في العاشر من حزيران/ يونيو الجاري، سرت شائعةٌ في الجزائر تقول إنّ خدمات الإنترنت ستنقطع عن البلاد لمدة 12 ساعة في اليوم التالي، فضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر، وصار هاشتاغ ATBlackOut الأكثر تداولا بين تغريدات الجزائريين. بين السّاخرين الّذين علّقوا بأنّ الإنترنت منقطع في الجزائر طوال الوقت أصلاً، وأولئك الّذين أعطوا الأمر أبعاداً سياسيّة، ظهرت تغريداتٌ مغايرة. أحد الجزائريين نشر صورةً لمجموعة أشخاص غارقين في النظر إلى هواتفهم الذّكيّة، ما عدا شخص واحد يشير إليه تعليق كُتب تحت الصورة بالإنكليزية: ضُبط رجلٌ متلبّساً بالنّظر إلى العالم الحقيقيّ! مغرّد آخر كَتب: يوم وطنيّ جديد في الجزائر، سنقضي نصف يومٍ مع العائلة!
ارتفع عدد الجزائريين الّذين يستخدمون الإنترنت من مليون و290 ألفا (5.8 في المئة من السكان) عام 2005 إلى حوالي ستة ملايين و670 ألفا (17.2 في المئة) عام 2014. وكما في كلّ مكان، يزداد هذا الرّقم باضطراد. ورغم أنّ لا غنى عن الإنترنت في الحياة العمليّة والعلميّة هذه الأيّام، إلّا أنّ التعاطي مع فكرة انقطاع الإنترنت 12 ساعة بهذا الزّخم مدهش و.. محزن .
في كتابه "بَرمج وإلّا تمت برمجتك"، يقول المنظّر الأميركي دوغلاس روشكوف: "إنّ الجهاز العصبي البشري موجودٌ في الزمن المضارع، فنحن نعيش في لحظة آنيّة مستمرّة ويمرّ الوقت علينا بشكلٍ متواصل، بينما التكنولوجيا الرقمية موجودة خارج الزمن. وعندما تندمج عقولنا وأجسادنا مع هذه التكنولوجيا المنحازة ضدّ الزّمن، ننتهي إلى الانفصال عن صيغ التناغم والتسلسل والاستمرارية التي تمنحنا التّوازن". وقبل عدّة أشهر، انتشر فيديو على الإنترنت يحثّ النّاس إلى النّظر نحو الأعلى والتخلّي عن هواتفهم الذّكية للحظات. معظم الذين شاهدوا هذا الفيديو - وأنا بينهم - شاهدوه وهم ينظرون إلى أسفل!
بالعودة إلى الجزائر، اضطرت الضّجة التي ثارت حول الموضوع إلى حمل وزيرة الاتصالات على التوضيح بأنّ كل ما في الأمر هو أنّ الوزارة تجري عملية تحديث للبنية التحتية لشبكة الإنترنت وأنّه قد ينقطع لفترات محدودة في بعض المناطق نتيجة ذلك. أوقف ذلك تفاعل المسألة افتراضياً، وكانت آخر تغريدة على هاشتاغ ATBlackOut يوم 12 حزيران: هل حدث الأمر أم لا؟
Alors, ça s'est passé ou pas? #ATBlackout
— Amine AM (@AmineAitou) June 12, 2015
