سابينا وميخائيل بورادا.. لمسة سحر في طوابعنا البريدية

زاوج ميخائيل وسابينا بين ريشة الرسم وألوانها الساحرة وفنون العمارة، فأغنيا محتوى هذه "الورقة العابرة"، التي تحمل صفة الورقة النقدية من جهة، والتحفة الفنية من جهة أخرى.
2023-01-26

عماد الدين رائف

كاتب وصحافي من لبنان


شارك
ميخائيل وسابينا في نبع عين الصحة في جبل لبنان

تستوقف هواة الطوابع البريدية اثنتا عشرة مجموعة لبنانية، قد تكون بعضها الطوابع الأكثر جمالاً على صعيد الرسم التطبيقي. ولا سرّ في ذلك، فالأثر اللطيف الذي يتركه سحر الخطوط والألوان في الرسم التطبيقي ينمّ عن حسّ فنيّ مرهف، يتجسّد في لمسة من الجمال الأنثوي تركتها الشابة سابينا دوبروفولسكا، التي حلّت في لبنان بين 1968 و1975. ليس من الصعب تمييز أعمالها عن أعمال زوجها ميخائيل بورادا، الذي عني بإظهار الأشكال الهندسية أكثر.

جسّدت سابينا الفسيفساء الجبيليّة التي تروي حادثة خطف الأميرة الفينيقيّة "أوروبا" ابنة ملك صور "أجينور"، على يد كبير آلهة جبل الأولمب، بعدما تحوّل إلى ثور أبيض، مخرجة لوحة فنيّة احتلّت طابعين من طوابع البريد الجوّي "الجامعة اللبنانية في العالم – اختطاف أوروبا" سنة 1971، بلوني الفضة والذهب. وقبل ذاك بسنتين، كانت سابينا قد استخدمت اللون الذهبي كذلك في رسم عدد من اللقى الأثرية اللبنانية، في مجموعة "الجمعية الدولية للمتاحف"، وهي مجموعة بريدية تتألف من خمسة طوابع، صدرت لمناسبة الذكرى العشرين على افتتاح المتحف الوطني اللبناني، لوحاتها: العملة المعدنية الفينيقية القديمة ذات السفينة، وخنجر جبيل الذهبي، ونقش ناووس "الملك احيرام"، ولوحة الغزالين المرصّعة، وإناء الطائر المعثور عليه في خلدة. يُسجّل لها إدخال اللونين الفضي والذهبي على قائمة الألوان الأربعة المستخدمة في الطباعة.

إلى جانب الأثر الكبير الذي تركه رسّاما المدرسة الروسية بافل كوروليوف (بول كورلييف) وفلاديمير بليس في فنون الرسم التطبيقي في لبنان، تتميز أعمال سابينا وميخائيل، اللذين تركا أثراً فنياً راسخاً في تصميم الطوابع البريدية، حيث زاوجا بين ريشة الرسم وألوانها الساحرة وفنون العمارة، فأغنيا محتوى هذه "الورقة العابرة"، التي تحمل صفة الورقة النقدية من جهة، والتحفة الفنية من جهة أخرى. فما الذي جمع بين ابنة كييف سابينا دوبروفسكا وابن المهاجرين الروس البيض ميخائيل بورادا، وكيف؟ وما الذي أتى بهما إلى لبنان؟ وما هو مصيرهما بعد نصف قرن من الزمن؟

"هي هجرة أخرى"

يطلّ الزوجان بورادا عبر الفيديو في حفل افتتاح معرض "فنانون روس رسموا لبنان"، الذي نُظّم في "بيت ألكسندر سولجنيتسين للمغترب الروسي" في موسكو. يدردشان، من شقتهما الباريسية، عن حكاية قرن. يقول ميخائيل: "التقى والدي يفغيني ميخايلوفيتش بورادا بوالدتي يلينا يفغينيفنا ميلوفيتش أثناء الهجرة، في يوغوسلافيا، تزوجا هناك وسافرا إلى لبنان. كان والدي في لبنان عندما اشتعلت الحرب الأهلية اللبنانية، وبقي فيه بعض الوقت، ثم ركب واحدة من أواخر الطائرات المغادرة مطار بيروت الدولي قبل إقفاله، والتحق بنا في باريس. لازم شقتنا لشهر كامل من دون أن يخرج منها، وهو الآن مدفون في المقبرة الروسية قرب كنسية القديسة جنفياف. هكذا انتهت حياته في هجرته الثالثة...".

تقاطعه سابينا. تردد غير مرّة: "الهجرة أمر صعب للغاية، يكون فيها الإنسان مقطوعاً من جذوره، مثل شتلة منزوعة من تربتها. في تفكيره، يضع المهاجر الكثير من قناعاته السابقة تحت علامة استفهام".

استخدمت سابينا اللون الذهبي في رسم عدد من اللقى الأثرية اللبنانية، في مجموعة "الجمعية الدولية للمتاحف"، وهي مجموعة بريدية صدرت لمناسبة الذكرى العشرين على افتتاح المتحف الوطني اللبناني. ويُسجّل لها إدخال اللونين الفضي والذهبي على قائمة الألوان الأربعة المستخدمة في الطباعة. 

ولد ميخائيل في بيروت عام 1934، كان ابن يفغيني ويلينا لبناني المولد والجنسية. سافر إلى موسكو لمتابعة دراساته العليا في الهندسة المعمارية في "معهد موسكو الحكومي للعمارة"، بعد تخرّجه من "الأكاديمية اللبنانية للفنون الجملية – ألبا". في العاصمة السوفياتيّة، تعرف ميخائيل إلى سابينا هنريخوفنا دوبروفولسكا، التي كانت قد تخرجت من "معهد موسكو الحكومي للعمارة" سنة 1967، وعملت مساعدة لعميد كلية الوسائل التقنية للعمارة في المعهد.

تزوج سابينا وميخائيل وسافرا إلى لبنان، فعملت سابينا في "وكالة سيروف – بورادا" للهندسة المعمارية في بيروت، إلى جانب زوجها، والمعماري غريغوري سيروف (حفيد رسام روسيا القيصرية الكبير يفغيني سيروف). وعاش الزوجان في لبنان سبع سنوات، وخلال رحلة الفصح الربيعية إلى فرنسا اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في نيسان/ أبريل 1975، فحالت دون عودتهما وهكذا بقيا في فرنسا، تاركين وراءهما أملاكهما.

"الهجرة أمر صعب للغاية، يكون فيها الإنسان مقطوعاً من جذوره، مثل شتلة منزوعة من تربتها. في تفكيره، يضع المهاجر الكثير من قناعاته السابقة تحت علامة استفهام".

لا يزال الزوجان بورادا يعيشان في فرنسا، وقد سجِّل باسمهما عدد كبير من التصاميم الفنيّة، باستخدام التقنيات التقليدية إلى جانب تقنيات الكومبيوتر.

عن لبنان، تقول سابينا عبر الفيديو: "لقد كانت بالنسبة إليّ الرحلة الأولى خارج حدود البلاد. الشعب هو أول ما تفاجأت به. الشعب اللبناني ودود، منفتح، وكريم، ومرحب بالأجانب وبالعلاقة معهم. شعرت بذلك فور وصولي، وسعدت به. أما الأمر الثاني الذي تفاجأت به، فكان لقائي بالرعيل الأول من المهاجرين الروس. كانوا يتحدثون بلغة مختلفة عن لغتنا، حتى بدا لي أنهم لا يتحدثون باللغة الروسية [تضحك]... كان ذلك مثيراً جداً للاهتمام بالنسبة إليّ. ذلك الاختلاف في اللغة انساق على اختلاف في الثقافة أيضاً".

في باريس

في رسالة أرسلتها إلى البروفيسور إيهور أوستاش، ضمّنها في كتابه "الأوكران ولبنان" (1)، تتحدث سابينا عن حياتها، تقول: "ولدتُ في كييف، ومن دواعي سروري دائماً أن أتذكرها. ولدت فيها قبل الحرب ببضعة أشهر، ثم خلال الحرب تم إجلاء أفراد أسرتي جميعهم من المدينة. ولم نعد إليها سوى في عام 1945... تخرجت من معهد العمارة في موسكو. تزوجت من طالب دراسات عليا لبناني من أصل روسي... بعدما دافع زوجي عن أطروحته في المعهد، غادرنا نهائياً إلى بيروت، وكنا نظن أنّ بيروت ستكون محطتنا الأخيرة. إلا أنّ الحرب الأهلية نشبت، ما أجبرنا على هجرة أخرى... وصلنا إلى باريس مع طفل في الخامسة من عمره وحقيبتين، ولم نتمكن من العودة إلى لبنان، إذ تم إغلاق مطار بيروت. مرّت علينا سنوات صعبة، إذ بات يتحتم علينا أن نتعرف إلى البلد عن كثب، وليس بصفتنا سائحين. ولكن ولحسن الحظ، عرض علينا أحد المراكز البحثية التعاون. وقد التحق ابننا بالمدرسة في أيلول/ سبتمبر من ذلك العام. ومنذ ذلك الحين ونحن نشارك في البحث العلمي والتعليم في فرنسا".

عن لبنان، تقول سابينا عبر الفيديو: "لقد كانت بالنسبة إليّ الرحلة الأولى خارج حدود البلاد. الشعب هو أول ما تفاجأت به. الشعب اللبناني ودود، منفتح، وكريم، ومرحب بالأجانب وبالعلاقة معهم. شعرت بذلك فور وصولي، وسعدت به. أما الأمر الثاني الذي تفاجأت به، فكان لقائي بالرعيل الأول من المهاجرين الروس. كانوا يتحدثون بلغة مختلفة عن لغتنا، حتى بدا لي أنهم لا يتحدثون باللغة الروسية.

عمل ميخائيل بورادا أستاذاً محاضراً في كلية التصميم المعماري، في المعهد الوطني العالي للعمارة – باريس كونفلان، أما سابينا فعملت أستاذة محاضرة في كلية الفنون الجميلة في معهد فرساي العالي للعمارة. وسجّلت باسمها براءة ابتكار النظام الثلاثي الأبعاد للبثّ التلفزيوني ل"أوبرا بوف"، وكذلك إنشاء أفلام الرسوم المتحركة الثلاثية الأبعاد.  

في باريس، وفق رسالة من سابينا بورادا إلى الباحثة الروسية اللبنانية تاتيانا كوفاشيفا – بحر، نشر الزوجان بورادا مجموعة مقالات لعلماء سوفيات في حقل أنظمة التصميم الهندسية المؤتمتة. وبدءاً من العام 1976 عملا في مركز أبحاث المعلوماتية المنهجية للهندسة المعمارية (CIMA). وتمحورت المواضيع الرئيسة لأعمالهما البحثية حول تطوير الوسائل التقنية الحديثة في العمارة، وتحفيز التفكير الإبداعي في مرحلة التصميم الأوّلي للمشاريع. وشاركا في المسابقات الدولية للفنون والعمارة. تقول سابينا: "دخلت نتائج دراساتنا في تعليم الهندسة المعمارية وتطويرها تقنياً في المناهج الأكاديمية. ثم انتقلنا إلى المستوى العالمي، عبر المعارض الدولية المتخصصة، حاملين معنا تصاميمنا المعمارية المنجزة بواسطة التقنيات الحديثة. وفازت تلك التصاميم في خمس مسابقات متخصصة".

كما عمل ميخائيل بورادا أستاذاً محاضراً في كلية التصميم المعماري، في المعهد الوطني العالي للعمارة – باريس كونفلان (ENSA Paris Conflans)، أما سابينا فعملت أستاذة محاضرة في كلية الفنون الجميلة في معهد فرساي العالي للعمارة (ENSAV). وسجّلت باسمها براءة ابتكار النظام الثلاثي الأبعاد للبثّ التلفزيوني لأوبرا بوف (الخادمة – السيّدة) لـ ج.ب. بيرغوليزي (FR3, 1985)، وكذلك إنشاء أفلام الرسوم المتحركة ثلاثية الأبعاد. لا يزال الزوجان بورادا يعيشان في فرنسا، وقد سجِّل باسمهما عدد كبير من التصاميم الفنيّة، باستخدام التقنيات التقليدية (الرسم المائي، الزجاج الملوّن، التصوير الفوتوغرافي) إلى جانب تقنيات الكومبيوتر. وهما عضوان في جمعيات واتحادات فنية، وشاركا في عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية.

إبداعات في لبنان

يعود الفضل في الكشف عن سابينا بورادا، وعملها مع زوجها في لبنان، إلى تاتيانا كوفاشيفا - بحر، الباحثة الأولى في معرض "فنانون روس رسموا لبنان" (ربيع 2017)، بالتعاون مع الأستاذ خليل برجاوي، ويشرفني أنني كنت ثالثهما. وقد زوّدت سابينا تاتيانا بصورها مع ميخائيل (تنشر بإذن منها)، وبصور المجموعات البريدية. وتضمن المعرض (من مجموعة خليل برجاوي) الطوابع الأصلية في هذه المجموعات. فإلى جانب مجموعة "خطف أوروبا – 1971"، و"الجمعية الدولية للمتاحف – 1969"، رسم الزوجان بورادا عشر مجموعات طوابع بريدية، لا يصعب تمييز الجماليات والتصاميم التي انفردت بها سابينا بينها:

• الاتحاد البريدي العالمي، سنة 1971، وظهر عليها رسم المبنى الجديد للاتحاد في مدينة بيرن، وحوله أربعة تماثيل من حضارات مختلفة لأشخاص يحملون رسائل حول الكرة الأرضيّة. تتألف المجموعة من طابعين، الأول باللون الأصفر بقيمة 15 قرشاً، والثاني برتقالي بقيمة 35 قرشاً.
• جامعة الدول العربية، سنة 1971، صدرت المجموعة لمناسبة اليوبيل الفضّي للجامعة، وتظهر عليها خريطة الوطن العربي وفوقها علم الجامعة، وتتألف من طابعين، الأول ذو خلفية برتقالية بقيمة 30 قرشاً والثاني ذو خلفية صفراء بقيمة 70 قرشاً .
• السنة الدولية للتربيّة، سنة 1971، عليها الشعار العالمي للمناسبة، وتتألف من طابعين على خلفية بيضاء، الأول باللون الأزرق بقيمة 10 قروش، والثاني برتقالي بقيمة 40 قرشاً.
• مصحّ ضهر الباشق، سنة 1971، صدرت المجموعة المؤلفة من طابعين ضمن حملة مكافحة مرض السلّ، ورُسم عليها مشهدان مختلفان للمصحّ، الأول يظهر المدخل الرئيس بقيمة 50 قرشاً، والثاني مشهد عام للمصح بقيمة مئة قرش.
• مئة عام على ولادة لينين، سنة 1971، صدرت المجموعة لمناسبة الذكرى المئوية على ولادة القائد الشيوعي فلاديمير إليتش لينين، وتتألف من طابعين لبوتريه لينين ذي التصميم السوفياتي، الأول بقيمة 30 قرشاً والثاني بقيمة 70 قرشاً. ومن المفارقات أن يصمّم ابن المهاجرين الروس البيض طابعاً بريدياً للينين.
• اليوبيل الفضي للأمم المتحدة، سنة 1971، صدرت المجموعة المؤلفة من طابعين لمناسبة مرور 25 سنة على ولادة المنظمة الدولية، ويحمل الطابعان شعار المنظمة، الأول قيمته 15 قرشاً والثاني بقيمة 85 قرشاً .
• دورة الألعاب الأولمبية في نيومكسيكو – المكسيك، سنة 1968، تتألف من خمسة طوابع تحمل شعار الأولمبياد، ويجسد كل واحد منها لعبة رياضية بالإضافة إلى أحد شعارات حضارة الأزتيك، والألعاب هي: الوثب الطويل 5 قروش، الوثب العالي 10 قروش، المبارزة 15 قرشاً، رفع الأثقال 20 قرشاً، والتجذيف بالقارب الشراعي 25 قرشاً.
• ذكرى مرور مئة عام على تأسيس أول مجلس بلدي، 1968، وتتألف المجموعة من ثلاثة طوابع بريدية تتضمن لوحات مائية لمشاهد من بلدة دير القمر بريشة سابينا، وهي: الدرب القديمة بقيمة عشرة قروش، وشرفة السراي – 15 قرشاً، ودرج المنشيّة - 25 قرشاً.
• اليوبيل الفضّي للصليب الأحمر اللبناني 1945-1970، تتألف المجموعة من طابعين، الأول يحمل رمز الصليب الأحمر ضمن دوائر على خلفية بيضاء بقيمة 15 قرشاً، والثاني يحمل الرمز متداخلاً مع الأرزة (كما في تصميم بافل كوروليوف للأرزة اللبنانية) بقيمة 85 قرشاً.
• البطولة الدولية العاشرة للمبارزة، سنة 1971، تتألف من خمسة طوابع، يحمل الطابعان الأولان أعلام الدول العربية المشاركة بقيمة 10 قروش، والأجنبية قيمة 15 قرشاً، الطوابع الثلاثة الأخرى عليها مشاهد مختلفة من اللعبة: الشيش، السيف، وسيف المبارزة.

عن تلك المرحلة من حياتها، تقول سابينا: "على الرغم من مرور نحو نصف قرن، ما زلت أشعر برائحة بستان التفاح، قرب نبع عين الصحة في جبل لبنان. وكان العمل في مجال تصميم الطوابع البريدية مشوقاً بالنسبة إليّ وليس جديداً، لأننا أثناء دراستنا في المعهد كان علينا أن نقدم تصميماً مرة كل شهر. كان علينا أن نعمل في قاعة مقفلة، ويمكن لكل طالب أن يأتي معه بالأدوات التي تساعده على العمل، وعندما يعلن الأستاذ عن موضوع التصميم، كان علينا أن نعمل نحو ثلاث أو أربع ساعات حتى ننهيه. والمنتَج قد يكون تصميماً لطابع بريدي، أو بطاقة، أو تصميماً معمارياً صغيراً، أو ملصقاً مسرحياً. وكان علينا أن ننتهي من التصميم خلال تلك المدة. كان ذلك التمرين في المعهد هو الأهم بالنسبة إلينا، الذي عزز تصوّرنا للأشياء ومكّننا من الإبداع، وتحقيق الفكرة على الورق بسرعة كبيرة. ومن المشوق أن حياتنا معاً خلال تلك المرحلة كانت مرتبطة بهذا النوع من الإنتاج". 

______________________

 1- كييف: دار دوليبي، 2019

مقالات من لبنان

للكاتب نفسه

غزة القرن التاسع عشر: بين الحقيقة الفلسطينية والتضليل الصهيوني

شهادة الكاتب الروسي ألكسي سوفورين الذي زار غزة عام 1889: "تسكن في فلسطين قبيلتان مختلفتان تماماً من حيث أسلوب الحياة: الفلاحون المستقرون والبدو المتجوّلون بين قراها. الفلاحون هنا هم المزارعون....