بيان المجلس العالمي للكنائس بخصوص أحداث مطار بن غوريون الدولي خلال الفترة بين 29 نيسان/ ابريل و 2 أيار/ مايو
شهد مطار بن غوريون الدولي خلال الأسبوع الماضي وصولَ مشاركين من ثلاثة عشر دولة كانوا يقصدون بلدة بيت جالا بغية المشاركة في اجتماع فريق عمل تابع لمجلس الكنائس العالمي معنيّ بالتغير المناخي، وفي حدث غير مسبوق في تاريخ مجلس الكنائس العالمي، تعرض أعضاء هذا الفريق لاعتداءات وتهديدات السلطات الإسرائيلية بالمطار.
وتعرّض العديد من المشاركين، من فريق العمل وبعض ممثلي الكنائس الأعضاء في المجلس وممثلي مختلف الشركاء المسكونيين، لما يشبه الاعتقال لمدة ثلاثة أيام قبل أن يتمّ ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية. فيما سُمح لآخرين بدخول إسرائيل بشكل استثنائي بعد خضوعهم لعمليات استجواب عسيرة تضمنت مسائلات اتهامية وغير قانونية جرت في جوّ من التهديد والإرهاب النفسي، والتي يعتبرها مجلس الكنائس العالمي تصرفات غير مقبولة على الإطلاق.
وعليه فإن مجلس الكنائس العالمي يُدين بشدة التعامل غير المبرر وغير المقبول للسلطات الإسرائيلية ضد ممثلي الكنائس الأعضاء وفريق العمل الذين كانوا بصدد السفر للمشاركة في ندوات حول التغيرات المناخية وسبل حماية البيئة بدعوة من الكنائس الأعضاء بمجلس الكنائس العالمي وإشرافها.
إن اهتمامنا الرئيسي في هذه الرقعة الجغرافية يكمنُ أساسًا في مساندة شعوب المنطقة في معركتهم اليومية ضد العنف وانعدام الأمن وعدم احترام حقوقهم كبشر. كما نساند تحقيق حلّ الدولتين المـُعطَّل وكذا استشراف مستقبل يسود فيه التعايش بين مختلف مكونات المنطقة. غير أن المجلس يأسف كثيرًا لتصرف السلطات الإسرائيلية بتلك الطريقة في مواجهة رجال الكنائس من مختلف دول العالم، والذين قدموا إلى إسرائيل بروح مسكونيّة لأجل مناقشة سبل مواجهة التحديات المشتركة ذات الصلة بالتحولات المناخية العالمية.
لقد التزمت الكنائس المنضوية تحت مجلس الكنائس العالمي بـ"حج العدل والسلام" في إطلاق مبادرة مشتركة للعمل في مواقع الصراع والظلم والقمع في هذا العالم. و تعهّدنا على أنفسنا أن نسلك في ذلك سبل الحوار والتعاون مع كل الشركاء الحكوميين وغيرهم من الفاعلين السياسيين والدينيين وكل من له النية الحسنة للعمل في هذا الميدان. و إن مجلس الكنائس العالمي منخرط وملتزم باستمرار الحوار بين الأديان وبنسج العلاقات مع الشركاء اليهود والمسلمين وكذا ممثلي الأديان الأخرى المنتشرة في مناطق أخرى من العالم.
إننا على استعداد مستمر للقاء ممثلين عن القيادة السياسية للحكومة الإسرائيلية، كما نطلب لقاء المسؤولين الإسرائيليين لتدارس هذه الأحداث الأخيرة وضمان عدم تكرارها في المستقبل.
إن مجلس الكنائس العالمي يطالب الحكومة الإسرائيلية بتقديم الاعتذار الذي يستحقه هؤلاء المشاركون، وأن تلتزم بوقف هذا النوع من الاعتداءات في حق الكنائس الأعضاء وأطر مجلس الكنائس العالمي.
جنيف في 9 أيار/ مايو 2016
القس د. أولاف فيكسيه تفايت
الأمين العام