التكسير الهيدروليكي: مخاطر أنشطة مجموعة بيرنكو في تونس

في ولاية قبلي جنوب تونس، تقوم شركة بيرينكو Perenco الفرنسية البريطانية، منذ أكثر من عقد من الزمان، باستخراج النفط والغاز بطرق غير تقليدية متسببةً في أخطار بيئية وصحية جمّة ومحتمية بإطار قانوني مبهم. تحقيق ينشره موقع "إنكفاضة" بالشراكة مع المنصة الإعلامية الفرنسية "بلاست Blast".
2022-02-10

شارك
الرسم من انجاز حذامي الصمداحي، موقع "إنكفاضة".

منذ عدة سنوات، لا تكاد مسألة استخراج الغاز بتقنيات "غير تقليدية" تهدأ حتى تعود لتظهر من جديد. نشاط استخراجي لا تستحي عدة شركات من تصويره كفرصة اقتصادية واعدة رغم نتائجه الوخيمة على البيئة والسكان. غير أن هذه المخاطر لم تمنع بعث عدد من المشاريع يقودها عمالقة الطاقة على غرار شال Shell و بيرينكو Perenco.

أثار إعلان شركة شال منذ عام 2012 عن مشروع استكشاف الغاز الصخري جدلا واسعا زاده احتداماً نبأُ عقدٍ تعتزم الشركة من خلاله حفر زهاء 742 بئرا في منطقة القيروان واستخدام تقنية التكسير الهيدروليكي "غير التقليدية" أو "الفراكينغ Fracking".

ويكمن خطر "التكسير" في تلوث المياه الجوفية جراء حقنها بالمياه بضغط مرتفع وخلطها بمختلف المواد الكيميائية المضافة بغاية تفتيت الصخور العميقة الغنية بالوقود الأحفوري. وهي ممارسة حظرتها فرنسا منذ عام 2014.

ويُعرف هذا النوع من الآبار الاستخراجية بربحيته السريعة، يقابلها استهلاكٌ مفرط للمياه لا يخلو من مخاطر تتترقّب تونس المحسوبة من بين 33 بلدا مهددا بشح المياه بحلول عام 2040، وفقا لمعهد الموارد العالمية، ولكن هذا لا يمنع الشركات الكبرى بما فيها بيرنكو التي تعد أكبر مجموعة للنفط والغاز في أوروبا، من الانخراط في أنشطة استخراجية خطيرة على المياه الجوفية والبيئة.

صورة قمر اصطناعي مشبوهة

تخلّت شال في عام 2015 عن مشروعها في القيروان، وفي العام ذاته نشرت مؤسسة هاينريش بول شتيفتنغ تقريرا بعنوان "الغاز الصخري في تونس: بين الواقع والأساطير" وجهت فيه أصابع الإتهام هذه المرة نحو شركة بيرنكو، وضمّنته صورة التقطها قمر اصطناعي لبئر تستغله الشركة الفرنسية البريطانية ويقع في منطقة تحتوي على احتياطيات من الغاز الصخري وتحيط به عدة أحواض لتخزين بالمياه، غير أن بيرينكو تصرّ على أنها لا تستغل سوى ما يسمى بالاحتياطيات "التقليدية".

وعلى الرغم من هذه الصور، نفت شركة بيرنكو والشركة التونسية للأنشطة البترولية ETAP وقوع أي نشاط غير تقليدي على الإطلاق، كما أكدت هذه الأخيرة في عام 2013 أنه "لم يسبق لتونس أن استخرجت الغاز الصخري". وتدير هذه الشركة العمومية حقل الفرانيق الذي تملكه بالشراكة مع بيرنكو.

صورة القمر الاصناعي التي نشرتها منظمة هاينريش بول شتيفتنغ لحقل الفرانيق الذي تستغله بيرنكو، 12 ديسمبر 2012 عبر خدمة قوقل إيرث.

الغاز المضغوط، مورد "غير تقليدي"

رغم تتالي هذه التصريحات، أمكن إثبات وجود ثماني حالات تكسير هيدروليكي على أقل تقدير على معظم الآبار في حقل الفرانيق وتحديد عمقها، ذلك ان استخراج الموارد غير التقليدية يستوجب حفر عمق كبير يناهز 3000 متر تحت سطح الأرض في كل المواقع.

خزان الحمراء (ويُراد بالخزان هنا الطبقة الجيولوجية التي تحتوي على جيوب من المحروقات الخام المستخرجة) التابع لامتياز الفرانيق هو من قبيل الخزان "المضغوط" المحاصر في طبقة من الكوارتز تقع على بعد بضع مئات من الأمتار فقط من الصخرة الأم، حيث يتركز جزء من احتياطيات غاز الشيست.

بقية التحقيق على موقع إنكفاضة.

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...