ليست حربنا: رؤية الشباب اليمني والمجتمع المدني للسلام

تنظر هذه الورقة البحثية الصادرة عن "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية" إلى تصورات الشباب حول الصراع في اليمن والأطراف المنخرطة فيه وأسبابه وسيناريوهات إنهائه. كما تتناول آثار الحرب الاقتصادية والاجتماعية لا سيما على الفئات المهمشة، وتأثر العمل التطوعي خلال النزاع. ثم تستكشف الورقة تصورات الشباب حول عملية السلام والفاعلين الذين يؤثرون على السلام ورؤيتهم لتحسين مسار السلام.
2022-01-06

شارك
شاب يلتقطون صورة معًا بعد صلاة عيد الأضحى في تعز في 20 يوليو/ تموز 2021. صور لمركز صنعاء تصوير أحمد باشا

ملخص تنفيذي

مضت سبع سنوات منذ استيلاء جماعة الحوثيين المسلحة على صنعاء واندلاع الحرب الطاحنة والمستمرة حتى الآن، عقب إعلان تحالف عسكري بقيادة السعودية التدخل عسكريا في اليمن، فشل في تحقيق هدفه المعلن، المتمثل بإعادة الحكومة المعترف بها دولياً إلى السلطة. كما فشلت أيضاً كل الجهود التي قادها مبعوثو الأمم المتحدة والرامية لإنهاء النزاع.

ولتحقيق السلام المستدام، لا بد من إشراك الشباب اليمني لا سيما وأن أغلبية سكان اليمن هم ما دون سن الثلاثين. نشط الشباب في سياق مبادرات المجتمع المدني والتطوع خلال الحرب، وانخرطوا أيضاً في القتال على جبهات الحرب المختلفة لأسباب عدة، منها تقلص فرص العمل والحصول على التعليم.

تعرض هذه الورقة آراء الشباب من عشر محافظات يمنية استناداً إلى 39 حلقة نقاش بؤري، ناقش خلالها المشاركون مواضيع تتعلق بالحرب الجارية وأسبابها وأطرافها وسبل إنهائها . يسر هذه النقاشات أعضاء منتدى سلام اليمن، أحد مبادرات مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية.

رأى المشاركون في حلقات النقاش أن أبرز آثار الحرب تتمثل في:

-تضرر الروابط الأسرية والاجتماعية: دفع القتال والفقر بالعائلات إلى النزوح من منازلها، الأمر الذي فرق أفراد العائلة الواحدة، فضلاً عن عوائق التنقل، وانقسام مواقف أفراد الأسرة الواحدة أحيانا بين أطراف الصراع المختلفة.

-تعطل العملية التعليمية، خاصة بعد أن أصبح التنقل – داخليًا ودوليًا – أكثر صعوبة، وانخفاض عدد الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على الالتحاق بالتعليم العالي. دُمرت الكثير من المدارس أثناء القتال أو توقفت عن العمل، وغادرها الكثير من المعلمين بسبب عدم دفع رواتبهم، وانقطاع كثير من التلاميذ عن الدراسة لاضطرارهم إلى النزوح من مناطق مدارسهم.

-ولكن الكثير من الأشخاص يتطوعون ويشاركون في أنشطة المجتمع المدني لتقديم المساعدة لمن هم بحاجة إلى الإغاثة الانسانية. يساهم المدنيون في مساعدة المنظمات غير الحكومية على توزيع المساعدات.

-هناك شك عميق حول ما إذا كان الفاعلون المحليون يعملون استناداً إلى حاجات المجتمعات المحلية الملحة، حيث يشير كثيرون إلى أن مواقفهم مرهونة باهتمامات الممولين الخارجيين.

-يجب بذل جهود حقيقية لإشراك الشباب اليمني في مفاوضات السلام لضمان الاستماع إلى الأشخاص المُلمّين بالوضع على أرض الواقع ، ومراعاة مصالحهم في خطط ما بعد الصراع.

تنظر هذه الورقة إلى تصورات الشباب حول الصراع والأطراف المنخرطة فيه وأسبابه وسيناريوهات إنهائه. كما تتناول آثار الحرب الاقتصادية والاجتماعية لا سيما على الفئات المهمشة، وتأثر العمل التطوعي خلال النزاع. ثم تستكشف الورقة تصورات الشباب حول عملية السلام والفاعلين الذين يؤثرون على السلام ورؤيتهم لتحسين مسار السلام.

توفر الورقة في النهاية توصيات للمنظمات الدولية، بما فيها مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، منظمات المجتمع المدني اليمني وأطراف الصراع الداخلية والسلطات المحلية وتشمل:

-إدراج الملف الاقتصادي كأولوية إلى جانب الملف السياسي في أي محادثات سلام للحد من تدهور الوضع المعيشي لليمنيين والضغط على الحكومة المعترف بها دولياً وسلطات الأمر الواقع بصنعاء، لتوحيد السياسات النقدية في اليمن.

-حث المانحين على دعم قطاع التعليم عبر دعم مؤسسات التعليم المحلية وإيجاد فرص تعليمية خارج اليمن لما بعد الثانوية للطلاب اليمنيين.

-تمويل مشاريع تشمل النازحين والمجتمعات المضيفة، تحديداً مشاريع التمكين الاقتصادي والدعم النفسي، كون ذلك يساعد على الاندماج ويعزز ثقافة العيش المشترك.

-تصميم ودعم برامج، بما فيها منتديات حوار مجتمعية، لتوعية الشباب والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي بأهمية التنوع والقبول بالآخر ومخاطر خطاب الكراهية.

***

الورقة البحثية كاملة على موقع "مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية". 

مقالات من العالم العربي

ثمانون: من يقوى على ذلك؟

إليكم الدكتورة ليلى سويف، عالمة الرياضيات المصرية بالأصالة، البريطانية بالولادة، على صقيع رصيف وزارة الخارجية في لندن، تُعدُّ بالطباشير – ككل المساجين - أيام اضرابها.

فلسطين في أربع جداريات دائمة في "المتحف الفلسطيني"

2024-12-19

"جاءت انتفاضة الحجارة في 8 كانون الاول/ديسمبر 1987، وجلبت معها فلسفة الاعتماد على الذات، وبدأ الناس يزرعون أرضهم ويشترون من المنتوجات المحليّة، ويحتجّون على الاحتلال بأساليب ومواد وأدوات محليّة. وشعرت...