سيناء "لا تنتظركم"

باسم المهرجانات المُحِبة للفنّ والسلام وخلق "عالم جديد" و"وعي جديد"، أعلنت شركتان إسرائيليتان في آذار/مارس الماضي تنظيم مهرجانين موسيقيين في مدينتي طابا ونويبع في شبه جزيرة سيناء بمصر، ويتولى الأمن الإسرائيلى "تأمين" المهرجانين، قادماً من فلسطين المحتلة!
2022-04-22

شارك
ملصق ترويجي لمهرجان نابيا

نيسان/أبريل "أكثر الشهور لؤماً" كما تقول إحدى الأغنيات. فيه قُتل أكثر من 30 طفلاً بقصف إسرائيلي على مدرسة في قرية بحر البقر في مصر عام 1970. وفيه أيضاً قُتل نحو 55 طفلاً آخرين في قصف لمركز للأمم المتحدة في قرية قانا في لبنان عام 1996.. هذا نيسانٌ آخر نتذكرّ فيه، ولكنه لا يعني شيئاً إطلاقاً للإسرائيليين الراغبين في الرقص على أنغام موسيقى "السايكديلك" ولا لبعض فنادق الترفيه التي لا تفهم إلّا لغة الأرباح. فالشباب الإسرائيليون يرغبون في الاحتفال هذا العام في صحرائهم المفضلة: سيناء، والفنادق سارعت للتلبية!

باسم المهرجانات المُحِبة للفنّ والسلام وخلق "عالم جديد" و"وعي جديد"، أعلنت شركتان إسرائيليتان في آذار/مارس الماضي تنظيم مهرجاني "وي غراونديد" و"نابيا فيستيفال" الموسيقيين في مدينتي طابا ونويبع في شبه جزيرة سيناء بمصر. يأتي هذا بالتزامن مع إعلان بدء العمل على أول خط طيران مباشر بين تل أبيب وشرم الشيخ المصرية في السابع عشر من الشهر نفسه من جهة، وبالتزامن أيضاً مع ذكرى تحرير سيناء المصادِفة يوم 25 نيسان/أبريل.

منظمو مهرجان غراوندد استخدموا في دعايتهم صورة قلعة صلاح الدين في طابا في جزيرة فرعون

لكنّ المهرجانات لم تمرّ دون اعتراض شعبي، فحملة مقاطعة إسرائيل في مصر قادت تحركاً واسعاً يدعو إلى إلغاء إقامتها والضغط الشعبي بهذا الاتجاه، وجاء في بيانها: "مهرجان إسرائيلي على أرض سيناء يقول فيه المنظِّمون "أعظم انتصار لنا هو وجودنا"! العدو الصهيونى يتفاخر بإقامة مهرجان على أرض سيناء وكأنها محتلة من جديد!"

وأكمل البيان أنّ الأخطر من ذلك هو أنّ الأمن الإسرائيلى هو الذي سيقوم "بتأمين" المهرجانات، قادمين من فلسطين المحتلة بعدما حصلوا على التصاريح بدخول سيناء، مشيراً إلى أنّ مؤسس الشركة المنظّمة للمهرجان هو ضابط فى جيش الاحتلال الإسرائيلي، داعيةُ المصريين لمقاطعة "فندق توليب" (تابع للشركة الوطنية للفنادق والخدمات السياحية، إحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة!) و"منتجع نويبع" و"منتج تايم كورال" التي تقام فيها الحفلات أو التي تستضيف النزلاء الإسرائيليين، عبر التدوين ضد إقامتهم للمهرجانات على صفحاتهم وتقييمهم سلبياً على كلّ مواقع الحجوزات الإلكترونية للضغط عليهم.

وبفعل الضغط، تراجع فندق "توليب" عن استضافة مهرجان "نابيا" الذي كان مقرراً بين 17 و20 نيسان/أبريل، إلا أنّه أبقى على حجوزات النزلاء الإسرائيليين، وأعلن المهرجان عن نقل موقعه إلى منتجع نادي نويبع "سيناء بيتش كلوب"، مؤكداً أن الموقع الجديد مؤمن من قبل السلطات المصرية، ويقع بالقرب من الحدود المصرية/ الفلسطينية المحتلة. أمّا مهرجان "غراوندد"، فبرنامجه مقرر بين 20 و23 نيسان/أبريل، وهو يفاخر على موقعه الإلكتروني بأن مكان إقامته لمهرجانه في نويبع كانت قاعدة للبحرية المصرية قبل أن يتحوّل إلى "قرية ترفيهية للإسرائيليين" في الستينات بعد احتلال اسرائيل لشبه جزيرة سيناء!

"سيناء تنتظرنا" هو الشعار الترويجي الذي استخدمه مهرجان نابيا الذي أقيم في موعده على الرغم من الضغط الشعبي، مع كل ما يحمله ذلك الشعار من معانٍ متضمّنة تستثير أحلام الإسرائيلي وتستفزّ شعور المصري. في الأثناء، يقام مهرجان غراوندد في هذه الأيام مع استمرار حملة المقاطعة في مصر بالدعوة للضغط ضدّ المنتجعات والفنادق المضيفة، تزامناً مع تكثيف الاحتلال الاسرائيلي لجرائمه اليومية في فلسطين التي تشهد هبّات مقاومة لا تنضب. وهذه سيناء بدورها، التي قُدِّم في سبيلها دم مصري غالٍ، تستأهل هبّات ضغط ضد التطبيع لا تهدأ، بل تقول "سيناء لا تنتظركم"!

******

فيديو شاركته صفحة BDSEgypt على تويتر يظهر احتفالات مهرجان نابيا الإسرائيلي في سيناء: https://bit.ly/3MhqWH6

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...