25 يناير... شبح الربيع الذي فات

2022-01-27

شارك

مرّت 11 سنة بالتمام على ثورة يناير في مصر. 11 سنة كانت مليئة بالتغيرات، بالإحباط بعد نشوة النصر، بخروج معتقل ودخول آخر السجن، بصعود ديكتاتوريات جديدة، بدفع الأثمان الباهظة جداً للحلم، وبالفخر في الوقت نفسه، الذي يأبى التنكّر للثورة في كل ذكرى لها، كل عام في شهر كانون الثاني/ يناير.

"عيش، حريّة، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانيّة". كانت ثورة مكتملة الوضوح...

يوم 8 شباط فبراير 2011 تحية الى غزة (تصوير بيير سيوفي)

أين أبناء الثورة اليوم؟ بعضهم يعيش حياة عادية بقلب ثقيل، وبعضهم في السجن منذ سنين. بعضهم صارت حياته عبارة عن اعتقالات متكررة ومكوث متقطع بين الحرية المراقَبة والزنزازين الكئيبة، بعضهم خارج البلاد، والكثير الكثير منهم ما زالوا مناضلات ومناضلين، مواطنين عمالاً ومكافحين وجيلاً شهد على الحدث الجلل ويصدّق صِدقه، وهم في السنة الحادية عشر ما زالوا يعرّفون عن أنفسهم بعبارة "أنا شاركت في ثورة يناير"، التي نشروها على صفحاتهم الإلكترونية، ليقولوا أنّ هذه بحدّ ذاتها قيمة جامِعة لمصريين من أطياف شتى.

في هذا السياق، توجهت صفحة "الموقف المصري" على فيسبوك للمصريين ممن عاصروا الثورة وشهدوا يومياتها من جهة، ومن جهة أخرى، للأجيال الجديدة التي بدأ وعيها يتشكل الآن، بعد أكثر من عشر سنوات على الثورة، وسط روايات كثيرة عنها، منها ما يمجدها ومنها ما يتهمها بشتى التهم: "ندعو كلّ مصري أو غير مصري حضر وقت الثورة يكتب تحت هاشتاج #افتكر_يناير عن أحداث الثورة اللي حضرها وأثرت فيه، ويوجه كلامه لكل اللي محضرش، وعن أبرز الحقائق والوقائع عن أحداث الثورة وكل النقاش اللي اتفتح بعدها."

ستنشر الصفحة مشاركات على مدى الأيام القادمة "تفتكر يناير" 2011. لكن كما في كل عام، وبدون دعوة أو محرّك، يستعيد المصريون من تلقاء أنفسهم ذكرى الأيام الـ18 في الساحات والشوارع، تلك المشحونة بكلّ احتمال وأمل. وتنهال الصور من جديد، والأغنيات والأشعار، في زمن لا يعكس واقعه طموحات تلك اللحظة، ولكنه يفتح الباب أمام إعادة التأمل بها وبما تلاها...

***

في تلك الثورة كتب الشاعر أمين حداد، ابن شاعر العامية المصرية فؤاد حداد:

"أنا اللى باكتب شعر بالطباشير
وانتي في إيدك بشاورة (ممحاة)
لا حتمسحي من قلبي ثورة مصر
ولا تمسحي من قلب مصر الثورة".

وفيها غنت فرقة "كايروكي"، "ياه، يا الميدان. كنت فين من زمان؟ هدّيت السور. نوّرت النور. لمّيت حواليك شعب مكسور."

وفيها قال الكاتب الفلسطيني، الذي أقام في مصر قسطاً من عمره، مريد البرغوثي: "25 يناير 2011 هي السنة الجديدة، كلّ السنواتِ بعدَها قديمة."

أمّا علاء عبد الفتاح، الذي سرقت منه أنظمة متلاحقة سنوات شبابه في اعتقالات متتالية، فقد أرسل منذ أيام قليلة خلاصة أمنياته في رسالة لوالدته المناضلة ليلى سويف عشية الذكرى الحادية عشرة للثورة: "كل سنة وانتِ طيبة، ويا ربّ أشباح يناير تفضل حاضرة على طول".

______________

الصور:

- في مشروعه الفوتوغرافي، عرض المصور المصري محمود خالد مجموعة صور تقارن حال الشوارع التي شهدت تحرك الناس في ثورة يناير على امتداد 18 يوماً، منذ بداية التظاهرات وحتى يوم تنحّي حسني مبارك عن الرئاسة. رصدت الصور حركة الناس، العنف، الأمن وإغلاق الشوارع والكر والفر فيها بين بداية الثورة وآخرها. هي تلك الشوارع التي اكتسبت معانٍ وملامح جديدة في غضون أيام قليلة، كانت كافية لموت عالم قديم، وولادة آخر بدا أن كلّ شيء فيه ممكن التحقق...

المصدر: https://bit.ly/3ILjtyq

- المصور أحمد ناجي دراز، عن مدونته الفوتوغرافية التي يوثق فيها أيام الثورة: https://ahmednagydraz.wordpress.com/

- المصور الراحل بيير سيوفي عن صفحته: https://bit.ly/3AADHrI


وسوم: العدد 484

مقالات من العالم العربي

"شنكَال"؟

فؤاد الحسن 2024-12-23

لا يقبل الدين الإيزيدي الراغبين في الانتماء إليه، الذين لم يولدوا لأبوَين إيزيديين. وهو بذلك، كديانة، ليست تبشيرية، ولا نبي أو رسول للإيزيديين، وهذا ما يجعل علاقتهم مباشِرة مع خالقهم،...

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.