يُعتبر مهرجان أفينيون العريق – الذي تأسس عام 1947 – أحد أهم فعاليات الفنون المسرحية المعاصرة في العالم اليوم. يعود المهرجان في تموز / يوليو من كلّ عام ليحول مدينة أفينيون الفرنسية إلى مسرح مفتوح كبير، يستخدم التراث المعماري المميز للمدينة ويحيل الطبيعة والحجر جزءاً من سينوغرافيا مؤقتة لآلاف من الزوار والمقيمين والمسرحيين والفنانين الضيوف. تصير المدينة منتدى مفتوحاً لمدة شهر لكل أنواع النقاشات والعروض والأفلام وغيرها، وها هو هذا العام يقام في الفترة ما بين 7 و26 تموز / يوليو في نسخته السادسة والسبعين، تحت عنوان "الصمود"، ويستضيف بشكل خاص فريقاً كبيراً من الفنانين والفنانات الذين يمثلون فلسطين.
هنا لمحة عن برمجة المهرجان في دورته الحالية بمشاركات فناني فلسطين أو العروض التي تتناولها:
- "مِلْك" لبشار مرقص
مسرحية عن عالمنا بوصفه مأساة معاصِرة تحلّ كوارثه على أجساد النساء مرئية وملموسة حدّ الرعب. النساء اللواتي، من أجل أن يبقين على قيد الحياة، يحوّلن كل ما يحيط بهن ويلمسهن إلى منظر طبيعي أخاذ.
- "لا تصدقوني إن حدّثتكم عن الحرب" لأسماء عزايزة
تمتزج كلمات القصيدة للشاعرة الفلسطينية مع موسيقى هيا زعتري، كأنها ثورة بالكلمات.
- "في المشمش" لكارول صنصور
عرض أدائي يعرض لتجارب امرأة في أن تكون وحيدة، اجتماعية، أماً، طفلة... أن تنخرط في السياسة، في الحياة اليومية وأسئلتها... وفي معنى أن تكون "فلسطينية" واعية لهذه الهوية بشكل دائم.
- "شاعرات" لهنري جول جوليان، كارول صنصور، وأسماء عزايزة
شاعرات من فلسطين يلقين أشعارهن المعاصرة بأنفسهنّ.
- "الأرض تُورَّث كاللغة" لفرانك تورتييه وإلياس صنبر
عرض يستعيد أحد أعظم أصوات فلسطين الشعرية المعاصرة: محمود درويش. يتحدث العرض عن آلام المنفى، وعنوانه مستلهَم من قصيدة لدويش يقول فيها "إِنَّ الأَرضَ تُورَّثُ كاللغةْ... وأَمَّا المنافي فهي أمكنةٌ وأَزمنةٌ تُغيِّر أَهلها / وهي المساءُ إِذا تدلَّى من نوافذَ لا تطلُّ على أَحدْ".
- "إنها مسألة موازين فقط" عرض للودميلا دابو، عشتار المعلم، وبليد عليمباي
ما الذي يحفزّنا ويدفعنا؟ ما الذي يعثّر خطونا مع مرور الوقت؟ يعمل هذا العرض على تقاطعات الصوت والموسيقى وفنون السيرك لاستكشاف أجوبة عن هذه الأسئلة.
- "إذا نسيتك"، لأوليفييه ديروسو وستيفاني بيجان
إسقاط سمعي-بصري وثائقي، يعرض ما صوره المخرجان رفقة آخرين في جولتهم في شوارع القدس في نيسان/ أبريل 2022. يحاول صنّاع العمل إيجاد توليف ما بين الأرض وشقوقها الجغرافية، بين الجدران والاحتلال، بين الخريطة والقصيدة، لتقديم قراءة لواقع مدينة ترزح تحت الاحتلال الذي يطال كل مفاصلها، حجرها وبشرها.
- "استذكار"
الإسقاط السمعي-بصري هو نتيجة ورشة عمل تعاون فيها فنانون في المنفى وفنانو مدرسة أفينيون للفنون. يسأل العرض السؤال التالي: "ما هو أهم حدث في تاريخ بلدك بالنسبة إليك؟ وفي تاريخ العالم؟" يحاول المشروع تفعيل ذاكرتنا السياسية، ويدعو الجمهور إلى الإجابة عن هذه الأسئلة باستذكار حدث جيو-سياسي اختبروه أو سمعوا عنه وأثر بهم بشكل خاص، وبتوجيه من فناني الورشة، يسجل كلّ شخص شهادته بالطريقة واللغة التي يختارها أمام الكاميرا.
*****
في وقت يتزايد فيه التضييق على مشاركات الفلسطينيين في فعاليات عالمية - منها ما حصل مع محمد الكرد الشهر الفائت بإلغاء معهد "غوته" مشاركته في ندوات مؤتمر "أبعد من الجاني الوحيد: حول ديناميكيات اليمين العالمي" بسبب مواقفه من الاحتلال الإسرائيلي، ومنها موقف الإسرائيليين وتضييق بعض الجهات الألمانية من مشاركة فلسطين في معرض "دوكيومنتا" الدولي في مدينة كاسِل بألمانيا - يبقى حضور الفنانين الفلسطينيين والمناصرين لفلسطين فعالاً وحياً ومهمّاً في أماكن أخرى للقول "نحن هنا ولدينا الكثير لنقوله"!