«...أول شتوة في عمان تنهار الأعمدة وتسقط الإشارات، أول شتوة في عمان تكثر الحوادث ويرتفع عدد الضحايا. أول شتوة في عمان تكتظ الشوارع بالسيارات ويعم الضجيج وتسود الفوضى وكأن الأردن لم يشهد مطراً غزيراً من قبل...
في أول شتوة في عمّان، تنفجر المناهل، وتتحطم المواسير وتتكشف البنية التحتية شديدة القوة في شوارعنا العمَّانية الـ«مرقّعة» برقع الزفت المؤقتة، التي إن اشتمت رائحة الماء خُلعت من جذورها لتعيد الشارع لمظهره الذي اعتادت مركباتنا عليه.
أول شتوة في عمان تتعطل الجامعات، وتؤجل الامتحانات، وتكثر الغيابات، وتبرر الإجازات وتلغى كل الإنجازات.. لأن الشوارع مليئة بالهمجية والعقبات... ودون شك المطبات.
تتعطل شبكات الهواتف والاتصالات ، ويحلو لشعبنا اختلاق المشاكل والخلافات.
أول شتوة في عمان .. هي أسوأ ما يحدث في عمان، لأن عمان تنقلب رأسا على عقب. والشعب الأردني يستمتع بالشعور بوجود مشكلة حتى وإن اضطر أن يختلقها من بين قطرات المطر المباركة. فحجته هي أول شتوة في عمان.
أول شتوة في عمان... أجمل ما فيها أنها أول «خزوة» للنواب .. فقد تساووا في أحجامهم مع حجم المشاكل والعقبات التي تراكمت متسخة في شوارع عمان والوطن.
من المدونة الأردنية «فرح بطارنة»