كل الايام وانتن بخير!

2022-03-08

شارك
المرأة تسند الجميع

وجوههنّ لا تعدّ ولا تحصى.. تلك النساء اللاتي يدفعنَ الحياة – بكلّ جوانبها – قدماً، أيّاً كانت ظروفهنّ وأينما وُجدنَ. رأيناهنّ هناك في الخارج، في الصفوف الأمامية في الانتفاضات والثورات، كما في الداخل، في البيت وعند الجدّات صاحبات الرأي والحيلة، وفي الأحاديث الحميمة التي تتكشف فيها الطموحات والخيبات بين صديقتين، كما في أخوّتهن في كثير من المجالات الاجتماعية والنسوية والسياسية. وهنّ في كل تلك الساحات وسواها متسلّحات بقيمة كونهنّ فاعلات، حتى في أكثر المجتمعات أو الظروف قمعاً لهنّ أحياناً. نجدهنّ قادرات على إيجاد طريق لفعل ما يجدنه مجدياً لهنّ ولمن يقمن بإعالتهنّ في حالات كثيرة، وللمجتمع بوجهه الأعمّ كذلك.

____________
من دفاتر السفير العربي
التفاوت: مكانة النساء بين "الاعتقاد" الشائع والسائد وبين الواقع والوقائع
____________

ولأنّ وجوههنّ لا حصر لها، وجدنا في أعمال الرسامة المصرية جاذبية سرّي (وُلدت عام 1925 وتوفيت في تشرين الثاني / نوفمبر2021) فرصة مناسبة لاستعادة ومعاينة مواقعهنّ المختلفة كما تجسدها في لوحاتها، حيث الأمّ والمربية والطالبة والمدرّسة والمناضلة والفلاحة والعاملة. قد تقف إحداهنّ في اللوحة مطوّقة بذراعها صديقتها، تسند كتفها تضامناً، أو تسند الرجال والجموع، الطلاب والعمال. تقعد القرفصاء، تحضّر دجاجة لعائلتها، تعلّم وتُلهِم الفتيات الصغيرات في المدرسة، تجلس وحدها في غرفتها شاردة أو عارية في تصالح مع جنسانيتها...

عام 1952، رسمت جاذبية سرّي مزارعة تنحني قبل سقوطها أرضاً، فيما يحاول 3 رجال وطفل مصريون التقاطها (بخطوط وحركات أيدٍ تذكّر بالرسوم الفرعونية). في خلفية اللوحة صفّ من العساكر والأسلاك الشائكة. كانت لوحتها تلك إهداء لروح "أم صابر"، الفلاحة التي قتلت عام 1951 لأنها قاومت الإنكليز، ثمّ ألهمت بعض تحركات النسويات المصريات (ومنهنّ رسامات شهيرات مثل أنجي أفلاطون) اللاتي خرجن رافعات صورها بعد استشهادها.. والمقاومةُ ساحة أخرى تتحرك فيها نساء مجتمعاتنا في الماضي والحاضر.

لوحة أم صابر 1952

مواضيع هذه اللوحات، والنساء الحقيقيات التي تعبر عنهنّ، حركةٌ مستمرة في عالم يظهر ويستبطن أبويّات متعددة عميقة تريد لهنّ السكون.  

تظاهرة نسوية بقيادة الفنانة إنجي أفلاطون عام 1951 ترفع صور فاطمة - أم صابر التي قتلت على يد الجنود الإنكليز (أرشيف مصر)