جدل الحقوق في السّعوديّة

"يلوح لي أن الذين لا يريدون للمرأة أن تكون شيئاً مذكوراً، وأن لا تظهر إلا بملابس سوداء لتصبح كأنها "كيس فحم" (..) في الوقت الذي كان فيه للمرأة تاريخ مشرق في فجر الإسلام، فإن بعضاً من الناس يرفضون أن يكون لها دور في الحياة العامة".
2016-06-23

شارك
علياء علي - المغرب

"يلوح لي أن الذين لا يريدون للمرأة أن تكون شيئاً مذكوراً، وأن لا تظهر إلا بملابس سوداء لتصبح كأنها "كيس فحم" (..) في الوقت الذي كان فيه للمرأة تاريخ مشرق في فجر الإسلام، فإن بعضاً من الناس يرفضون أن يكون لها دور في الحياة العامة".
هذا ما جاء على لسان الكتاب الصحافي السعودي عبد الله عمر خيّاط في مقالة نشرتها صحيفة عكاظ بتاريخ 12 حزيران/ يونيو، وأثارت غضب كثيرين عبّروا عن امتعاضهم عبر هاشتاغ #عكاظ_تصف_النساء_بأكياس_الفحم. ردود الفعل تراوحت بين شتائم للكاتب "الليبرالي" ودعوة لإقفال الصحيفة، وبين نشر مقاطع فيديو تظهر فيها نساء منقبات يدافعن عن اختيارهن ارتداء الثياب التي تحميهن من التحرش وتكسبهن رضى الله. أظرف التعليقات جاءت من أشخاص سجّلوا اعتراضاً شديداً على قول الكاتب أنّ لون أكياس الفحم أسود بينما هو عادة ما يكون أبيض أو بنيّا.
ردّ خيّاط على الحملة جاء بإنكار كونه قد وصف نساء بلده بأكياس الفحم، وبالقول إنّ مقاله قد فُهم خطأً. العبارة التي أثارت الجدل وردت في نص (يظهر على موقع صحيفة عكاظ على يمين إعلان برّاق لرؤية السعودية 2030)، لم يكن سوى جزء ثانٍ من مقالة تقارن بين وضع المرأة في صدر الإسلام ووضعها في السعودية حاليّاً، حَرّكه إعلان الأميرة ريم الفيصل أنّ 95 في المئة من موارد النساء السعوديات لا تُستغل في الاستثمار. المقالة بجزئيها مليئة باقتباسات من أقوال الأميرة، ويبدو مجرّد استعادة لتعدادها أسماء النساء اللاتي كان لهنّ دور فاعل في الإسلام، وكأنّ إضافة الكاتب الوحيدة كانت العبارة التي سببت الحملة ضدّه.
هنا تكمن المشكلة.. في أن يتحدث صحافيّ بسطحيّة عن أمرٍ هو موضع جدلٍ كبير في مجتمعه. وهو ما جعل حجج المدافعين والمدافعات عن النقاب تبدو متينة وعقلانيّة بالمقارنة!
المسألة بمجملها فصل جديد من صراعٍ شائع على صفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعي. وهذا الصراع يبدو قائماً من الطرفين على التجييش ومحاولة فرض أفكارٍ مقولبة دون تعريضها للنقد أو المساءلة، ولا يبدو أنّه عنيد بما يكفي لتحقيق تقدّم في مجال حقوق الإنسان عامة وتلك التي للمرأة تخصيصاً، لأنّ طرفيه لا يطرحان رؤى نقديّة شاملة وواضحة لبلورة قناعات فاعلة أو للتأثير في تلك السائدة، ولأنّ لكلّ منهما امتدادا، أو ربّما جذرا، داخل العائلة الحاكمة نفسها. ولأنّ الوضع هكذا، فإنّ أمر مقالة عبد الله خيّاط وردود الأفعال عليها لن يكون أحدث نقاشاً يمكن تطويره حول زي المرأة السعوديّة في المجال العامّ مثلاً، وحول إشكالية جعل الدفاع عنه يأتي في كثيرٍ من الأحيان من النساء أنفسهن اللواتي جعلتهن سيطرة العقليّة الذكورية يعتبرن كل مساءلة لحريتهن في التعامل معه ومع مظهرهن اعتداء على ما ألفنه، وما يقال لهن ليل نهار انّه يهدف إلى صونهن..

مقالات من السعودية

خيبة م ب س الاقتصادية

كان النزاع المدمر على سوق النفط، ودور السعودية - وبخاصة محمد بن سلمان- في تأجيجه، مقامرة وحماقة في آن. فإن كانت السعودية تخسر 12 مليون دولار يومياً مقابل كل دولار...

للكاتب نفسه

الفلسطينيون في لبنان وحقّ العمل

ربيع مصطفى 2019-07-21

علاوة على التوظيف السياسوي الطائفي على المستوى الداخلي، يأتي المس بحق العمل للاجئين الفلسطينيين في لبنان متزامناً مع محاولات جاريد كوشنر تفعيل "صفقة القرن"، وهي التي تصطدم بعقبات من أهمها...