سارة حجازي... "ولكنني أسامح"..

2022-06-16

شارك
رسالة سارة للعالم

"إلى إخوتي، حاولتُ النجاة وفشلت، سامحوني.

إلى أصدقائي، التجربة قاسية وأنا أضعف من أن أقاومَها، سامحوني.

إلى العالم، كنتَ قاسياً إلى حدٍّ عظيم، لكنّني أسامح".

هذا نصّ رسالة سارة حجازي الأخيرة إلى العالم قبل انسحابها منه انتحاراً منذ عامين، في 14 حزيران / يونيو 2020. كانت سارة مناضلة سياسية، شيوعية، كويريّة. ساهمت في تأسيس "حزب العيش والحرّيّة الاشتراكي" في مصر، واعتقلت على خلفية رفعها لعلم قوس قزح أثناء حفلة لفرقة "مشروع ليلى" في القاهرة عام 2017، بتهمة الترويج للمثلية والتحريض والفجور.

سارة في حفل فرقة مشروع ليلى رافعة علم قوس قزح

"كانت كهرباء. جرى تعذيبي بالكهرباء"، تقول في شهادتها عن مرحلة السجن، "وجرى تهديدي بإيذاء أمّي إن أخبرتُ أحداً، أمي التي ماتت بعد مغادرتي (...) لم يكتفِ النظام بتعذيبي، بل حرّض رجال قسم السيدة زينب نساء التخشيبة على التحرش الجنسي واللفظي بي". انتحرت سارة في كندا التي سافرت إليها بعد خروجها من السجن للعلاج من آثار اكتئاب ما بعد الصدمة. "كانت عايزة العالم يكون أحسن. بسّ. دي أحلامها كلّها"، قال محاميها وصديقها مصطفى.. "سارة انتحرت، لكن الدولة والمجتمع قاما بقتلها على مدار 3 سنوات".

يستعيد رفاقها في النضال في ذكراها الثانية هذا العام الشابة التي رحلت عن 31 سنة، ونعتها الأحزاب والمجموعات الثورية في مصر. "المناضلة الاستثنائية سواء في قضايا الجندر أو النسوية أو الطبقية" التي "كانت تتضامن مع المعتقلين السياسيين، ولم تدَّخِر جهداً في التضامن مع نضالات العمال ضد استغلالهم وإفقارهم"، و"المؤمنة بحقّ الجميع في العيش بكرامة وحرّيّة دون استغلالٍ طبقي أو تمييزٍ مبني على النوع أو الهويّة الجنسيّة"، والناشطة التي "تُعبّر عن آرائها بشجاعةٍ نادرةٍ"...

من أجل كل ما تمثله سارة لجيل كامل يحلم مثلها بعالم أفضل وأكثر تسامحاً، أطلق أصدقاؤها موقعاً إلكترونياً باسمها ليكون مرجعاً يضمّ صورها ومدوناتها، وبالأخص مذكراتها ويومياتها في سجن القناطر، تلك التي رغبت هي بنشرها لتُعلن معاناتها وصنوف العنف والاضطهاد الذي واجهته.

"إنّ خطاب الكراهية والمجتمع الأبوي أسلحة قتل ممنهجة لا تُجرّمها القوانين"، يؤكد رفاقها الذين يتصدون اليوم لحملة كراهية مستمرة ومستعرة كلما أتى ذِكر سارة في منشور أو صورة! لنروِ قصتها إذاً، رفضاً لذلك القتل الممنهج الذي يسعى خلف أنقى شباب مجتمعاتنا، متقصّداً خنق أملهم، ولنستلهم مقاومة ذلك الشبح في كل ميادين الحياة، وفاء لسارة ومَن رحل مثلها، وخصوصاً لمن بقي..   

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...