مبادرة لتمكين الفلسطينيين في الداخل والشتات

"في العام 1983، وفي ظل الواقع الصعب الذي واجهه الفلسطينيون في الوطن وفي الشتات جراء الاحتلال الإسرائيلي، قامت مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية، الفلسطينية والعربية، بالمبادرة إلى عقد لقاء في العاصمة البريطانية لندن والتداول في فكرة إنشاء مؤسسة فلسطينية قادرة على دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني". 
2016-04-14

شارك

"في العام 1983، وفي ظل الواقع الصعب الذي واجهه الفلسطينيون في الوطن وفي الشتات جراء الاحتلال الإسرائيلي، قامت مجموعة من الشخصيات الاقتصادية والفكرية، الفلسطينية والعربية، بالمبادرة إلى عقد لقاء في العاصمة البريطانية لندن والتداول في فكرة إنشاء مؤسسة فلسطينية قادرة على دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني". هكذا ولدت مؤسسة التعاون الفلسطينية التي تعرّف عن نفسها كمؤسسة أهلية غير ربحية، تعمل على تمكين الانسان الفلسطيني وتعزيز الهوية والقيم الإنسانية، دعماً "للتنمية المستدامة للشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، وقطاع غزة ومناطق 1948، وكذلك في مخيمات اللجوء في لبنان".
تحت عنوان "مسيرة مستمرّة من الدعم المتواصل" تعدّد مؤسسة التعاون بعض المشاريع التي تساهم فيها في فيديو على يوتيوب، ومنها: ترميم البلدات، الحفاظ على الإرث الثقافي والتراثي، العمل على دمج الأطفال ذوي الحاجات الخاصة بالمجتمع وتقديم العلاج، العمل على إطلاق المتحف الفلسطيني، برامج زراعية في غزة، أنشطة رياضية وتثقيفية للشباب، مشروع تشغيل الشباب لإدخالهم إلى ميادين العمل، أكاديمية الدراما، دورات لغة وموسيقى وغير ذلك..
على صفحة الموقع الخاص بالمؤسسة، وتحت عنوان "برامجنا"، تقع كل هذه النشاطات وغيرها في تبويبات ستة: التنمية المجتمعية، الثقافة "تعبير"، التعليم، إعمار البلدات القديمة، برنامج رعاية الأيتام، تمكين الشباب. الموقع سهل التصفح وواضح ويبرز روابط للشبكات العربية والأجنبية التي يتعاون معها الموقع، ولمتفرعات عمله في كل من مخيّمات لبنان والمتحف الفلسطيني.
وقد منحت المؤسسة عام 2015 نحو 250 ألف دولار جوائز لمؤسسات أهلية وأفراد مساهمين بإنجازات متميّزة في عملية النمو الاجتماعي والاقتصادي والثقافي لأبناء الشعب الفلسطيني، موزعة على خمس جوائز مختلفة.
برنامج الثقافة "تعبير" على سبيل المثال، يُعنى بالتصدّي لعملية سلب الهوية الثقافية الفلسطينية وتهديدها الدائم من الاحتلال الذي يسعى بشكل مستمر إلى تشويه خصائصها والحدّ من مساهمتها في التفاعل والحوار الحضاري على المستوى العالمي. فيشجّع "تعبير" الإبداع الفلسطيني ويمنح المبدعين الأدوات اللازمة لتنفيذ أفكارهم وعرضها محلياً وعالمياً، بالإضافة لتوفير مجال علاجي من تأثيرات الحروب من خلال التعبير الفني الذاتي للأطفال والشباب.
ومن إنجازات برنامج "تعبير" في السنوات القليلة الماضية: تأسيس استوديوهات متنقلة بين عدد من المدارس، إقامة عروض فنية، وتدريب نحو ألف طالب وطالبة على إعداد الرسوم المتحركة وصناعة الدمى.
"رأيت بأمّ عيني إبداع وشغف أحمد بتحريك الدمى أثناء الدورات التدريبية. فقد بدأ أحمد يعمل من البيت وأنتج فيلمه الذي يُسمّى "أبو العربي" والذي يعكس مشاعره تجاه الغارات المتكرّرة من قوات الاحتلال ضد مخيم "الجلزون" للاجئين. إنتاج أحمد الرائع أدى إلى تعيينه مدرباً.."، يقول الاستاذ ناصر، أحد الأساتذة المتدربين مع "تعبير" في شهادته عن نتائج هذه الدورات..
أما مشروع "المتحف الفلسطيني" فهو أحد أهم وأضخم مشاريع المؤسسة، يعمل حالياً على جمع أرشيف رقمي للصور والفيديوهات والعناصر التراثية والثقافية الفلسطينية، وصناعة شبكة إلكترونية يمثل كل طرف فيها منبراً لفلسطينيي الداخل والشتات، تنظم المعارض وتبقى متصلة بالفلسطينيين الذين يتعذر وصولهم إلى مقر المتحف. مبنى المتحف الضخم قيد الإنشاء في بيرزيت.
ومن المدن الرئيسية التي سيعمل فيها المتحف: القدس، حيفا، غزة، عمان، بيروت وغيرها..

في الفيديو التعريفي بالمتحف وعمله، نرى مشاهد أرشيفية من أعوام الاحتلال الأولى والتغريبة الفلسطينية: "اليوم، فلسطين الفكرة ما زالت قوية وحاضرة، لكن أساليب التعبير عنها غالباً ما يتمّ قمعها وتغييبها. هدفنا رفع الصوت الفلسطيني عالياً أينما كان، في كل أقاصي الأرض".
المشروع بغاية الأهمية بحيث يطمح ليتحوّل المنصة الأولى للصوت الفلسطيني والانتشار العالمي الذي يضمن، أو يسهّل على الأقل، طرح القضية الفلسطينية بأبعادها الثقافية والتاريخية والإنسانية قبل أي شيء، للقاصي والداني.

 

 

رابط موقع مؤسسة "التعاون"


وسوم: العدد 188