فـــــي دولــــة القـانــون الممـتـــع

الفن من أجل الفن ليس مجرد شعار. إنه أسلوب حياة.يعني هذا أن الفن صار شيئاً ممتعاً في حد ذاته ولا يفترض به التأثير في الواقع. هكذا تبدأ مجموعة قليلة من رجال القانون في الشعور بالغيرة. لماذا الفن للفن وليس القانون للقانون؟ وجدل كبير يثور في الإعلام: «هل ينبغي على القانون أن يكون عادلاً (أنصار القانون الملتزم)، أم أن يكون ممتعاً (أنصار مذهب القانون للقانون). حرب ضروس بين الفريقين تنتهي
2012-11-28

شارك

الفن من أجل الفن ليس مجرد شعار. إنه أسلوب حياة.
يعني هذا أن الفن صار شيئاً ممتعاً في حد ذاته ولا يفترض به التأثير في الواقع. هكذا تبدأ مجموعة قليلة من رجال القانون في الشعور بالغيرة. لماذا الفن للفن وليس القانون للقانون؟ وجدل كبير يثور في الإعلام: «هل ينبغي على القانون أن يكون عادلاً (أنصار القانون الملتزم)، أم أن يكون ممتعاً (أنصار مذهب القانون للقانون). حرب ضروس بين الفريقين تنتهي بانتصار الثاني. التاريخ ينتصر للمتعة. والجدالات العامة تتغير: لماذا على القانون أن يكون موجوداً حتى حينما يكون الطرفان راضيين بغيابه ولا يمارسان العنف؟ لأن القانون، كعمل فني، ينبغي أن يكون ممتعاً بحد ذاته. وفنانو القانون التجريبيون، يبتكرون طول الوقت أحكاماً مبتكرة يتم استخدامها ضد المواطنين.
يصرخ المواطن حينما يتم حبسه 35 عاماً بسبب كلمة قالها على الإنترنت، فيميل عليه ممثل الادعاء ويسأله عما به. المواطن لا يفهم السؤال: «عادي يا باشا. انا بصرخ عادي يعني».
- )بدهشة) يعني مش عاجبك القانون؟
- مش فاهم يا باشا.
- يعني هل شايف ان فيه حد عمل القانون دا قبلنا؟ (يخرج كتاباً مطوياً في سترته) احنا عملنا في القانون دا مزج بين الرعب والسخرية والبهجة. ماحدش استخدم الثيمات دي مع بعض قبل كدا.
- مش عارف والله. بس انا اتضايقت شوية.
- )يتمتم بصوت منخفض وحكمة) الإبداع يولد من رحم الحزن يا عزيزي. من رحم الحزن.
يهز المواطن/ المتلقي رأسه ويعاهد نفسه على محاولة الاستمتاع بتذوق القانون الجديد في الـ35 عاماً القادمة التي سيقضيها في السجن.

كتب نائل ورسم مخلوف