"ما لي شغل بالسوق"

الأغاني تملك أرواحاً أيضاً. نقاء اللهجة المغناة بها. القصّة التي قيلت فيها القصيدة. الأماكن في الفيديو. وآثار السنوات على جودة التسجيل.. كلها من خفايا روح الأغنية. وإن فُقدت، تحولت الأغنية إلى كلمات مرتبة بلا معنى.
2016-05-13

شارك

لطالما فضلت سماع الأغاني بصوت مؤديها الأصلي وبالتسجيل القديم مهما ساءت جودته.
الأغاني تملك أرواحاً أيضاً. نقاء اللهجة المغناة بها. القصّة التي قيلت فيها القصيدة. الأماكن في الفيديو. وآثار السنوات على جودة التسجيل.. كلها من خفايا روح الأغنية. وإن فُقدت، تحولت الأغنية إلى كلمات مرتبة بلا معنى.
روح الأغنية هذه هي أيضاً انعكاس لروح الشعوب والحضارات، وتذكرة سفر مجانية تسافر بك عبر الأماكن والأزمنة، فأنا عندما أسمع أبو بكر سالم مثلاً أرى يمناً جميلة خالية من الحروب والصراعات، وعندما أسمع "مالي شغل بالسوگ" بصوت حسين نعمة، فأنا أسافر عشرات السنين إلى الخلف إلى سوق الشيوخ، أرى أبي طفلاً صغيراً يلعب في الحديقة التي يقف بها حسين نعمة ينتظر حبيبته التي مرّ بالسوق من أجلها، لأخبره أنا الأخرى أنّي مالي شغل بالسوق، مرّيت أشوفه، عطشانة حفنة سنين، وأروى على شوفه. وعندما أسمع الأغنية بصوت العشرات الآخرين الذين غنّوها، أتخيّل أنّ حبيبة المطرب تبيع البطاطا بالسوق، فمر بسوق الخضرة من أجل رؤيتها. وبيش ألزم الدلّال، بيش أمسح العين؟!

من صفحة Samah Aziz - العراق (عن فايسبوك)


وسوم: العدد 188