- مع بداية عيد الأضحى مر أكتر من 100 يوم على إضراب الناشط المعتقل علاء عبد الفتاح عن الطعام، واللي لسه مستمر بسبب اعتراضه على المحاكمة غير العادلة وظروف حبسه غير الآدمية، تحديدا النهارده بيتم 103 يوم من الإضراب.
- بالرغم من الحملة الكبيرة اللي بيقوم بيها أسرته للتعريف بالإضراب بتاعه وبمطالبه الإنسانية العادلة، واللي بقت حملة كبيرة خارج مصر خاصة بعد اكتسابه للجنسية البريطانية، وبقى في صحف أجنبية كبيرة بتكتب عنه ودبلوماسيين أجانب بيتكلموا مع المسؤولين في مصر للإفراج عنه، إلا إن وزارة الداخلية وكل ممثلي الحكومة المصرية والمجلس القومي لحقوق الإنسان بيتعاملوا مع الموضوع بإنكار غريب.
- الإنكار ده قايم على فكرة واحدة قالها للأسف سامح شكري وزير الخارجية لأحد الدبلوماسيين الغربيين وقالها أكتر من حد على مواقع التواصل الاجتماعي، إزاي حد يقدر يضرب عن الطعام طول الفترة دي اللي وصلت أكتر من ١٠٠ يوم من غير ما يموت.
أنقذوا حياة علاء
16-09-2021
- طبعًا شيء مستفز إنه ده الشيء الوحيد اللي الدولة بتناقشه هو إزاي مبيموتش، مش بتناقش عدالة مطالبه ولا حقوقه كمسجون في الزيارات، وإنه ياخد رعاية صحية كفاية وساعات تريض طبقا للوائح السجون ويقدر يشوف ابنه وغيرها من مطالب إنسانية مشروعة جدًا، تاني واللي هي بنص القانون مش منحة ولا منة ولا جميل من حد.
****
طيب هل فعلا فيه ناس بتضرب الوقت دا كله بدون ما تموت؟
- ببحث بسيط على الإنترنت ممكن المسؤولين بتوعنا يشوفوا الأخبار المتوالية عن الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية اللي بيخوضوا معارك نضالية طويلة النفس في الإضراب عن الطعام للحصول على حريتهم، أشهرها حملة "معركة الأمعاء الخاوية" اللي أطلقها الأسرى الفلسطينيين، وكان فيها أرقام طويلة من الإضراب عن الطعام، أكبرها على الإطلاق لـ " سامر العيساوي" اللي أكمل 227 يوم من الإضراب عن الطعام وأفرجت عنه إسرائيل في ديسمبر ٢٠١٣.
- قبل سامر في كتير من الأسرى كانوا بيستمروا في الإضراب لأكتر من ١٠٠ يوم زي مثلًا مقداد القواسمة اللي أكمل ١١٣ يوم إضراب عن الطعام لحد ما قررت السلطات الإسرائيلية إنها تطلق سراحه في ٢٠٢١.
- كتبنا قبل كده من شهادة منى أخت علاء إنه بعد ما تم نقله من سجن العقرب لوادي النطرون، خفف الإضراب بتاعه لنوع تاني من الإضراب وهو اللي بياخد فيه الشخص ١٠٠ سعر حراري فقط في اليوم - الجسم بيحتاج ٢٠٠٠ سعر حراري على الأقل - وده بيمثل ٥٪ فقط من احتياجات الجسم، وبيحصل عليها من معلقة عسل أو لبن منزوع الدسم أو خيارة واحدة.
- شهادات أسرة علاء عن الإضراب كتيرة وبتوصف بدقة تأثير الإضراب على جسمه اللي بقى نحيف بشدة، بينما وزارة الداخلية وممثلي الحكومة بيقابلوا ده بالإنكار وبدون حتى توقيع كشف طبي عليه للتأكد من كل ده، وبيرفضوا عمل أي كشف طبي عليه من أي نوع ومن أي جهة، أو حتى إطلاع المحامين على تقارير طبية جادة.
******
- السؤال الأهم هل فيه جهة ما في الدولة منتظرة إنه علاء يحصله مكروه لاقدر الله لأنهم مش ناويين يفرجوا عنه أبدًا؟ ولا مستنيين مين يتدخل بالظبط عشان يفرج عنه؟ وهل كمواطن مصري مش حقه ياخد حقوقه إلا لما يتدخل له حد أجنبي؟ ده منطق مفزع ومخيف جداً.
- علاء عبد الفتاح كان من الوجوه المعروفة في الثورة، ومحبوس معظم الـ ١٢ سنة اللي فاتوا، من أيام مبارك لحد دلوقتي مرورًا بالمجلس العسكري وفترة الرئيس الراحل مرسي وفترة عدلي منصور، واتحكم عليه بالسجن والمراقبة لمدة ٥ سنين.
- علاء وصل عمره 40 سنة، ومحروم من إنه يعيش حياته بشكل طبيعي بسبب الاستهداف الشخصي ليه من وزارة الداخلية والأمن الوطني وأجهزة الدولة المختلفة، حتى مش عاوزينه يخرج من مصر زي ما غيره اتنازل عن الجنسية وسابوه يخرج!
- مش عارفين بصراحة الجهات اللي رافضة دخول علاء بتفكر في إيه، لو لا قدر الله علاء حصله مكروه وهو مواطن أجنبي هتتعامل إزاي، خاصة واحنا بنشوف كل يوم أخبار عن وفيات داخل السجون وناس معرضة للوفاة زي دكتور أبو الفتوح اللي نتمنى إنه ربنا ينجيه من الوضع السيء ده هو كمان.
- لسه بنطلق نداء وتحذير صادق قبل ما تحصل مصيبة كبيرة، ممكن يتعرض علاء عبد الفتاح على لجنة محايدة من نقابة الأطباء تثبت موضوع إضرابه بشكل طبي وعلمي، لأن لجان الداخلية دي بقت خصم وحكم في نفس الوقت، ويا ريت لو بحضور أعضاء من مجلس حقوق الإنسان اللي مفروض يتكلموا في القضية بناء على اللي يشوفوه بشكل موضوعي، وبالتأكيد في ظل الكلام عن الحوار الوطني ولجنة عفو، مش منطقي يبقى الدولة أو جهة فيها قاعدة بتستهدف شخص بالشكل دا.
- ياريت للمرة المليون حد عاقل يتدخل لوقف الانتهاكات دي ويفرجوا عن علاء واللي زيه من العشرات والمئات اللي محبوسين ظلم، ده فعلًا اللي يعمل حوار وطني حقيقي ويعمل انفراجة سياسية ويعمل هدوء في البلد.
