تُفاجئْنا غزّة كل حِين بقدرتها على إعادة اختراع الحياة في أحلك الظروف وأكثرها رعباً. يَطلع القطاع المحاصر – أكبر سجنٍ مفتوح في العالم – لتوّه من عدوانٍ وحشي حصد 48 روحاً في غضون 72 ساعة لا غير. كلّما ذكرنا اسم غزّة، طالعتنا ذكريات حروب وصور مآسٍ وأخبار حصارٍ ودمار. ننسى أحياناً أن نذكّر أنفسنا بأنها مقاومةٌ أيضاً أن ننظر إلى مظاهر الاستمرارية والحياة والنجاح والفرح في تلك البقعة التي يمازجها الموت، إلّا أنها لا تموت.
صغار غزّة النائمين.. هل يَشبعُ الوحش؟
11-08-2022
ها هم مصمموها، شابات وشبان، يصنعون أزياءهم، رؤيتهم لأزياء غزّية مميزة، ويعرضونها. ضمن مشروع "خيطان غزة"، تَدرّب 12 مصممة ومصمماً على تطوير أفكارهم ورؤاهم للخروج بمجوعات أزياء تعبر عنهم. "خيطان" هو مشروع يهدف إلى تعزيز التمكين الاقتصادي للنساء والشباب في القطاع، بتعاون ودعم من "منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" "يونيدو" ووزارة الصناعة الفلسطينية. تأسس المشروع في عام 2019 تحت شعار "فلسطين الإبداعية"، واختار تصميم الأزياء تعبيراً عن التراث الفلسطيني، مستلهماً من عناصره ومعانيه. صار للمشروع مركزان لتصميم الأزياء الإبداعي في كلّ من جنين وغزّة، وكلاهما مجهّز بمرافق تسمح بالتصميم وصناعة النماذج الأولية والإنتاج.
خلال شهر آب / أغسطس الحالي، وعلى الرغم من كل الظروف المحيطة، تمّ إصدار مجموعتي أزياء "صنعت في غزة"، وقد سمّاهما المصممون "حياة" و"موج"، إذ تعكس الأولى حب الحياة فتحرر الشكل واللون – بل ويتحايل المصممون على عدم توفر عدد من المواد والأقمشة باستبدالها بغيرها بمرونة وعزم على إنجاز الزيّ، بينما تستلهم الثانية بحر غزّة في الحياكة والخطوط، حركته وأمواجه وانسيابه.
يكبر المشروع رويداً رويداً ليشكّل شبكات تواصل وتبادل بين شركات صناعة الألبسة والمنسوجات في غزة وبين المصممين والتجار. فهناك أكثر من 300 مصنع في القطاع توظّف آلاف العمال المهرة، ويعتقد القيمون على المشروع أن حركة صناعة الأزياء بإمكانها أن تفعّل قطاعاً يحوي من المواهب والإمكانيات الكثير.