هائل في الجبل يتسع لحوالي 20 ألف شخص ويضجّ بالمؤمنين الحاضرين القداس. وينتهي القداس دائماً برشّ الماء المقدس على الحاضرين، وهو طقس يستقبله الحضور بفرحٍ كبير. يتألف مجمل الدير من أربعة كنائس وكاتدرائيات، ويحتوي مجموعة من المنحوتات الدينية الأثرية والجديدة وما يزيد عن 70 منحوتة بارزة في الجدران تصوّر فصولاً من سيرة السيد المسيح، كما يرتبط الدير بأسطورة "معجزة نقل جبل المقطّم" في عهد الخليفة الفاطمي المعزّ لدين الله، حيث يؤمن البعض بأن الجبل انتقل من مكانه وحدد مكان الدير، فصار محجّاً للمؤمنين وقبلة للسياح من داخل وخارج مصر. وقد بُني دير سمعان الخراز بزنود أبناء حي منشية ناصر المعروف بحي الزبالين، الذي يعمل جلّ سكانه من المصريين الأقباط في جمع النفايات وفرزها بطرق بسيطة ولكن فعّالة، وبيعها أو إعادة تدويرها، فهم هم جيران المقطّم والساكنين في واديه. ويقال إنّ سكان المنشية نقلوا أكثر من مليونين ونصف المليون من الأحجار لتشييد كنائس هذا الصرح المعماري البالغة مساحته ألف متر مربع تقريباً، وذلك على عدة مراحل وعلى مدى سنوات.
أقباط مصر هم أكبر أقلية دينية في الشرق الأوسط، إذ يشكلون نحو 10 في المئة من مجمل سكان مصر البالغ عددهم مئة مليون مصري. ويتقاطع عيد الفصح المجيد هذا العام (الشرقي والغربي) مع شهر رمضان المبارك وعيد الفطر...
فكل عام وأهل بلادنا بخير، بأمن وأمان، من الظالِم والمفقِر والتكفيري، فذلك أليق بهم.