ما نراه ونشاهده في عاصمتنا من عبث وتعديات من قبل الغوغاء والمجرمين على أملاك الدولة وأيضا الأملاك الخاصة، من خلال البناء في الحدائق وفي حواشي المقابر والشركات العامة، وفي ثنايا الغابات، وردود الطرق، يجعلنا نقول ان مسؤولي الإسكان والمرافق ينامون في العسل دون خجل. أعجبتني مداخلة أحد المواطنين في برنامج إذاعي قال فيه انه على استعداد لأن ينهي هذه العبثية في أيام لو أعطيت له الصلاحيات... الذي أعجبني هو ما تخفي هذه الكلمات من معنى أن الذي نشكو منه هي قلة العصا، فالردع والزجر والعقاب غابت، ما جعل كل من يملك بندقية أو قنبلة يعتقد أن بمقدوره العبث والفساد دون أن يخشى صولة القانون. إن ما نراه يحدث في مقطع الحجر بالظهرة من بناء محال على ضفاف الشارع خلف المقبرة. وما نراه من تعديات في باب بن غشير بجوار سينما الجمهورية وما نشاهده في بن عاشور من قطع الأشجار وبناء على الأراضي الزراعية (سنجد من يسأل وأين هي الأراضي الزراعية نقول لا.. فيه أراض زراعية هي في الأساس أوقاف، وأيضا في المخطط حدائق). وما نراه يحدث في شارع ميزران من مؤامرات للاستيلاء على الأراضي الفضاء المخصصة لإقامة مشاريع عامة للجميع، والواقعة بجوار مصرف الادخار، ناهيك عن استغلال الحدائق وإجبار الناس على اللجوء للمقاهي القسرية التي جعلت فيها، أو أخذها البعض عنوة في ظل حماية المليشيات المسلحة.
من مدونة السياسي الليبي