مجدداً: أمعاء خاوية في سجون الاحتلال!

2022-09-30

شارك
كاريكاتير للرسام علي خليل

"نشرع اليوم بإضراب مفتوح عن الطعام، مطلبنا هواء نقيّ، وسماء بلا قضبان، ومساحة حرية، ولقاءٌ عائليّ على مائدة".

بهذه المطالب التي تبدو لجلّنا معطىً طبيعيّاً ومسلّماً به، أعلن ثلاثون أسيراً إدارياً إضرابهم الجماعي المفتوح عن الطعام منذ 25 أيلول / سبتمبر الجاري، وذلك رفضاً لسياسة الاعتقال الإداري التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي كلّما رغب بإحكام قمعه. حتى الآن فالأسرى الثلاثون ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ويتوقع أن تدخل دفعة جديدة قوامها خمسون أسيراً، في الإضراب حسبما صرح رئيس هيئة شؤون الأسرى قدري أبو بكر.

وقد صدر يوم الثلاثاء 27 أيلول / سبتمبر بيانٌ عن هيئة الأسرى الفلسطينيين يصف الأساليب البشعة واللاإنسانية التي يتعرضون لها أثناء الاعتقال وثمّ في السجون. "تستخدم أبشع الطرق التنكيلية القاسية والبشعة بحق الأسرى الفلسطينيين أثناء اعتقالهم، حيث يتعرضون للضرب والتفتيش المذل والشتم بالألفاظ البذيئة. وأدلت الهيئة بشهادات أسرى تعرضوا للضرب أثناء اعتقالهم من خلال محامية الهيئة هبة إغبارية (...)"، بحسب البيان، الذي يذكر من جملة الأساليب: اقتحام البيوت ليلاً وكسر الأبواب أو الممتلكات وترهيب العائلات وعدم السماح للأسرى باستكمال ارتداء ملابسهم، وتعصيب العينين والضرب بالبنادق وسواها، ثمّ وضعهم في زنازين بظروف غير آدمية، بحيث تكون صغيرة للغاية ووسخة ومليئة بالحشرات والقاذورات وذات ظروف صحية مزرية، وصولاً إلى الإهمال الطبي العمد، ويمتدّ التعسف إلى تمديدات متتالية للاعتقال إدارياً وتنقيلهم بين السجون، والحبس أحياناً بلا تهمة أو محاكمة أو سقف زمني، وكل هذا بشكل لا يراعي أدنى حقوقهم القانونية والإنسانية.

فمنذ مطلع عام 2022 وحتى نهاية شهر آب / أغسطس، صدر ما يزيد عن 1360 أمر إداري بين أمر جديد أو تجديد لأمر سابق. ويبلغ عدد الأسرى الإداريين اليوم 780 أسيراً، وهو الرقم الأعلى منذ 7 سنوات، وبينهم أطفال ونساء وكبار سنّ ومرضى..

وغالباً ما يكثف الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري في أوقات الهبات الشعبية كوسيلة للضبط والقمع وخنق أي تحرّك شعبي، وهي سياسة تتخذ طابعاً انتقامياً، فتطال أكثر ما تطال الأسرى السابقين والمناضلينن الفاعلين على الأرض، كنوعٍ من "العقاب" على نشاطهم النضالي واستمراره.

سبق هذا الإضراب الجماعي ضد الاعتقال الإداري إضرابٌ استمرّ لـ62 يوماً عام 2014، وقد انتهى إلى اتفاق يوقف التمديد الإداري لفترات مفتوحة ويحدّدها لفترة أقصاها عامٌ واحد. ولكن، وكما عادة سلطة الاحتلال، فقد اختُرق ذلك الاتفاق مرات متعددة. كما نذكر "معركة الأمعاء الخاوية" عام 2017 التي شارك فيها نحو 1500 أسير فلسطيني في تحشيد ضخم للمشاركة ضد إجراءات الاحتلال الوحشية. ومؤخراً خاض الأسير المعتقل إدارياً خليل عواودة إضراباً فردياً عن الطعام استمرّ 171 يوماً، إلى أن وافقت سلطات الاحتلال على إطلاق سراحه بعد معركته التي خاضها بلحمه الحي..

كاريكاتير للرسام كارلوس لطّوف بمناسبة معركة الأمعاء الخاوية 2017

لقد كان الإضرابُ عن الطعام وما يزال وسيلة الأسرى الأخيرة - والناجعة رغم أكلافها المرتفعة عليهم - لرفع صوتهم عالياً في وجه التسكيت والتعتيم والتعسّف، فـ"واهمٌ من يعتقد أن اعتقالنا سيحوّلنا إلى حطام، فأينما وُجدنا تلك مساحةُ نضال"، هكذا أكّدوا في بيانهم الأخير.  

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...