الإنســـان الــــدودة

أراد الإنسان أن يخطب ود الإنسانة. سألها عما تحبه فقالت له انها تحب اللون الأزرق والموسيقى وطوابير الاستفتاء.لم يلبس الولد بعدها إلا الأزرق، وأكثر من سماع المزيكا. وبالنسبة لطوابير الاستفتاء، كانت الإنسانة تكلمه بعد كل عرس ديموقراطي وتقول له: «انظر الطابور، ما أجمله!» كانت تنهي كلامها وهي تنظر له بتنهيدة: «لماذا لم يخلقك الله طابور استفتاء؟». كان يرتبك ويقول:
2012-12-19

شارك

أراد الإنسان أن يخطب ود الإنسانة. سألها عما تحبه فقالت له انها تحب اللون الأزرق والموسيقى وطوابير الاستفتاء.
لم يلبس الولد بعدها إلا الأزرق، وأكثر من سماع المزيكا. وبالنسبة لطوابير الاستفتاء، كانت الإنسانة تكلمه بعد كل عرس ديموقراطي وتقول له: «انظر الطابور، ما أجمله!» كانت تنهي كلامها وهي تنظر له بتنهيدة: «لماذا لم يخلقك الله طابور استفتاء؟». كان يرتبك ويقول: «لأنني إنسان، والإنسان عادة لا يكون طابور استفتاء». لم تكن تسمعه.
الإنسان كان مستعداً لفعل المستحيل من أجل إرضاء حبيبته. صحيح أن الموضوع بدا صعباً في البداية، لكن لا مستحيل يقف أمام الحب. قرر الإنسان التحول إلى طابور استفتاء. بحث الإنسان عن تشبيه ما لطابور الاستفتاء، فوجد أنها الدودة، وحدها تشبه طابور الاستفتاء، بدأ الإنسان يزحف على أربع، ليشبه الدودة التي تشبه بدورها طابور الاستفتاء.
تدرب الإنسان على مشيته كثيراً، كل يوم كان يمشي مسافة أطول، تدميه يداه وقدماه ولا يأبه، حتى اقتنع تماماً بأنه طابور استفتاء. المشكلة الوحيدة أن البنت لم تقتنع عندما رأته. لم تلاحظ تغييرا عليه أصلاً. شعر الإنسان بالإحباط.
شعر الإنسان بالإحباط ولكنه لم ييأس، قال إن المشكلة ربما تكون في الدود. ربما لم يختر تشبيها مناسباً. ومن أجل التأكد من هذا فتح صفحة «الدود» في الويكيبيديا. أول معلومة في الويكيبيديا كانت تقول إن الدودة هي كائن تطور في العصر الجليدي من سلالة طوابير الاستفتاء، ظل حجم الطابور يصغر ويصغر حتى تحول إلى دودة. أضافت الويكيبيديات ان ما يميز بينهما هو العقل. للدودة عقل ولكن طابور الاستفتاء لا عقل له. ولهذا، يمكن للطابور أن يتحول لدودة ولكن لا يمكن للدودة أن تتحول لطابور.
انتحر الإنسان.