- من أيام وبعد حديث الرئيس عن تحميل ثورة 25 يناير مآلات الوضع الاقتصادي الحالي، وتحذيره من تكرار ما حدث في يناير، وجه الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي بتكثيف الندوات الثقافية للتوعية ضد ما حدث في 2011 وما يحاك حاليا ضد الدولة.
- الجامعات بحسب أكثر من رئيس جامعة حاليا بتعمل على تنفيذ توجيه الرئيس طوال العام الدراسي وفق مرحلتين "تبدأ الأولى بندوات عن فترات الدولة من 2011 حتى 2013 بالإضافة إلى ما شهدته الدولة المصرية وإنقاذها من براثن الإرهاب بعد ثورة 30 يونيو".
- وبالطبع الندوات دي هتتم بحضور خبراء من أكاديمية ناصر العسكرية، واللي بقت حاضر في كل أنشطة الجامعات المصرية، واللي ندواتها بتتركز حول حروب الجيل الرابع والمؤامرات اللي بتحاك ضد الدولة المصرية واللي بدايتها طبعا في الرواية الرسمية دلوقتي هي ثورة يناير.
- الدستور المصري لسه في ديباجته بينص على أنه ثورة يناير هي ثورة شعبية انحازت لها القوات المسلحة، لكن الرئيس وخلال السنوات الماضية مع الأزمة الاقتصادية، وحتى قبلها مع الانتقادات اللي بدأت من 2018 لطريقة حكمه ولتعديلات الدستور وقبلها تيران وصنافير بدأ في توجيه الهجوم على ثورة يناير.
عسكرة التعليم في مصر: تهميش مدنية المهمة
11-08-2022
- الغريب بقى إن السنة دي هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، رئيس الجمهورية؛ بمناسبة حلول الذكرى الثانية عشرة لثورة 25 يناير، والخبر منشور في جريدة أخبار اليوم، فإحنا مش قادرين نفهم هو دولاب الدولة المصرية بيعمل ايه بالظبط في مسألة ثورة يناير دي.
- هل من الممكن تغيير وعي الأجيال الجديدة بثورة يناير؟ والأهم هل ده الدور الحقيقي للجامعات؟ دي أسئلة هنحاول نفكر فيها معاكم في البوست ده
**
هل يمكن تغيير وعي الأجيال الجديدة بثورة يناير؟
- ثورة يناير من 12 سنة، الجيل اللي حضر الثورة في وعيه السياسي دلوقتي على الأقل في بداية الثلاثينات، بالتالي هي مش حدث بعيد عن الشباب، بالعكس كثير من الشباب اللي محضروش ثورة يناير شافوا ما أنتجته بشكل مباشر، وبالعكس التغيرات الاجتماعية اللي أنتجت السياق اللي عايش فيه الشباب دول حاليا هي نتاج ثورة يناير.
- الإنترنت لا ينسى وأرشيف الثورة وما كتب عنها وقتها موجود رغم كل محاولات طمسه، لأنه إحنا مش في القرن الـ18 ولا حاجة، إحنا في 2023 واللي أي حد عايز يعرف أي حاجة هيعرفها من على الإنترنت.
- الإنترنت ووسائل التواصل والحرية ونقد الخطاب الأبوي والتفكير في مساءلة الحاكم هي دي نتاجات يناير، واللي محدش يقدر ياخدها من أي حد، لأنه عادة التاريخ مش بيرجع بظهره.
- التغيرات الاجتماعية دي أعمق، والأثر الباقي ليناير مش بس الاحتجاج في الشوراع اللي المصريين ممنوعين من ممارسته حاليا تحت القبضة الأمنية، لكنه تغيير اجتماعي أعمق.
- كثير من الحكام حاولوا على مر التاريخ يزيلوا أثر ثورات سابقة ليهم، لكن كلهم فشلوا، وجرى استعادة الثورات دي لاحقا في المخلية الجمعية للناس، من الثورة الفرنسية اللي بعد عودة الدكتاتورية كان في محاولات لتشويهها لكنها استمرت وجرى التأريخ ليها كأول ثورة في العالم الحديث لها تأثير على العالم كله.
- لحد الثورات في مصر زي الثورة العرابية اللي الإنجليز والخديوي عملوا كل شيء لأنهم يخلوا الشعب ينساها، ومع ذلك في 1919 وقبلها جرى استعادة إرث الثورة العرابية دي.
- لحد حتى ثورات حديثة العهد في منطقتنا في زي انتفاضة 1977 في مصر ، وثورة أكتوبر 1964 في السودان ، وثورات أخرى تاريخية زي ربيع براغ في 1968 وغيرهم كثير من الثورات الحديثة اللي كل الأنظمة حاولت تشويها لكنها فضلت موجودة في ذاكرة الناس.
- الأهم كمان من الذاكرة التاريخية ووعي الأجيال الجديدة بالثورة هو الظروف المادية اللي أدت لقيام الثورة زي الديمقراطية الغائبة والفقر والظروف الاقتصادية الصعبة والتعذيب وغيرها.
- مش معقول هتقدر تغير وعي ناس بظرفها المادي والإنساني اللي هي عايشاه، مستحيل تقدر تقنع مواطن مصري أنه كانت المشكلة هو أنه طلع يقول عيش حرية عدالة اجتماعية.
تفحص لبعض ملامح "يناير 2011"
22-01-2021
- التاريخ لا يكتب من خلال توجيهات الرئيس، ووعي الناس بظروفها السياسية والاقتصادية أكبر من أي محاولة لإعادة كتابة التاريخ، لأنه ببساطة في المستقبل بعد ما البلد دي تتغير وتبقى أفضل هنلاقي كل اللي متحكاش بيتحكي، وكل كلمة حق طلعت وكل الناس اللي سكتت دلوقتي عشان خايفة من القمع هتتكلم.
- اللي بيحصل دا فيه لمحة عن إن إزاي إحنا بنفكر ومتأخرين جداً وكأننا لسه في الستينات، يعني حتى لو الدولة بتفكر تغير سردية ما، بتختار إنها تعملها بندوات وأدوات أصلا لا علاقة لها بالسياق والواقع، وهو تفكير بالي جداً الحقيقة، وبينكر كل متطلبات الحياة الحديثة.
- الأغرب إن بدل ما الدولة تحاول تغير الظروف اللي أدت لثورة يناير، مهتمة بجهودها وبتوجهيات الرئيس إنها تقعد تجتر الماضي بصورة مشوهة وعجيبة، وكأن دا اللي هيصلح الحاضر.
**
هل ده دور الجامعات؟
- في العالم المتقدم، الجامعات هي مؤسسات تعليمية وبحثية، حربة التعبير والرأي جواها هي الأساس اللي بيدفع المجتمع كله لقدام من خلال توليد الأفكار والبحث عن الحلول لمشكلات المجتمع.
- مفيش حلول ممكن تلاقيها وإنت معطل دماغك عن التفكير وبتنفذ توجيهات الرئيس، مفيش حلول وبدائل ممكن تطرح ومفيش مشاكل ممكن المجتمع يفكر فيها بدون حرية تعبير وحرية بحث علمي.
التعليم لـ"الصفوة": جامعة الإسكندرية مثالاً
24-01-2019
- للأسف الجامعات خلال الفترة من 2014 وحتى الآن بتتعرض لضغوط كبيرة، أهمها التضييق على البحث العلمي وعسكرة واضحة للجامعات بسيطرة أمنية زي كل حاجة في البلد.
ترتيب مصر في جودة الجامعات على مستوي العالم من سيء لأسوأ بسبب غياب التمويل الكاف للبحث العلمي وغياب الحريات الأكاديمية للطلاب قبل الدكاترة.
- دور الجامعات في المجتمعات المتقدمة أو اللي عايزة تتقدم هو أنها تكون مساحة للنقاش والتفاعل وتوليد الأفكار، لأنه الشباب دول في النهاية هما اللي هيخرجوا ويبقوا جوه سوق العمل ولاحقا هيديروا البلد وهما الجيل اللي من المفترض الاستثمار في رأس المال البشري الخاص به.
- وبالتالي يعني بدل ما سيادة الوزير ينفذ توجيهات الرئيس، فالأولى أنه يهتم بمنطق يعني أنه وزير للتعليم العالي والبحث العلمي بتطوير الجامعات والبحث العلمي في البلد، ويهتم بطلب تنفيذ النسبة الدستورية للصرف على وزارته.